مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: التجارة مع الله

47

أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان ضيف عزيز كريماً يحتاج منا الضيافة ‏فأحسنوا ضيافته وأصلحوا ما بينكم وبين ربكم ‏رتلوا مصاحفكم أَكثروا أذكاركم ‏وألحوا بدعواتكم بروا آباءكم وأمهاتكم ‏أَكثروا صدقاتكم صلوا أرحامكم ‏تفقدوا فقراءكم تعاهدوا جيرانكم ‏تحملوا أبناءكم وارفقوا بزوجاتكم ف‏رمضان أكثر من ترك طعام وشراب وشهوة ‏رمضان حياة لم يخلق الله شئ عبثا ولم يعظم الله شئ لهوا إنما يعظم الله أيامه لحكم إن لم تعلموها فلا تتجاهلوها إنما الحياة ما بين ثوان ودقائق
تنتهي في طرفة عين دون انتباه منا ولكن نحن اجراس انذار لبعض فلنتذكر أن ننوي فعل الخير في أيام الخير في ظل الوضع المعيشي لمعظم الأسر في ظل هذا الظروف والأزمات الاقتصاديةوالاجتماعية التي تمر بها البلاد والعباد متعب وصعب للغاية دعوا شهركم بالأعمال الصالحة والأوقات الرابحة وتفقدوا أحوال الفقراء والمساكين وأعطوا الأرامل واليتامى والمحتاجين أغنوهم عن السؤال ومد اليد في هذه الأيام المباركة لكل شيء إذا ما تم نقصان ولكل خيرٍ إذا ما عم إنسان ولكل وقت إذا ما مضى حسبان ولكل طاعة إذا ما انقضت حكمة وبيان
ومن هنا أناشد القلوب الرحيمة هذه المناشدة الإنسانية للمقتدرين والتجار واهل الخير والإحسان ليتفقدوا الفقراء والمحتاجين الذين لايجدون لقمة العيش ابحثوا عنهم واطرقوا ابواب منازلهم وستجدونهم ينتظرون الفرج والعون من الله يمنعهم التعفف عن السؤال بادروا بالذهاب اليهم وركزوا جيداً في الاسر المعدمة التي لا تجد قوت يومها فتشوا عنهم وستجدونهم وما اكثرهم وقدموا لهم العون والمواد الضرورية وخذوا بايديهم لينالكم الاجر والثواب تفقدوا من حولكم بلمسات إنسانية وبادر بزيارة بيوت المتعففين فمعظـم الفقراء ينتظرون شهر رمضان المبارك كي يتذكرهم الرحماء أصحاب القلوب والأيادي البيضاء والمقتدرون مادياً دون الحاجة للطلب والسؤال تفقدوا مـن حولكم فظروف أغلب المحتاجين المتعففين مدفونه في أعماقهم فإن جهلتموها أكرموهم بحسن الظن بهم وبمساعدتهم فهؤلاء من تنطبق عليهم الآية الكريمة
قال الله تعالي فى كتابة (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) والجاهل هنا جاهل بأمرهم وحالهم وليس الجاهل بعقله وعلمه فيحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومظهرهم لتصلهم مساعدات أصحاب القلوب الرحيمة و الأيادي البيضاء لتنير بيوتهم بجميل عطائها دونما حرج أوخجل فرمضان شهر الرحمة ومن الطبيعي أن يقدم كل مسلم ما يستطيع من إحسان فيه لإن ظروف المعيشة تغيرت وزادت وتضاعفت المتطلبات العائلية خاصة الأبناء وتزايدت نسبة الأسر الفقيرة والمتعففة التي تعاني من ضيق العيش وسوء الأحوال المادية لذلك ينبغي علينا أن نتعرف على بيوت هؤلاء أو نتعرف على من يعرفها فنلبي لهم حاجيات رمضان وندخل على أسرهم الخير فلعلنا نساهم في تخفيف الأعباء المعيشية عنهم والتي عادة ما تشتد في هذا الشهر الكريم ولولا اللمسات الإنسانية من المحسنين جزاهم الله خيرا لضاقت بهم الدنيا بما رحبت يسألون الناس إلحافا ‏
كم أناس من أصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون دفع إيجار مسكنهم أو فواتير الكهرباء والديون المتراكمة عليهم وكم من رجل سليم صحيح البدن ولكنه لا يجد فرصة عمل لسد حاجات أسرته وكم من أب معيل لديه شباب عاطلون عن العمل لقلة فرص العمل خاصة هذه الأيام وما تجده أسر بأكملها تمر بازمات وكم من بيوت فيها مرضى يحتاجون العلاج كمرضى السرطان والفشل الكلوي وغيره من الأمراض او أن يكون في المنزل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة فيضيق بأهل المنزل حالهم ولا يتمكنوا من تأمين العلاج والدواء وكم أناس لا يستطيعون أن يؤدوا زكاة الفطر وكم من أرامل ولديهم أطفال وليس لهم مورد للإعانة علي المعيشة
فلقمة في فم جائع خير من بناء ألف جامع
فعن عبد الله بن عمر قال (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة و يقول ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وإن نظن به إلا خيراً )) وتقديم حرمة المؤمن على حرمة الكعبة يقتضي تقديم توفير الحياة الكريمة للمؤمن فلا يهان بذل الحاجة أو يضطر للسؤال على المبالغة في الإنفاق على المساجد حتى وإن كان ذلك المسجد الحرام أو الكعبة ذاتها إن المبالغة في عمارة المساجد كما وكيفا في أوقات الأزمات الاقتصادية يعد انتهاكا لحرمات الله يحتاج إلى إعادة النظر وقس على ذلك
الأولى حفظ البطون والأيدى من الجوع والحرام وحفظ ماء الوجوه فلنتسابق فى تلك الأيام المباركة فى اقالة العثرات وجبر الخواطر واطعام الجائع وستر المحتاج من ذل السؤال
نسأل الله الرحمن الرحيم في الشهر الكريم أن تكون هنا صحوة المجتمع وأن يتسارع الميسورين والمقتدرين مادياً بالبحث عن هذه الشرائح في المجتمع ويمدوا لهم يد المساعدة والعون لينيروا بيوتهم في شهر رمضان المبارك
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا وتوفنا وانت راض عنا واجعله عملا صالحا ولوجهك خالصا

التعليقات مغلقة.