مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انور ابو الخير يكتب : قلوب بلا رحمة

53

 

قد يهمك ايضاً:

خواطر ضابط بجهة سيادية – الحلقة الأولى

انور ابو الخير يكتب : فن التمثيل

أصبحت أري البشر هذه الأيام مثل كائنات الغابة التي لها إشكال بشرية لكن قلوبها أصبحت مسخا مريضا لايعرف الرحمة ولا الشفقة وأفعالها أصبحت غربية ليس بها أي خيرا او حكمة أصبح الصغير لايحترم الكبير والكبير لايرحم الصغير وأصبحت القلوب غليظة لا تعرف الحب ولا المودة ولاالسلام عكس كل العصور السابقة قديما فكان الظالمين اقلية ولكن حاليا ازدادت ظاهرة العنف المجتمعي في السنوات الأخيرة في مجتمعنا وأصبحت تؤرق الجميع وتهدد السلم الاجتماعي الان يوميا نسمع عنها من حوادث بشعة تهز المجتمع ولذا علينا الاعتراف بأن هناك مشكلة كبيرة تواجهه المجتمع ويجب البحث عن أسبابها ووضع حلول لها حتى لا تدمر المجتمع فلله الامر من قبل ومن بعد أحداث غريبه علي مجتمعنا الشرقي تحدث كل يوم بل كل ساعه وبين كل ساعة وساعة يكون هناك حدث جديد ام تقتل ابناءها واب يقتل أبناءه وكثيرا من الجرائم فمنهم من يقتل طفل بريئ وأخر يقتل امه واخر يغتصب امرأة وزوجه تخون زوجها وتتفق مع عشيقها للتخلص منه
اين الرحمه هل انعدمت من قلوب البشر
لدرجة لم يعد للإنسانية مساحة في قلوبهم وهل فعلا مات الضمير الإنساني حيث لايعنيهم الا ان يبشعوا نفوسهم ويرضوا رغباتهم المريضة
فهل نحن نعيش في زمن بلا رحمة او إنسانية ولما كل هذا
هل الدنيا تساوي هذا ؟؟
نحن بحاجة ماسة للرحمة بيننا والتعاطف فيما بيننا فعندما تنزع الرحمة من قلوب البشر يهدمون ويقتلون ويذبحون ولا يستطيعون رؤية اي شيء وكأن علي قلوبهم غشاوة الرحمة
قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم (ما نزعت الرحمه الا من قلب شقي)
اللهم اني لا اسالك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه
أصبحت قلوبنا قاسية لا تهتم لشيء وأصبحت رؤية الدماء التي تسيل في البيوت والشوارع ليلاً ونهاراً شيئاً عادياً
يرحل من يرحل ويموت من يموت وأصبح عادي ان تراق الدماء على جانبي الطرق عادي والمجرم يعذب طفل حتى الموت عادي والأخ يخون أخاه مع زوجته وتحمل منه سِفاح عادي و رجل يتنكر لوالدته ويرمي بها في دار للمسنين عادي
وأب او ام يقتلوا أبنائهم عادي
وأكل مال اليتيم وأخذ الرشوة والتعامل بالربا عادي وأصبح كل شيء عادياً في عصرنا الحالي أصبحت القسوة والظلم والطغيان والعتو عادي
ما هذا الزمن الذي نعيش فيه والتي تبلدت فيه مشاعرنا وتحجرت قلوبنا وماتت ضمائرنا و سلكنا سلوك غريبا عن ما كان مجتمعنا عليه في السابق وحدنا عن الطريق المستقيم ووضعنا أخلاقنا في معلبات ورميناها جانباً و ابتعدنا عن القيم والتعاليم الدينية و تخلينا عن عاداتنا وتقاليدنا كمسلمين واخترنا دستور وضعي يحكمنا بدلاً من كتاب الله
ما الذي حدث لنا حتي نصل الي الحد الادني من الاخلاق والدين نحن لا نأمن علي انفسنا ولا علي اهلينا اصبحنا نخاف من اقرب الناس الينا فما بالك بالغريب عنا حالات من الفزع والقلق تنتاب معظم البشر و يشعر به معظم الناس وغزت القسوة قلوبنا جميعاً فلم نعد نهتم إلا بمصالحنا الشخصية ولم نعد نهتم بالصالح العام ومصلحة المسلمين ولم نأخذ في عين الاعتبار الآخرين الموجودين والمشاركين لنا في هذه الحياة فيعتصر قلبي ألماً وحزناً لما آل إليه وضع المسلمين في هذا العصر والأوان
أسئلة كثيرة تتصارع بداخلي أحاول أن ابحث عن إجابات لها ولا أجد وأتذكر قوله جل جلاله
(( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ))
اصبحت القلوب قاسية بلا رحمة او شفقة او أدنى شيء من الإنسانية نشاهدها في معاملة البشر مع البعض في الإستغلال والجبروت في التعامل من اجل المال الذي أصبحت الناس عبيد له في السلوك كلا تجاه الآخر اصبحا نبحث عن الرحمة لانجدها الا من رحم ربي حيث ضاعت الهيبه والاحترام للاب والام التي كنا نراها في الزمن الجميل اين الشباب وإلي اين ذهبت اخلاقهم اين هذا الشاب الذي اذا مر علي رجل كبير انحني له تقديرا واحتراما له
اين الشاب الذي عندما استيقظ من نومه ومر امام والده اووالدته انحني علي يدهم وقبلها حباً واحترماً وتوقيراً منه لهما
اين كل هذة الاشياء الجميلة التي شببنا عليها وتعلمنا منها الاحترام لكبيرناوتوقيرة اذا ضاعت كل هذة الاشياء الجميلة فقل علي الدنيا السلام
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
اللهم أصلح قولنا وعملنا وابعد عنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا حنن قلوبنا وأزل قسوتنا ورقق مشاعرنا وطهر جوانحنا ووسع خلقنا
وفي نهايه مقالي ادعوا الله ان يرحمنا ويرحمكم ويهدينا ويهديكم الي ما هو خير لنا ولكم وادعوا كل الشباب ان تسعي الي رضا والديهما في كل شيء يسعدهم إن بقيا على قيد الحياة فإنهما بابان مفتوحان إلى السماء

التعليقات مغلقة.