مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

قراءة نقدية بقلمي في نص شجرة معلقة للكاتب صابر الجنزورى

4

بقلم  – ديما باج:

قد يهمك ايضاً:

ثقافة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للإبداع والابتكار

وزيرة الثقافة تعلن برنامج “مصر ضيف شرف” معرض…

نص القراءة
( قل للذين تقدموا قبلي ومن بعدي ومن أضحى لأشجاني يرى ) بحق كل المقدسات أجيبوني !
( ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا سر أرق من النسيم إذا سرى ) بحق جلالتك يا إلهي أمط اللثام عما يجري لم كل تلك المذابح ؟ وهل البشرية خلقت من رحم الخير أم الشر ، من نحن هل من سلالة الأولياء أم من سلالة الوحوش ؟ …
كل تلك الأسئلة وأكثر التي استوحيتها من إسقاط بعض أبيات قصيدة ابن الفارض على وجداني الذي غزاه الواقع الأليم كما فعل بالجميع والذي فجرته هذه القصة التي هي من أروع النصوص التي قرأتها للكاتب صابر الجنزوري وأجملها على الإطلاق برأيي الشخصي .
قصة شجرة معلقة ليست قصة تتعلق بها العيون تقوم بقرائتها وتتابع السير ، إنما هي تستأثر بالروح فتأسرها هيبة و قدسية الآية القرآنية مع سحر قوافي ابن الفارض مع قسوة الحاضر وليد التاريخ وتراكماته .
فيها تضمين رائع للآية الكريمة
( إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى )
الكاتب يقتدي بسيدنا موسى الذي عاد من مدين إلى مصر بعد عشر سنوات وقد ضل الطريق وبما أن النبي كان غيورا على زوجته بحيث أنه كان يصطحب رفاقه في الليل و يفارقهم في النهار حتى لا يروا زوجته ، كذلك بطل القصة هو غيور على أمته يخاف من قسوته عليها حتى من نفسه لذلك هو يغمض عينيه عن مساوئها ريثما يجد النار التي تهديه ليهديها .
وهو يتوسل الحقيقة على لسان ابن الفارض ببيت فيه عتب رقيق والكثير من الترجي .
بصياغة سلسلة لم تشعرنا بالنقلة بين بيت الشعر و مقصد الإسقاط وبدون تكلف بل بسلاسة أكمل الكاتب نقل الحالة التي اكتنفت البطل ( لم يسمع صوتا يناديه ولا شيئا رأى …) الخ الجمل التي صاغ بها الأحداث التي فرشت لخاتمة أغنت عن كل سؤال ولم تشف أي جواب .
الله عليك بمنتهى الأناقة جاء التضمين لبيت ابن الفارض وللآية الكريمة ومن دون استعراض عضلات كما يفعل بعض الكتاب
( حافظين كم اسم بيطجوهن كلن أنو هنن مثقفين بتحس حالك عبتقرا فهرس أسماء)
أسعدتني بهل النص رغم أنوف محنطي النقد من جهابذة المدارس التقليدية اللي بصير هيك وما بصير هيك
كومة سلامات ألك صديقي صابر.

 

اترك رد