مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

للسنة الرابعة على التوالي:إفتتاح مهرجان الشارقة للثقافة والناس

2

الإمارات – شهرزاد جويلي:

تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وبحضور الشيخ خالد بن أحمد القاسمي مدير عام دائرة الحكومة الإلكترونية بإمارة الشارقة، انطلقت في حديقة النوف بإمارة الشارقة، الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للثقافة والناس، والذي يستمر لغاية الرابع من إبريل الجاري، بالتعاون مع بلدية الشارقة كشريك استراتيجي.

وحضر الافتتاح، عدة شخصيات مجتمعية مهمة، وعدد من الرعاة والشركاء، منهم سعادة فاطمة علي المهيري عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة رئيسة لجنة شؤون الأسرة بالمجلس، وسعادة صالحة عبيد غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وعلي عبيد مدير إدارة التفاعل المؤسس في بلدية الشارقة.

ويضم المهرجان، فعاليات أسرية ثقافية ترفيهية متنوعة ومميزة، إضافة إلى برامج تراثية ومسرحية وعروض سينمائية، والعديد من الورش للأطفال والكبار، وبرامج توعية تخصصية تتعلق بأهداف المؤسسات والدوائر المشاركة، إضافة إلى مسابقات ثقافية للأسر والأفراد، ويتوقع أن يزداد عدد مرتادي المهرجان والزوار هذا العام.

وكان “الصالون الثقافي”، الذي انطلق للمرة الأولى في المهرجان عبر “المنصة الثقافية”، قد بدأ فعاليته باستضافة الباحث التراثي الإماراتي سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد التراث في الشارقة، بحضور نخبة من المتخصصين والأدباء والإعلاميين، وتحدث عن كتابه “موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي”، وقدم شرحاً مفصلاً عن نحو 37 كائناً خرافياً في الحكايات الإماراتية والعربية، وتحدث بالتفصيل عن أهم هذه الكائنات المشهورة وهي (أم الدويس، وبابا درياه، وخطاف رفاي وأبو السلاسل، والطنطل، والسعلوة).

وشرح سعادة المسلم أقسام كتابه وأهمها: اسم الكائن، والبيئة الذي اشتهر فيها، وأصل وتفسير هذا المسمى، كما تناول في الأمسية المصادر التي تحدثت عنه وتناقلته، وهل لهذا الكائن أصول، وتم ذكره في الأدب العربي القديم.

وأضاف سعادته، أن الكثير من هذه الكائنات من خلال البحث والذهاب لمعاينة المناطق المشهور بها، تبين أنها قد ذكرت في الأدب العربي من خلال كتاب (المستطرف من كل فن مستظرف) لمؤلفه محمد بن أحمد الخطيب الأبشيهي، معتبراً أن أصل تسمية هذه الكائنات عادة تكون حالة وصفية توجه للمخيلة الشعبية، فإن الكائنات الخرافية بأشكالها وأهوالها، سواء أكانت في إطار الحكايات الخرافية أو خارجها، وإن كانت قديماً تروى مشافهة ولا تفسر، كانت جميع عوالمها محجوبة معزولة عن التداول والمناقشة، والكثير من الحوادث والكوارث الشخصية والعامة التي حدثت في الماضي، كانت تُنسب أحياناً إلى الخوض في مثل هذه الأمور.

ويتابع سعادة المسلّم، أن الحكاية الخرافية في هيئتها العامة تدخل ضمن أقسام الأدب الشعبي، أما في صفتها الخاصة ومضمونها، فتأتي ضمن المعتقدات الشعبية وصيانة التقاليد، فلكل انحراف خلقي أو انحلال اجتماعي كان هناك كائن خرافي مخيف، مهمته ردع من يجرؤ على تجاوز تلك الحدود، والآفات الاجتماعية كثيرة مثل الحسد والبغي والسرقة والزنا والخيانة والجشع والظلم وغيرها.

وأضاف سعادة المسلم، أن مجتمعاً مثل مجتمع الإمارات كان يعيش في عزلة شخصية بحتة، وانفتاح اقتصادي كبير، فعلى الرغم من بساطة الحياة القديمة وبساطة الناس وطيبتهم النادرة، إلا أنهم كانوا كثيري الحيطة والحذر من الاتصال بالآخر، وهذا ما ساعد على بروز حالة من الانعزال عن التأثر بالأفكار الجديدة التي لا تمر إلا بقنوات معلومة، فالتأثر جائز، لكن الإجماع على الجديد كان ضرورياً، والانفراد كان سمة شاذة، لذا تعددت الرموز والإشارات لدى الإماراتيين واختلفت مدلولاتها في حياتهم وأدبهم الشعبي، وبرزت بشكل ملحوظ في تفكيرهم الظاهر والباطن.

