مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

كى يعرف العالم عظمة الشعب المصري حتى في مشاركته السياسية

3

بقلم – د. رجاء إبراهيم سليم:

تُعتبر المشاركة هي جوهر العملية السياسية، حيث يشارك المواطنون: في اختيار الحكام أو أعضاء البرلمان، أو الاشتراك بشكل مباشر أو غير مباشر في وضع السياسات. وفي ظل المرحلة التي تمر بها مصر، هناك من يتربص بها من الارهابيين في الداخل والخارج، فان المشاركة السياسية أمر على درجة كبيرة من الأهمية. وأستعير هنا كلمة الشيخ الحبيب على الجفري إن الإرهاب الأسود “أراد اختطاف دين الله واعادته مشوها للبشرية”. وهذا الكلام يذكرني بكلمات الزعيم الأفريقي الكيني الراحل” جومو كينياتا” عندما توسعت الحضارة الأوروبية في نشر المسيحية خلال أنشطة البعثات التبشيرية كستار للتوسع لاحتلال الدول الأفريقية، حيث قال” عندما ظهر الرجل الأبيض في أفريقيا أول ما ظهر كان يحمل الإنجيل في يده وكنا نحن الذين نحكم أراضينا، ولكن ما هو الموقف الأن؟ لقد صار الإنجيل معنا بينما استولوا هم على أراضينا”. وهذا يتطلب منا أن نكون على درجة كبيرة من اليقظة والوعي، وأن تكون مشاركتنا السياسية في أقصى درجاتها، لنفوت الفرصة على المتربصين بنا.

قد يهمك ايضاً:

خواطر ضابط بجهة سيادية – الحلقة الأولى

انور ابو الخير يكتب : فن التمثيل

لقد أردت ذكر هذه المقولات لأن الإرهاب الأسود يتمسح باسم الدين لنشر الدمار والخراب في البلاد العربية ليستولي على أرضينا، وخير دليل على ذلك ما كان يحاوله لتنفيذ مخططه الجهنمي للاستلاء على سيناء ، والذي أفشلتة  للأبد العملية الشاملة سيناء 2018 ،والتي يقوم بها جيشنا وشرطتنا بكل بسالة تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسي. اننا في انتظار لحظة فارقة في هذه المرحلة، وهي لحظة الوقوف أمام صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية القادمة للإدلاء بأصواتنا، لما سيكون لها أكبر الأثر على مستقبل مصر في المدى القريب والمدى البعيد. فالتصويت حق دستوري وواجب، وصوتك أمانة، وصوتك قوة لبلدك. ولا شك أن انتخابات الرئاسة تحدد مصير أي وطن.

ومع انطلاق فترة الدعاية الانتخابية للمرشحين قام مؤيدي كلا المرشحين بتنظيم المؤتمرات الجماهيرية. ولا شك أن هذا الحشد الشعبي هام، لحث كل أطياف الشعب للذهاب للجان الانتخابات للإدلاء بأصواتهم، وليشاهد العالم المناخ الديمقراطي السائد في مصر وكيف يمارس الشعب المصري حقه في التعبير عن رأيه بحرية تامة. ولكن المشاركون في هذه في المؤتمرات ليسوا هم كل المقيدين في جداول الناخبين، كما أن نسبة المشاركين في هذه المؤتمرات من الشباب والسيدات ليست كثيرة وذلك لأسباب متعددة. وبجانب الجهد الملموس لوسائل الاعلام لحث المواطنين على المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية، وكذلك دعوة علماء الدين الإسلامي والمسيحي والأحزاب والبرلمان للشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات، إلا أنه علينا نحن كأفراد واجب وطني كنوع من الوفاء ورد الجميل لهذا الوطن الذي نترعرع فوق ترابه. فعلينا حفز وحث كل المحيطين بنا للنزول للجان الانتخابات خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها أسرع وأنجح وسيلة واسعة الانتشار- خاصة بين فئات الشباب – والتي تصل لكل مكان في الداخل والخارج وفي أي وقت، فضلا عن أنها غير مكلفة.

ويجب أن يتحلى الجميع بالوعي، وألا ينجرف أحد وراء الأصوات المغرضة التي تردد بأنه لا داعي للنزول للانتخابات، بحجة أن نتيجة الانتخابات محسومة مسبقاً لصالح الرئيس السيسي، لأنه لو فعل ذلك فانه يلغي اراداته في الاختيار، وتأتي النتيجة بما لا يأمله المصريون. ولكن في نفس الوقت لا يكفي أن نقف أمام صناديق الاقتراع لندلي بأصواتنا، فمن حق كل فرد أن يصوت لمن شاء، ولكن الأهم منه هو لمن سيكون هذا الصوت. علينا أن نضع في الاعتبار ما هي مواصفات المرشح الشخصية والفكرية، وما هي مواقفه الإنسانية ومدى حرصه على القيم الدينية والاجتماعية، وما هي إنجازاته في الداخل والخارج لصالح الوطن، وما هي مكانته في نظر قادة العالم وشعوبه، وما هي رؤيته وخططه المستقبلية لبناء مصر الحرة القوية الأبية.

 

اترك رد