مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد سلام يكتب حمدي قنديل ..المشهد الأخير

4

بقلم – أحمد محمود سلام :

حمدي قنديل في ذمة الله مساء الأربعاء 31 اكتوبر2018 ….مات من حاول أن يكون رئيس تحرير .كلماته كانت أقوي من طلقات الرصاص .ضاق به تليفزيون مصر .لم يستمر طويلا في احدي القنوات المصرية الخاصة …ضاقت ببرنامجه فضائية أبو ظبي والفضائية الليبية من منطلق أن كلمة الحق هي العدو الأول للحكام .!

في ذكراه الثانية استحال أن يكتب عنه أحد بسبب جموح هدم كل شيئ بعد أن سار في فلك حواة المشهد السياسي المصري بعد 25يناير2011.

تلك كانت الخطيئة الوحيدة التي ضيعت كل شئ وأقصد الاحتفاء بعلم من اعلام التليفزيون المصري في بداياته .

هو من الجيل الذهبي في الصحافة والتليفزيون وبالمجمل الإعلام .خرج من مدرسة أخبار اليوم للعمل مذيعا في التليفزيون المصري في الستينيات في زمن الريادة الإعلامية قدم خلالها أشهر برامج تلك الفترة وهو أقوال الصحف .

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب : فن التمثيل

أحمد سلام يكتب بين السطور

غادر مصر إلي فرنسا للعمل باليونسكو بعد رحيل الرئيس عبد الناصر وقد كان محسوبا علي التجربة الناصرية .

عاود بعد نحو ثلاثين عاما مذيعا لاشهر برنامجين ابدع فيهما في سنواته الأخيرة رئيس التحرير وقلم رصاص وكانت كلماته موضع إستحسان غير مسبوق لأنه يُترجم الواقع بصدق وحرفية إستمدها من زخم السنين .

المؤكد أنه من الجيل الذهبي الذي لن يتكرر ثقافة وعلما ومهنية ليضحي أكبر من أي منصب أخذا في الإعتبار أن الاختيار للمناصب في مجال الإعلام يعتمد علي الحسابات الأمنية.
أخطأ حمدي قنديل عندما سار في فلك من وثبوا الي المشهد السياسي بعد 25 يناير 2011 ليعتزل العمل العام ويختفي عن المشهد الي أن لقي ربه مساءالاربعاء 31 اكتوير2018 ليشيع في اليوم التالي في جنازة تأثرت بموقفه السياسي. !

المشهد الأخير في حياة حمدي قنديل ينطق بالألم وقد نال منه المرض الذي لازمه صمت ماقبل الغروب.

في ذكراه الثانية اليقين أنه كان فذا في مجاله ولكنها النهاية الصادمة لمن عايشوا مسيرته الإعلامية جراء الغضب من مواقفه بسبب القراءة الخاطئة لما جري في بر مصر .!

رحم الله الإعلامي الفذ الأستاذ حمدي قنديل .

اترك رد