مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : التلذذ بظلم الناس

29

 

قد يهمك ايضاً:

المرأة والمسئولية وضغط العمل

تلاميذ عمرو بن لحي

استغلال حوائج الناس من الأمراض التي لوحظت في مجتمعاتنا الشرقية لابتزازهم أو استجلاب مصالح مادية أو معنوية وقد رأينا هذا في التعامل بين الناس حيث تجد من أعطاه الله سلطة لا يتوانى عن تصعيب الأمور على من هم أدنى منه رتبة ومن المدهش أن في بعض الأحيان لا نجد لذلك مبررا غير تحقير الناس والتلذذ بضررهم وإذلالهم بتعسير أمورهم حيث لا نفع دنيوي يعود على الفاعل أوحتى يكلفه شيء مادي ليسهل أمور الموظفين ولا شك أن هذا يخالف تعاليم ديننا الحنيف الذي أمرنا بالتيسير على المسلمين ومساعدتهم وفك كربهم فقد قال الله تعالى في التيسير على المديون ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ووجهنا صلى الله عليه وسلم إلى تنفيس الكربات عن المسلمين وتيسير أمورهم ومعونتهم وذلك في قوله ((من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسَّر على معسِر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة والله
في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) وغيرها من التوجيهات المتناثرة في أرجاء السنة النبوية التي تحثنا على مساعدة الناس والتخفيف عنهم والوعد بالثواب الجزيل لمن يقوم بذلك ولكن بالرغم من ذلك نجد أن كثيرًا من الناس يعانون من مضايقات من الآخرين سواء في أماكن العمل الحكومية وغيرها بل نجد بعضهم يلجأ لرفع المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن النصرة على من ظلمهم أو عسر أمورهم أو عاملهم بسوء ونحوه ومن المؤسف أن نجد معظم الظالمين يكونون من المسلمين ولا نشك في عظم ظلم أهل الكتاب والملاحدة للمسلمين كظلم اليهود للفلسطينيين ونحوه فهذا ظلم كبير ومصير فاعليه النار ولكن ما نبحث عنه هنا هو موضوع يقل طرقه من أصحاب الأقلام ألَا وهو ظلم المسلمين بعضهم لبعض ونرى هذا في صور ومواضع عدة ومن أكثر صور استغلال حوائج الناس يحدث في أماكن العمل وكثيرا ما يصدر هذا ممن خولهم الله أمور الناس ورزقهم المناصب التي يستطيعون بها التحكم في الغير وذلك بابتزازهم بالمال وغيره لأجل قضاء مصالحهم ولا أقصد هنا من يقوم بالمهام بمقابل مادي ولكن من بيده سلطة لقضاء مصلحة مأجور مسبقا للقيام بها من قبل الدولة أو صاحب العمل ونحوه
ظلم المدير للموظفين الذين تحت رتبته
فاستغلال حوائج الناس قد يؤدي إلى الغضب والتعارك وارتكاب الجرائم و ينافى بذلك مقصد التشريع والمقصد العام للشريعة من حفظ النفس والمال والدين وهو أمر ينافي الأخلاق والمبادئ الإسلامية ويتنافى مع مقصد تهذيب الأخلاق وبين صلى الله عليه وسلم أنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق فقال ((إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق)
فعلى الإنسان مخافة الله من ظلم الناس وتذكر أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن أصحاب المظالم سيقتصون منه يوم القيامة ليرتدع عن ظلم الناس واستغلالهم
فعلى المديرين العدل مع الموظفين وعلى الكفلاء التيسير على المكفولين وعلى أرباب العمل التلطف بالعمال وعلى ربات البيوت الترفق بالخادمات وهكذا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعلى الدولة مراقبة موظفيها ممن تولوا مناصب عالية للتأكد من عدم استغلالهم لهذه المناصب بسوء للتعسير على الناس وإذلالهم فيجب التيسير على الناس وتسهيل أمورهم لأنه من هديِ النبي صلى الله عليه وسلم كما أنه سبب في تفريج كربات يوم القيامة والنجاة من النار وليتيقن الإنسان أن لا معروف يضيع عند الله فهو الشكور الحليم وما من عمل صالح ينسى أو يضيع بل يكتب في صحيفته ليكون نجاة وذخرا ليوم تشخص فيه الأبصار نسأل الله النجاة والهداية والعمل الصالح والقبول وحسن الخاتمة

التعليقات مغلقة.