مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

يحسبه الظمآن ماءً

10

بقلم :أماني النجار


اصبحت حياتنا مليئة بعلاقات أقل ما توصف به أنها علاقات سامة وما أن نقرأ كلمة سامة أو تقع على أسماعنا حتي يتبادر إلى أذهاننا أنها قد تأتينا من عدو
ولكنها ويالا للأسف أنها لا تأتي إلا من قريب ليس ذلك فحسب بل من حبيب !!
نعم ممن هو أقرب إليك من روحك التي بين جنبيك .

وهل يُعقل ان يؤذيك من اعتلى روحك وسكن فؤادك واختلط بهواء شهيقك وزفيرك وهل يؤذيك متعمدًا أم عن غير قصد ؟؟!!.

دعونا بداية نسرد سويًا حلاوة البدايات ورقتها وعذوبتها إنتهاءا إلى حالة التسمم التي لايقوى على إبراءك منها أشهر مراكز السموم في العالم .

قد يهمك ايضاً:

خواطر ضابط بجهة سيادية – الحلقة الأولى

انور ابو الخير يكتب : فن التمثيل

في البدايه نشعر بالسعادة لمقابلة صديق جديد او رفيق نتوسم فيه حسن الرفقة نندفع دون أن نمنح لأنفسنا الوقت الكافي لكي ندرس ذلك الشخص ونراقب حركاته وسكناته كلامه وسكتاته نندفع لا لهدف إلا للهروب من شبح الوحدة .

يقرآ فينا ذلك الشخص اندفعاتنا فيخطفنا ويحلق بنا في سماءً لطالما حلمنا بها وكنا نظن اننا سنهرم ونبلغ من الكبر عتيا دون أن ندركها .

نحلق دون النظر او مجرد الاحساس بحقيقة السماء التي نحلق بها …. أهي من يستظل بها كل البشر أم انها سماء قد خلقت ورفعت من أجلنا نحن فقط …ولكن سرعان ماتزول تلك الغفوة وسرعان ما نهبط مرغمين ،نهبط هبوطاً إضطرارياً وسرعان مايبدأ السم في السريان ،يبدأ السم دورته في الأوردة والشرايين وما أسرع زوال البدايات وحلاوتها ، تبدو عليك أثار التسمم النفسي….. تُرهقُ روحك … تركض لأميال ولاتصل … تظمأ ويهيئ لك قرب الماء ولكنه السراب تتوهم أن الوصول الى الماء يحتاج منك بعض الصبر مع قليل من التنازلات قد تزيد إذا لزم الأمر فالوصول للماء ضروري لمواصلة السير ولكنك لاتصل ….تسلب روحك من مشقة السير
فتجد نفسك مضطراً للجلوس ولو على قارعة الطريق لتلتقط انفاسك التي كادت أن تنفذ لولا إصرارك الغير مبرر لكل من هم حولك على مواصلة السير …
تشعر أنك تعطي فقط ليس ذلك فحسب بل ان ما تعطيه أصبح لايُرى ، تمتهن التبرير للدفاع المستمر عن نفسك في مواجهه الاتهامات التي في أغلب الاحيان تجهل مصدرها ، تُقلل من نجاحاتك ، تفقد تركيزك ؛تفتقد الأمان ذلك الشعور السلسل الذي يشعرك بأنك تحتمي بجدران بيت أشبهه بالقلاع ألا وهو قلب من تحب .

وما ان تنظر في المرآه حتى تجد نفسك بت باهتا شاحبا ، عيونك مملؤة بالهم ، تُغتال ثقتك بنفسك ، ولا تعرف من أنت .
هنا تصحو من غفلتك تلتفت لأصوات من حولك تحاول انتشال مابقي من رفات نفسك علك تستطيع أن تبرأ من السم وأن تجد الترياق فأنت تستحق أن تشرق
بعيدا عن كل من يرهق روحك ويسلبك الحق في الحياة ، حينئذ وجب عليك ان تستمع لصوت قلبك عندما يخبرك بأنه قد حان وقت الفراق وأعلم أنك وإن تعيش وحيدًا خير لك من أن تفني عمرك مع من لا يعرف قيمتك .

التعليقات مغلقة.