الدكتور صلاح محمد سليمة يكتب هل أخطأت السفينة إيفرجيفين؟!

الدكتور صلاح محمد سليمة

أثارت حادثة السفينة ايفر جيفين في قناة السويس الكثير من الأسئلة من أهمها هل ارتكبت السفينة خطأ تتحقق بموجبه مسؤوليتها عن الأضرار التي لحقت بالقناة ثم استحقاق مكافأة انقاذ ؟
أجابت على جميع الأسئلة قواعد الملاحة البحرية في الاتفاقيات الدولية وقرارات المنظمة البحرية الدولية (IMO) والتي أوجبت  ضرورة تجهيز السفينة بأجهزة توجيه  وتحكطم رئيسية وأجهزة توجيه وتحكم مساعد بحيث يؤدي خلل أي منها إلى عمل الآخر فوراً ودون تعطل ، وأن تكون هذه الأجهزة والمعدات ذات متانة وكفاءة عالية  بحيث يمكن توجيه السفينة والتحكم فيها وهي بأقصى سرعة وفي ظل كافة الظروف البيئية ، وأن تكون مرتبطة بلوحة التحكم الموجودة في غرفة الملاحة للربان ،  كما أوجبت هذه القواعد أيضاً وجود أنظمة وأجهزة خاصة بالمناورات والاختبارات للسفينة تحقق قدرة السفينة على المناورة وهي بكامل حمولتها بحيث لا يؤدي انحراف السفينة أو تعرجها يمينا ويساراً إلى اختلال توازن السفينة ووقوع أية حوادث ، وأن توضح خصائص مناورات وعيوب السفينة التي تم اكتشافها بعد المناورة الأولى فور التسليم وهي بكامل حمولتها مع بيان الإجراءات التصحيحية لها وذلك في كتيب المناورات الموجود في برج الملاحة للربان وأن يطلع عليه المرشد فور صعوده
فإذا كانت هذه العيوب معلومة للشركة المشغلة والربان أو قامت باخفائها كان هناك اهمال ورعونة جسيمة من جانبهما ويكون الخطأ جسيم ، أما إذا كانت لا تعلم بها فيكون هناك عيوب في الصناعة خاصة وأن السفينة حديثة فقد تم تسجيلها في نهاية عام 2018م وفي هذه الحالة تتحقق مسؤولية حوض بناء السفينة والشركة بالتضامن.
علاوة على ما سبق تفرض القواعد الخاصة بالتطقيم الآمن للسفينة وإدارة السلامة على الشركة والربان مراعاة تحقيق متطلبات العمل البحري  الدولي الخاصة بساعات العمل و فترات الراحة والعمل و عدم الاجهاد ، فضلاً عن عدم تناول الخمور والمسكرات أو المخدرات ، فإذا تحقق الإجهاد أو تناول أي من هذه المواد تحققت مسؤولية الشركة فوراً عن الخطأ الجسيم ، كما يفرض التشغيل السليم للسفينة وسرعة استجابة المهندسين لأوامر الربان التشغيلية ، ففي حالة وجود خلل تتحقق بموجبه مسؤولية السفينة والشركة المشغلة وتكون هذه الأخطاء جسيمة قد تؤدي إلى أن تكون السفينة غير صالحة للملاحة البحرية وقت وقوع الحادث.
ولا يغير من المسؤولية الزعم بخطأ المرشد فقد استقر العرف البحري الدولي ونصوص التشريعات البحرية على أن المرشد أحد أفراد الطاقم حتى ولو كان الارشاد اجبارياً كما في قناة السويس .
وبذلك يمكن القول بتحقق الخطأ الجسيم للسفينة ايفرجيفن مما يثبت مسؤوليتها عن التعويض ومكافأة الإنقاذ والتي ستناولهما في المقال القادم .
د/ صلاح محمد سليمة
المحامي
خبير تشريعات بحرية ومستشار قانوني