مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : للعلاقات الشخصية تاريخ صلاحية

27

 

 

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب: لماذا يخدعوننا ؟!

الحج ركن من أركان الاسلام

للعلاقات الشخصية بين الناس بعضها ببعض تاريخ صلاحية مثلها مثل تاريخ صلاحية الطعام او المواد الغذائية التي تباع في السوبر ماركت وانتهت صلاحيتها
وسؤالي يدور في بالي كثيراً حول انتهاء مدة صلاحية الإنسان وهو تعريف الغرض منه لفت النظر إلى أن هذه المادة قد أصبحت غير صالحة للأكل والشرب هذا فيما يتعلق بالأكل والشرب الذي نتناوله دائما
فهل هذا التاريخ كذلك ينهي مدة صلاحية البشر يا ترى؟ وهل هذا يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يكون في عطاء دائم طالما أنه يتمتع بصحة جيدة وفي كامل قدرته العقلية والذهنية وأنه يمتلك في جعبته خبرة طويلة يستشاربها وفي حالة تكريس الذهن حول شيء معين لمدة طويلة بنشاط واجتهاد يعقبها نوع من الملل تجاه هذا الشخص أو الشيء فيتسرب الملل إلى قلبه وتتوقف الحياة على فكرة واحدة لا تتغير المؤشرات فيها تقول إن هذا الشخص الذي تتعامل معه لا جدوى منه فتتبلد المشاعر نحوه وتنتهي الحياة على أن كل المؤشرات تقول إن الإنسان هذا غير قادر على العطاء لهذا المخلوق حتى لو حاول الطرف الآخر إيجاد الحلول فالمحاولات نتيجتها هي منتهي الصلاحية حسب تاريخ الصلاحية المكتوب على جبين الإنسان الذي نعرفه أن المشاعر الإنسانية تتوقف عند حد معين ولا ينكر ذلك عاقل حول اجتهادات وعطاءت الإنسان تجاه الشيء الذي يشعر بأنه أفنى نفسه في خدمته ربما يكون هذا الشيء عملا وربما يكون عمل خير وفق قول الله جل وعلا «ولا تنسوا الفضل بينكم» وقد يكون مع صديق تشعر بالولاء له وتجزم بأنه لم ير منك إلا خيرا فتتغير مشاعرك تجاهه أضعف الإيمان وللتقريب قد يشعر البعض أنه أفنى نفسه في خدمة هذا الشخص وفجأة يجد مشاعره تتبلد ويسري الملل في أعماقه يا ترى هل هي مشاعر مختلطة تتبلد بسببها نفسية الإنسان وحين يشعر بالملل وأنه لن يجني من الشوك العنب أم هي تأتي تلقائية؟
هي مجموعة أفكار راودتني أطلقت لقلمي العنان وأحببت أن أستعرضها وسأترك لأقلام القراء الكرام حرية التعبير وإثراء الموضوع
فالإنسان ليس طعاما ولا جهازا ولا دواء ولا جمادا عليه تاريخ محدد من هيئات ذات مسؤولية تضع مدة تنتهي صلاحيته الإنسان خلق بكرم من الله لم يهبه لمخلوق غير بني آدم فكرم الله لا يعلوه من كرم لا يمحيه من العطاء إلا من وهبه الكرم
لا تنتهي صلاحية البشر ما دامت عقولهم تعمل ليس كل من نظر إليك وابتسم دليلا على أنه يحبك فبعض الناس حقدهم في ابتسامتهم
هذا جزء من فلسفة كانت برأسي قد لا تعجب البعض ولكن تواريخ الانتهاء دائما ما كانت تلفت انتباهي فأصبحت أرى ما يراه البعض بالاتقاء وفراق انتهاء فترات صلاحية فهي تعني ابتداء اهتمام أشخاص وانتهاء اهتمام بأشخاص آخرين وهي بلا أسباب ظاهرة إنما ما تميل إليه النفوس أو تتعرض له الأجيال
لماذا يتحجج البعض بالظروف؟ وآخرون بمشاغل الحياة؟ إن كانت العلاقات الإنسانية صادقة ووفية فهي حتما سوف تكون صامدة تقاوم كل رياح التغيير قوية أمام تيارات الحياة ولكن الواقع يشهد خلاف هذه النظرية فهناك صداقات وعلاقات شرعية حكم عليها بتاريخ انتهاء غير مدرج وكأنها كتب على جبينها تاريخ بدايتها وتاريخ نهايتها
لا أدري هـل نحن في زمن طغت فيه المادة والمصالح والأطماع بحيث أصبحت تحكم علاقاتنا مع الآخرين بتاريخ إنتاج وتاريخ انتهاء؟
فالحياة تخط لنا بزهو أن من معك اليوم يرحل عنك غدا
