مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بنجلاديش وَفَّرَتْ ملايين فرص العمل لمواطنيها دون أن يغادروا وطنهم

11

كتب: د. مصطفى النحراوي

قد يهمك ايضاً:

أسعار الذهب ..عيار 21 يسجل 3080 جنيها

بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية ومبادرة مراكب النجاة أتحدث في هذا المقال لسعادة

السفيرة نبيلة مكرم والدكتور طارق شوقي، وأقول: كفانا شهادات جامعية ملصقة فى البراويز بدون جدوى.. واليكم وجهة نظري:  مش عيب نبدأ مثل دولة بنجلادش.. بنجلاديش اليوم ليست الأمس.. الآن بنجلاديش الثاني عالميا لتصدير الملابس الجاهزة والأقمشة بعد الصين…. واصبحت القوى العاملة البنجلاديشية تحتل المرتبة الثانية في العالم في تصدير خدمات “الفري لانسر” بعد الهند.
عندما طلبت بنجلاديش مساعدة ماليزيا لتطوير اقتصادها هبت ماليزيا لمساعدتها، فقامت بتدريب آلاف العمال البنجلاديشيين على الخياطة، وادارة مصانع انتاج الملابس الجاهزة، وتصميم الملابس الجاهزة، وانتاج الأقمشة والمنسوجات، ومولت عشرات المصانع لانتاج الملابس والأقمشة، حتى أن أغلب الماركات العالمية الآن تصنع ملابسها في بنجلادش.
الآن تعتبر بنجلادش ثاني مصدر للملابس الجاهزة والأقمشة في العالم بعد الصين، بمبيعات تزيد على ٢٥مليار دولار، وبمساهمة في عوائد التصدير تزيد عن ٨٠٪، وتصدر بنجلادش ٦٠٪ من انتاجها من الملابس والأقمشة إلى أوروبا، و٢٥٪ إلى أمريكا، مما يعني أن منتجاتها ذات جودة تلامس المواصفات العالمية، ويعمل ما يزيد عن ٤ ملايين بنجلاديشى في قطاع الملابس الجاهزة، وهم يمثلوا نصف القوى العاملة العاملة في القطاع الصناعي..
الآن دخلت بنجلاديش لتنافس في قطاع آخر من قطاعات الاقتصاد الواعدة، وهو قطاع الأعمال عن طريق “العاملون لحسابهم الخاص” Freelancers في قطاع تقنية المعلومات. IT.
قامت الحكومة بإعادة تأهيل قوتها العاملة في مجال تقنية المعلومات، واكسبتها مهارات التعامل التقني، والعمل عن بعد، ووفرت لهم الشبكة المجانية، فانخرط عشرات الآلاف من العاملين في هذا القطاع، وغزوا العالم من خلال خبرتهم التقنية، وأسعارهم المنافسة، فاستفادت منهم الشركات العالمية، وهم في بلدانهم، بدون الحاجة لمغادرة بنجلادش.
أصبحت القوى العاملة البنجلاديشية تحتل المرتبة الثانية في العالم في تصدير خدمات “الفري لانسر” بعد الهند، وتشمل الخدمات التقنية في كل شيء برمجة الكمبيوتر، تصميم المواقع ، وإعداد الضرائب ، وتحسين محركات البحث، التسويق، المبيعات، إدارة البحوث الشبكية، وغيرها الكثير.
وبهذا التوجه الحكومي فتحت الحكومة فرصا عالمية لنمو اقتصادها وايجاد فرص عمل لمواطنيها، وبالأخص الشباب منهم، ولم تربط التعليم بمتطلبات السوق المحلي، فذلك خطأ فالأسواق الآن ليست محلية بل هي عالمية مستقبلية، وإذا علمنا أن المجتمع البنغلاديشي مجتمع فتي، حيث أكثر من ٦٥٪ من السكان هم تحت سن ٢٥سنة، وبتأهيل الحكومة لهؤلاء الشباب، التأهيلي وعلميا ونمطاً مختلفا في التفكير عن شكل الوظيفة، وطريقة أدائها، ففي “الفري لانسر” أنت سيد نفسك، تكسب بقدر ما تعمل، وتستقطب العملاء بقدر جودة عملك، وانتشارك يكون بقدر ما تقدمه من خدمات سريعة ذات جودة مقبولة واسعار مناسبة. توفر لهم مستقبلا مشرقا، ووظائف مضمونة يتقاضون رواتبها بالعملة الصعبة العالمية. وأدخلت لميزانيتها من العملة الصعبة الكثير، تنوعت مصادر دخل الشعب، وكوارد دخل الحكومة.
حيث وصل عدد العاملين الناشطين أون لاين من داخل بنجلادش ما يزيد عن ٥٠٠.٠٠٠ عامل، ويكسبون سنويا ما يزيد عن ١٠٠مليون دولار سنويا..
وإذا علمنا أن بنجلادش حققت أعلى نمواً عالميا في ناتجها المحلي بنسبة ٧.٨٪ ولم تنافسها في هذه النسبة إلا رواندا القادمة بقوة – سنتحدث عنها في مقال قادم-فإذن، حققت بنجلادش هذا النمو، لأنها اتجهت لتنمية الإنسان معرفيا، وسلحته بما يعينه على العمل في ظل الوضع الإقتصادي العالمي، وبالتالي وفرت ملايين فرص العمل لمواطنيها، داخل حدود الوطن، بدون أن يغادروا وطنهم.

اترك رد