مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: المتروك لله مضمون

56

 

 

قد يهمك ايضاً:

خواطر ضابط بجهة سيادية – الحلقة الأولى

انور ابو الخير يكتب : فن التمثيل

أفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد
فلو استقر هذا المعنى في نفسك لاطمئن قلبك وهدأت نفسك فكل الأشياء تأتي في أوقاتها المناسبة لأن الذي يقدر الأمر حكيم عليم ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير و الخيرة فيما اختاره الله بطريقة ما ستدرك
وتتيقن أن كل اختيارات الله صالحة لك حتى وإن كنت لا تفهم كل أسبابه بطريقة ما ستدرك أن الطريق الذي اختاره الله لك كان أفضل ألف مرة من الطريق الذي أردته لنفسك وأن الباب الذي أُغلق في وجهك كان وراءه شر محض وأن اليد التي أفلتتك لم تكن تناسبك منذ البداية وأن البلاء الذي أنهكك لم يكن سوى رحمة مهداة وأن انهيار الأسباب من حولك لم تكن بالقسوة التي ظننت وإنما هي سنة الله في خلقه وأن الأمر الذي جفاك النوم من أجله لم يكن يستحق كل هذا وأنك قلقت أكثر مما ينبغي بطريقة ما ستدرك أنك لست مالك أمرك وأن أمرك إن ضاق واستضاق له رب هو أولى به وأن الله رحيم رحيم بالقدر الذي ينجينا من شرور البشر ومن أنفسنا حين لا نقوى عليها ف‏في داخل كل قلب يوجد عالم أكبر من الواقع توجد رواية و حكايه و قصة و ضحكة و دمعة و أخبار و أسرار لايراها أحد ولا يحكى عنها لأحد و لن يشعر بها إلا حاملها ليس هناك شيء يأتي في وقت متأخر كل الأشياء تأتي في أوقاتها المناسبة لأن الذي يقدر الأمر حكيم عليم ((ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير))
لو استقر هذا المعنى في نفسك لاطمئن قلبك وهدأت نفسك فهناك سطور في دفاتر حياتنا لا نكتبها بمداد أرواحنا بل تكتبها الحياة كما تريد و نحن نختم بالموافقة رغما عنا وهناك سطور كتبناها بدماء قلوبنا كنا نظن أننا سنأخذ منها بقدر ما نعطي لكنها لم تعطنا شيء بل فقط أخذت منا وهناك سطور كتبتها صدف لم تخطر ببالنا أهدتنا أشخاص لاتعوض وهم بالقلب وهناك سطور بمداد الشجا كتبها من ظنناهم أحبابنا وخيبوا الظنون فعلمتنا أننا أقوياء وهناك سطور كتبها غرباء أشعلوا فينا وهجا أضاء أفئدتنا فأدركنا أن الخير رغم أنه نادر لكنه موجودفالمجاهده على ترك مانحب لأجل ما يحب الله ثقيلة على القلب ولكنها ثقيلة في ميزاننا فلنتدبر وفي الترك قوة‏ وفي بعض التخلي حياة واحيانا ‏تجبرنا الظروف ترك مانحب من اجل من نحب فالوفاء ليس عبارات تقال ولا نظرات لتبتسم ولكنه إحساس في الأعماق يعاتب الضمير ويستجي الذاكرة جميل هو شعور الوفاء حتى ولو أنكره الكثير ستتعب وكن في النهاية وحتما ستقوى وستعود أكثر قوة وستنجح بذلك وتأكد أن الحياة لا تقف عند أحد أحيانا الرحمة تكون فيما تركنا ما نحب فهذا هو جهاد النفس بطريقة ما ستدرك أن الطريق الذي اختاره الله لك كان أفضل ألف مرة من الطريق الذي أردته لنفسك وأن الباب الذي أُغلِق في وجهك ألف مرة كان وراءه شرٌ محض وأن اليد التي أفلتتك لم تكن تناسبك منذ البداية وأن البلاء الذي أنهكك لم يكن سوى رحمة مهداة
تفاءل والجأ إلى الله أفرش سجادتك في ظلام الليل والناس نيام والهدوء يسكن الأرجاء وألح بالدعاء ولا تيأس هو يسمعك ويحب مناجاتك وقريبآ إن شاء الله سيستجيب
وأنك ستبتسم عما قريب ابتسامة من أعماقك تنسيك ما مررت به بالرغم من مرارة الخذلان وترك الخلان والأحبة
إلا أنه فيما بعد ستدرك أنه الحل الأنسب لك لراحة نفسك وبدنك
فسلام الله على قلوبنا من أذى الدنيا ومن مشاهدها المفجعةوصدماتها المخبأة ومن نوازل أيامها ومصائب لياليها سلام الله على أرواحنا لتبقى طاهرة نقية كما خلقها مهما تراكمت الغيوم الثقيلة في سمائك وحجبت ضياء الشمس عنك وشعرت بأنك في ضيق شديد من أمرك وأحسست بأن اليأس يأكل بقايا الأمل في روحك أُبشرك أن الغيث يهطل عندما يعتم الأفق وأن الشمس تشرق عندما يبلغ الظلام ذروته
ناموا بيقين أن الله يسمع و يرى ولا تتركوا للوحشة في صدوركم موقعاً تصبحون على تحقيق ما تتمنزن وعلى واقع أجمل نحن أصحاب الأحلام المستحيلة ولكن ما زلنا نأمل تحقيقها يوماً حتى وإن طال انتظارنا مهما كانت الظروف ومهما كانت المواقف لا تحمل بقلبك سوى حسن النية
(( فعلى نياتكم ترزقون ))

التعليقات مغلقة.