مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : لا تستعجل بالرحيل

61

 

قد يهمك ايضاً:

خواطر ضابط بجهة سيادية – الحلقة الأولى

انور ابو الخير يكتب : فن التمثيل

شهر رمضان هو من الشهور العظيمة الذي اختارها الله سبحانه وتعالى وميزه بالكثير من الفضائل والتي لا يوجد مثلها في الشهور الهجرية الأخرى هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ويوجد فيه اعظم ليلة من ليالي شهر رمضان ليلة القدر التي تمر على المسلم ووصف الله عز وجل هذه الليلة في كتابه العظيم بأنها “خيرا من ألف شهر” فهو شهر تصفية النفوس من الشوائب وتهذيب النفوس والعطايا و الهبات والجود والسخاء والبر والصلة حيث تصوم اليد عن المعاصي فلا تبطش ولا تسرق ولا تضرب ويصوم اللسان عن الكذب والنفاق والنميمة والغيبة والقيل والقال شهر لتصفية النفوس من شوائب الأحقاد وتنشيط الدورة الدموية من أجل القضاء على أكسدة الدم الفاسد في نفوسنا ونقل الأوكسجين النقي إلى عقولنا هو فرصة لعلاج تصلب شرايين الشر الذي يتراكم في جدران حياتنا ليمنع تدفق الخير في أوعية السلوك رمضان جاء ولكن في داخلي حزنا ووجعاوأنا أرى رمضان آخر وقلوبا أخرى وقساوة مبتكرة بالألوان الحادة والطقوس المخادعة والأفعال الناصبة للخير فهو ليس أيام الأبيض والأسود وطقوسه البسيطة وفطرة العبادة والتعبد التي تسكن في البيوت سرا وألفة الناس وتضامنهم التي تشتعل وهجاً في البيوت والأحياء الشعبية وإتيكيت الفطور والسحور والروحانيات الجميلة ومهابة الأب والأم ورعايتهما للأبناء ودعواتهما في الفطور”ذهب الظمأُ وابتلَّتِ العروق وثبت الأجر إن شاء الله”،وها نحن في العشر الأواخر من رمضان قبل ايام قلنا مرحبا بك يا شهر رمضان المبارك وكأنه يوم امس وها نحن اليوم على اعتاب الوداع ليودعنا ويودع معه اجمل ايام رمضان الخيرات من البركات والرحمات والمغفرة والرضوان
تشبثوا بما بقى من رمضان فمن انشغل عنه في بداياته او في الوسط منه يتشبث بما بقي منه من أيام وسويعات ليملأها بروحانية العبادة والذكر والدعاء فذلك هو الاستثمار الحقيقي والتجارة الرابحة ومن انفلت منه رمضان فلا يضيع ما بقي من لياليه وخاصة العشر الآواخر منه
فليكثر من الذكر والدعاء والصدقات وكل عمل خير فالأجور مضاعفة والحسنات تتزايد في رمضان وليس ذلك فحسب ولكن ليتحرى فيها الليلة الكبرى ليلة القدر ويدعي الله ان يبلغه تلك الليلة فما أعظمها وما أعظم أجرها ليلة نزل فيها القرآن ويقول عنها ( وما أدراك ما ليلة القدر ) ليلة من عظمتها أن من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه وكتب له من الأجور مايقارب الأربعة وثمانين عاماً وكأنك دعيت وصليت وذكرت الله ما يقارب هذه الأعوام يقول سبحانه في كتابه الكريم ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) وكما تختص هذه الليلة عن دونها من ليالي العام بأن فيها ينزل الملك جبريل عليه السلام والملائكة ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) فيا له من أمر عظيم الملائكة تنزل لتتفقد أهل القرآن والصلاح فلن يضيع هذه التجارة الرابحة والاستثمار المربح الا الخاسر ولنبتعد عن ما يشغلنا ويلهينا عنه فكل شيء سوف يعوض الا ضياع الوقت في رمضان فلا يعوضه شيء
نعم انه يطوي ايامه الاخيرة ويطوي معه اجمل الايام واحلى اللحظات واجمل البركات واطعم اللحظات وارق النسمات بعبير الايمان والرحمة والرضوان
نعم انه يطوي ايامه الاخيرة ويطوي معه اعمارنا واعمالنا وهنيئا لمن استغل ايامه بالعمل والرضوان واتباع اوامر الرحمن وطريق المصطفى العدنان وطريق آل بيته الكرام
نعم ها نحن نودع رمضان في ايامه الاخيرة كان شهرا لطيفا رحيما جميلا حبيبا شهر اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخرة عتق من النيران شهر فيه تصفد الشياطين وتغلق فيه ابواب النيران كم من رمضان فات وفاتت معه سنيين اعمارنا ونحن غافلين غير خاشعين تائهين غير واعين فهنيئا لمن عرف وتدبر ولم يتكبر ولربه كبر والويل لمن غفل وعصى وتكبر ويا خسارة لمن خسر نسأل الله القبول والرضى في آواخر رمضان مودعين له ولله مستغفرين وان يعود علينا رمضان بالخير والبركة والصحة والسعادة لجميع العالم الاسلامي والانساني وكل عام وانتم بخير

التعليقات مغلقة.