وفي ختام الأمسية، قام سعادة رئيس معهد الشارقة للتراث، بتوقيع كتابه للحضور.

قد يهمك ايضاً:

كذلك شهدت المنصة افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان “التسامح”، يهدف إلى تجسيد مفهوم التسامح وتقبل الآخر، والانفتاح على الثقافات المختلفة من خلال الصور المعبرة، بالإضافة إلى ركن لمجلة مرامي للتعريف بالمجلة، وتقديم الورش الكتابية للأطفال.

واحتوت المنصة أيضاً، على ركن “الحكواتي”، وركن الورش الفنية المتنوعة، وركن للرسم الحر للأطفال.

أما على خشبة المسرح، فقدمت مسرح العائلة مشاهد غنائية لمسرحية “ساعة ترشيد”، ومسابقات ثقافية وجوائز يومية للأطفال، إلى جانب ورش صحية ورياضية، وعروض لفرق الفنون الشعبية لـ(5) دول هي: المملكة المغربية، وفلسطين، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والهند، بالإضافة إلى فقرات استعراضية، وورش وفقرات أسئلة متنوعة مع جوائز من الجهات المشاركة في المهرجان.

وفي ركن السينما، قدم المكتب فقرة غناء “الكاريوكى”، بجانب عروضه اليومية لأحدث أفلام عالم ديزني للأطفال، ومواد تثقيفية وتعليمية.

وسيشهد ركن “الصالون الثقافي”، خلال أيام المهرجان، عدداً من الجلسات الحوارية، والندوات الثقافية في مجالات القراءة والشعر والنقد الأدبي، وفي مجال التراث وسلامة الطفل والصحة النفسية، بالإضافة إلى توقيع عدد من الكتب الأدبية المتنوعة.

وتحتوي المنصة أيضاً، على مسابقة “فارس القراءة”، والتي أطلقها المكتب الثقافي والإعلامي للمرة الأولى، وتهدف إلى غرس حب القراءة في نفوس الصغار، وتشجيع الأطفال من عمر 6 سنوات إلى 12 سنة على قراءة الكتب والقصص باللغة العربية.

وكان قد تم الإعلان عن المسابقة في شهر فبراير، وبلغ عدد المشاركين في المسابقة 120 طفلاً وطفلة، وقامت لجنة تحكيم مكونة من 6 عضوات من رابطة أديبات الإمارات، ومعلمات من وزارة التربية والتعليم بتحكيم المسابقة، وسيحصل الفائز يومياً على لقب “فارس القراءة”، أما باقي الأطفال، فسيحصلون على لقب “أبطال القراءة” تشجيعاً لهم.

وفي قسم التراث، أقيمت أمسيات شعرية لشعراء وشاعرات من الإمارات، كذلك قدمت فقرات إلى جانب الألعاب الشعبية، والمسابقات التراثية، والورش التراثية في تصميم البرقع وتزيين المدخن، وركوب الخيل والجمل للأطفال، ومحاضرة عن التسامح في الأسرة، وحوارات مفتوحة مع الجمهور.

وأوضحت سعادة صالحة غابش مدير المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى للأسرة، أن الدورة الأولى من المهرجان انطلقت بالتعاون مع 15 مؤسسة، وارتفع العدد في الدورة الثانية ليصل إلى عشرين مؤسسة، وفي دورته الثالثة وصل العدد إلى 26، أما هذه الدورة فبلغ عدد المؤسسات المشاركة 38 مؤسسة، كما بلغ عدد زوار الحديقة 10592 زائراً، في الدورة السابقة للمهرجان.

وأضافت سعادة غابش، أن مهرجان الشارقة للثقافة والناس، الذي يحظى بدعم ورعاية واهتمام سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قد بدأ يحقق التقارب بين الناس من مختلف الجنسيات، التي تتعايش بحب واحترام في الدولة، من خلال ثقافتهم التاريخية والعلمية والقيمية والإبداعية، وحرص المكتب الثقافي والإعلامي لهذا العام، على اختيار المشاركات وفق معايير معينه، أهمها أن تتوافق وتحقق الأهداف الخاصة بالمكتب والمهرجان، واجتهد فريق العمل على قراءة البرامج التي قدمتها كل مؤسسة، فتم تفضيل الجديد على ما سبق تقديمه.

وتابعت سعادتها، من أبرز الجهات الداعمة والراعية للمهرجان، هي القيادة العامة لشرطة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وحملة بن حمد للحج والعمرة، وجمعية الشارقة التعاونية، ومركز أورجا للتجميل، والمستشفى السعودي الألماني، ومركز إكسبو الشارقة، ورعاة الإعلام: هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، بالإضافة لفريق “قمة” الذي سيساهم في تنظيم المهرجان.

dig

 

اترك رد