ماذا يحدث لك بعد تناول وجبة منتهية الصلاحية؟ الشعور بالإعياء وفقدان الشهية والإصابة بالحمى والألم والقشعريرة وربما التسمم لا قدر الله نفس الأعراض تحدث لك عند الاستمرار في علاقة شخصية منتهية الصلاحية يخبرك جسدك وعقلك يومياً بضرورة الابتعاد وإنهاء هذه العلاقة المنهكة والمهلكة لروحك قبل جسدك ولكن لأن مرآة الحب عمياء تغمضين عينيك عن قصد عن هذه الأعراض تتمادين في الضغط على روحك المُرهقة بالفعل حتى تصلي لنقطة الانفجار
وجع الروح ملوش آخر
هكذا بدأت صديقتي حديثها في حين إني ألمس وجعها وأكاد أشعر به تماماً أتساءل لماذا يصمم الآخرون على إنهاك روحنا لهذا الحد؟ لماذا يختبر الطرف الآخر قدرتنا على التحمل بهذا الغباء والعناد؟
فتخبرني صديقتي بأوجاع قلبها النقي نتيجة علاقة منتهية الصلاحية منذ البدء ينخلع قلبي بوجع مضاعف وجعي لأنني أتفهمها كصديقة ووجع آخر يدق باب القلب متي شاء ولكنه يدق جدران الروح ألف مرة حتى تنهار تماماً
وبالرغم من أنني هنا بجانبها كنت أخبرها كل عبارات الأصدقاء كانت لا تلقي لها بالاً لا أعلم تحديداً كيف يمكنني مساعدتها
سوى بالطبطبة حتى يزول الوجع دون علامات في الروح
لماذا يطال الوجع الفتيات الطيبات دائماً؟ عجزت عن إجابة هذا السؤال عجزت حتى عن البكاء كل ما كان داخلي هو غضب لا حدود له غضب لايهدأ لأنهن بالفعل طيبات ولأن الوجع ما زال يتربص بهن في كل علاقة منتهية الصلاحية وعليكِ التخلص منها تماماً الآن عندما تدركين أنك أصبحت الشخص الأقل أهمية في العلاقة أنت من تبذلين مجهودا مضاعفا للحفاظ على علاقتك دون أي مجهود من الطرف الآخر
فحياتك الشخصية والعملية والعلمية تتأثر بشدة وفقاً لمزاج الطرف الآخر يضحك فتضحكين والعكس بالعكس متاحة دائمًا ومضمونة مهما ابتعد الطرف الآخر أو خان أو قرر أنه في مزاج لا يسمح بمحادثتك أو مارس عنفاً لفظيا أو جسدياً تجاهك يعود ويعلم أنك ستغفرين دائماً فأصبحت منعزلة عن العالم الآن ربما تصابين بالاكتئاب وتفضلين الوحدة والصمت والبكاء بمفردك فلم يعد هناك شيء حقيقي يسعدك وتمر الأيام متشابهة في عينيك لم يعد لديك هوايات أو اهتمامات بخلاف إرضاء الطرف الآخر والحديث معه بمعنى أدق أدمنت وجود هذا الشخص بحياتك فصحتك تتأثر بشكل كبير وكذلك مظهرك الخارجي ونظرتك تجاه نفسك تشعرين وكأنك قليلة الحيلة لا تعرفين كيفية التصرف دون الطرف الآخر
أصبحت أردد هذه العبارة مؤخراً بكثرة لصديقاتي اللاتي أراهن على مشارف علاقة منهِكة ومهترئة ومنتهية الصلاحية لماذا يحتملن المراوغة والكذب والخيانة والأنانية
أرجوك اهربي لا تستمري في علاقة تستنزف طاقتك وتطفئ لمعة عينيك وطموحك وحيويتك علاقة تذبلين فيها يومياً مائة مرة
اهربي لعالمك الخاص تذكري ما كنت عليه قبل أن تحولك علاقة شخصية لعروس ماريونت حزينة ومهملة ماذا عن عملك وهواياتك وأصدقائك وأهلك ماذا عن اهتمامك بصحتك ومظهرك ومستقبلك؟
اجمعي مشاعرك الغاضبة وشحوب وجهك وبكاءك وضعفك في حقيبة سوداء كبيرة والقيها في أقرب سلة للمهملات نظفي قلبك وروحك جيداً من بقايا ذكرياتهم المؤلمة أخرجي كل ما في روحك من وجع وخذي نفسا عميقاً وابدئي من جديد
لا تترددي في الذهاب لطبيب قلبك الذي تتريحي معه إذا كانت هذه العلاقة تؤثر فيك وفي تصرفاتك بشكل خارج عن السيطرة اطلبي المساعدة منه حبيب القلب ولا تخجلي سدي أذنيك عن الحجج والأعذار اقطعي كل صلة ورابط يسحبك لهذه العلاقة مجدداً انظري في المرآة هل هذه أنت التي تتمنيها
لماذا تقبلين بأن تكوني الشخص الأقل أهمية في أي علاقة؟
أعلم أن الأمر ليس بالسهل ولكنه بالممكن أنت في رهان واضح وصريح لا يحتمل الخسارة إما أن تتخلصي من هذه العلاقة المؤذية الآن أو تخسرين نفسك وروحك للأبد أحدثك وأنا قد مررت بهذا النوع من العلاقات سابقاً لم أدرك حينها أنها علاقة منتهية الصلاحية ولكنني أدركت أن خسارة روحي ليست بالأمر المقبول فعافرت كثيراً لأستردها مرة أخرى أدركت أخيراً أنني حين لا أُقدر نفسي حق قدرها لن يفعل الآخرون

التعليقات مغلقة.