مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أين أنت يا لغتي ؟!.

2

بقلم وشعر :نبيل أحمد صافية :

عضو المكتب السّياسيّ وعضو القيادة المركزيّة في الحزب الدّيمقراطيّ السّوريّ

وعضو اللجنة الإعلاميّة لمؤتمر الحوار الوطنيّ في سورية

وعضو الجمعيّة السّوريّة للعلوم النّفسيّة والتّربويّة

تاهت الحروف بين كلمات الشّعراء ، فادلهمّت المعاني في ضعف الأداء ، وترنّحت اللغة بين ألسنة الأدباء.

ومن هنا نتساءل :

هل يحترم أبناء العربيّة لغتهم ؟! أين تلك اللغة من ألسنة الشّعراء والأدباء والمثقّفين عموماً ؟!.

هنا لا أطلق أحكاماً عامة ، ولكنّ كثيراً من أولئك المثقّفين أو الإعلاميين أو المدرّسين يفتقدون لأبسط مقوّمات اللغة العربيّة ودقّتها ، فتضيع المعاني نتيجة ذلك الضّعف في الأداء اللغويّ الذي تتلاطم فيه الكلمات ، فتموج اللغة بين نصب الفاعل ورفع المفعول وسوى ذلك كثير في الاستعمال اللغويّ نطقاً أو كتابةً ، فيتلاشى أريج اللغة وعبيرها عندما يخبو صداك يا لغتي .. فأين أنت من شذا ريحان الشّعر أو الأدب أو الفنّ الذي يضطرب ضعفاً في ألسنة المثقّفين إلّا من كان دارساً اللغة العربيّة أو يدرّسها إذا كان باحثاً عن إتقانها .. وربّما بعضهم يدعو إلى تخريبها عبر صفعات يلطم بها لغته بضعفه فتشكوه وتشكو تلك الحالة من الضّعف الذي انتابها ، فلنحافظ عليها لأنّها وحدتنا وسمّونا وارتقاؤنا ، واللغة والأدب لفظ ومعنى ، وأيّ خلل بهما يفقد اللغة جمالها وموسيقاها ، وإذا أردنا أن ندرس الفكر والنّاتج الفكريّ لأيّ نصٍّ ، فعلينا أن ندرس اللغة والأدب وأثرهما أو تأثيرهما في نفوس المتلقّين بصورة عامّة ، وهذا له أثره في تنمية الإبداع وطرائق التّفكير ، ومن المعلوم أنّ لكلّ نصّ أبعاده النّفسيّة والفلسفيّة التي ينبغي إدراكها وإظهارها ، ولا يتمّ ذلك إلّا بأداء لغويّ صحيح ، ولا يغيب عن الأذهان أيضاً الفرق الواضح بين القولين :

إنّما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ ، وقولنا : إنّما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماءُ ، والقول الثّاني هو الصّواب ، فقط باختلاف الضمّة والفتحة بنقلهما بين كلمتي ( الله والعلماء ) يختلف المعنى كثيراً ، وهناك مثقّفون كثر لا يبالون في أدائهم ، وهم يعملونَ _ عن قصد أو غير قصد _ لضعف اللغة العربيّة بحجة أنّهم مثقّفون ، فمن لا يمتلك ثقافة اللغة لا يمكن بحال أن يسمّى مثقّفاً عربيّاً لأنّه لا يجيد لغته الأم ، ويسمّي لهجته التي يتحدّث بها في بلده لغة ، والصّواب : هي لهجة محلّيّة يسعى من خلالها لتحلّ محلّ اللغة الأمّ ( اللغة العربيّة الفصيحة ) ، ومن هنا نظمت بعض الأبيات لتكون حافزاً على إتقانها وبيان جمالها ، وهي تشكو ضعف أبنائها في استعمالهم اليوميّ لها ، فكان منها الآتي :

زادَت جمـالَ حَياتِنا ، وتَشكَّلَتْ

أزهَـارُنا بعبيرِهَـا  تَتدفَّـقُ

لُغَـةٌ ، تَـألَّقنَـا  بهَـا نتجمَّـلُ                 وإذا ارتَقَـتْ أسـماعُنا  نَتَمنْطَقُ

قد يهمك ايضاً:

أوتار المساء

أهيم بطيفك

جَمَعَتْ بنَا مُتَوحِّدينَ تَشدُّنا

بِصَفـائِها وحروفِها نَتَأنَّقُ

لُغَةٌ لهَا أنغامُها وبريقُها                     نشدُو بهَا مُتَعلِّمينَ

فَتُورِقُ

لا يُحسِنُ النّاسُ اعتِمَادَ أساسِها

من ضعفِهِم ، تشكُوهمُ ، تَتَأرَّقُ

وإذا أرادوا أن يعيدوا صفوَها

فلْيَعمَلُوا بأساسِـها ، تتَحلَّقُ

تلقَاها بينَ مَـهابةٍ ولطافَـةٍ                      تجلو بها الأسماعُ لا تَتغسَّقُ

ملأتْ فصَاحتُنا القلوبَ مَهَابَةً

سُقِيَتْ بهَا أمواجُنا ، تتَدفَّقُ

والقائدُ  البشّارُ فينا   قـُدوةٌ

فدعا إليكِ بأن نصونكِ يصدُقُ

اترك رد