مشكلة المياه فى مصر

الدكتور أحمد هارون الخبير الاقتصادى يكتب

مشكلة المياه فى مصر
( دراسه تحليليه)

حيث وجد الماء وجدت الحياة فالماء ضروره حياتيه للانسان و الحيوان
والطير والنباتات والامن المائى لا يقل أهميةعن الامن الغذائى وهما جزء من
الامن القومى المصرى .
تستهلك مصر سنويا وفعليا 76 مليار متر3 من الماء من مصادرمتعدده هى
نهر النيل 56 مليار م3
المياه الجوفيه 4.5 مليار م3
تحليه مياه البحر وامطار 3.5 مليار م3
تدويرمياه زراعيه ومياه صرف 12 مليار م3
الاجمـــــــــــــــالى 76 مليار م3
فى حين ان الاحتياج الفعلى لمصر لا يقل عن 84 مليار م3 وربما يزيد عن
ذلك بعجز حالى قدره 8 مليار متر مكعب قابله للزياده …وتستخدم مصر هذه
الكميه من الماء فى عدة استخدامات هى :
الزراعه وتستهلك 62.4 82% من موارد مصر المائية
الشرب والصحى 10.4 13% من موارد مصر المائية
اخرى 3.8 5 % من موارد مصر المائية
مما سبق يتضح لنا ان مصر تعتمد اعتمادا كبيرا على مياه نهر النيل ويتضح
ايضا ان اى نقص فى الموارد المائيه لنهر النيل سوف يسبب اثرا سلبيا كبيراعلى

حياة الناس الطبيعية وايضا زراعاتهم وثرواتهم خاصة الحيوانية والسمكية
نهر النيل ……. مركز الدائره
يعتبر نهر النيل اطول انهار العالم ويبلغ طوله 6670 كيلو متر وله خاصيه
مميزه وهو انه يجرى من الجنوب الى الشمال يبدا من اثيوبيا وينتهى فى دولة
المصب وهى مصر الا ان النهر يمر من خلال 10 دول افريقيه مختلفه وهى

( تنزانيا – رواندا – بوروندى – الكنغو الديمقراطيه – كينيا – اوغندا – اثيوبيا
ايرتريا – السودان – مصر )
وحفاظا على حقوق مصر التاريخيه تم ابرام عدة اتفاقات 1929 – 1959
تحفظ حق مصر فى مياه النيل باعتبارها دولة المصب وتحظر على دول المنبع
انشاء سدود او مشروعات الا بعد التنسيق مع مصر والا يتثر حقها المتفق عليه
وتبلغ حصة مصر 55.5 مليار م3 من مياه النيل وحق السودان 18.5 مليار م3
سد النهضه فى اثيوبيا والمخاطر المحتمله :
يعتبر سد النهضه الاثيوبى اكبر سد كهرومائى فى افريقيا والعاشر عالميا ويبلغ
ارتفاعه 145 متر وبتكلفه أنشاء قدرها 4.7 مليار دولار وسوف ينتج طاقه
كهربيه تصل الى 6000 ميجا وات تكفى أثيوبيا وتفيض عن حاجتها
أما خزان السد الملحق به فتبلغ سعته 74 مليار متر مكعب
وتكمن المشكله الاولى فى السؤال الهام و الملح كم سنة سيتم خلالها ملئ خزان
السد ؟؟؟؟؟ لان البدء فى ملئ الخزان يعنى بالضرورة نقص كمية المياه التى
تذهب الى دول المصب وهى السودان و مصر وفى كل الاحوال فان التقديرات

تشير الى حتمية الاثر السلبى على مصر بعجز يتراوح بين 5 – 10 مليار متر
مكعب سنويا لحين الانتهاء من ملئ خزان السد وللأمانة العلمية أنه كلما زادت
معدلات هطول الامطار كلما كان الاثر السلبى أقل أثرا على مصر والعكس
صحيح.

المخاطر المحتمله :

1 – نقص مياه النيل فيما يخص حصة مصر بمقدار 8 مليارمتر مكعب
2 – الاثر المؤكدعلى نقص حصة الفرد من المياه علما بأ ن حصة الفرد الان
600 متر مكعب سنويا وتسمى ( الفقر المائى )
3 – الاثر السلبى على برنامج الاستصلاح الزراعى للأراضى الصحراوية
4 – الاثر السلبى على المساحة والاراضى الزراعيه الحاليه
5 – التاثير السلبى على برنامج الاكتفاء الذاتى من الغذاء
ما هو الحل
ليس من الحكمه إقتصاديا واجتماعيا الانتظار حتى نرى باعيننا الاثار السلبيه
على الارض والانسان لهذه المشكلة ثم نبدا فى التعامل معها بعد فوات الاوان
ولكن نرى اهمية اتخاذ خطواط فورية وحاسمة وفى كل الاتجاهات :
1 – التعامل مع الجانب الاثيوبى بشفافيه ووضوح للحفاظ على حصة مصر من
مياه النيل وعلى ألا تقل باى حال من الاحوال عن 55.5 مليار م3
2 – البدء فورا فى برامج تحلية مياه البحرالاحمر و المتوسط باستخدام الطاقه
الشمسيه ولنا فى دول الخليج اكبر دليل على نجاح وجدوى التجربه

3 – البدء فورا فى وضع خطط للاستفاده من مياه الامطار وعدم اهدارها فى
الصرف الصحى أو صرفها فى البحر المتوسط اوالبحرالاحمر
4 – ترشيد استخدام المياه سواء فى الزراعه او الرى واستخدام الطرق الحديثة
5 – مراجعة ما لدينا من مسح جيولوجى للمياه الجوفيه والاستفادة منها
6 – دراسة افكار الاستمطار ومدى جدواها الاقتصادية
7 – تفعيل برامج اعادة تدوير المياه خاصة الصرف الزراعى و الصرف
الصحى
وفى النهايه فإننا نشير الى ان الامن المائى هو جزء من الامن الغذائى وهما جزء
لايتجزأ من الامن القومى المصرى

خبير إقتصادى د . احمد هارون

زميل جمعية المحاسبين القانونيين العرب
زميل جمعية المحا سبين القانونيين السعوديه
خبير مثمن – مصفى قضائى
عضوالجمعية العربية للتنمية المستدامة