مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

آدم

10

بقلم-  نور النصيري.. العراق

لم تعد قصص جدتي تدعوني للاهتمام والاصغاء

لقد رحلت من عالم لا املك لنفسي القرار فيه   الى عالم آخر ورايت نفسي كارض مهياة لانبات اابذور ..

في عالمي هذا اسئلة لا اجرؤ على طرحها ولا احد منشغل بعمري ١٣ ربيعا ..جميع ما حولي تركني للايام تدور بي

وتعرفني ما بي .ا

انا الفوضوي ..الذي لا يعرف  الجلوس طويلا

دائم الحركة والنشاط ..والصراخ والعراك مع اخوتي

 بت اميل للعزلة والوحدة.والكلام القليل ..ساعة من الوقت اقضيها في الرسم والالوان ..ولوقت آخر اتابع اخبار ابطال كرة القدم ..وتارة اقرا ..ولكني ملول ..

 ‏هناك طاقة كبيرة تريد ان تعبر عن نفسها ..

 ‏وكاني قطعت تذاكر الركوب لموقف آخر في حافلة الايام .لموقف آخر مودعا ايام طفولتي الغضة

 ‏الى مرحلة ارسم فيها احلامي كما اريد.

آدم

في يوم الاجازة ..

ذهبت مع  ابي لزيارة عمي ..في الطريق

كانت نظراتي لا تبتعد عن   محال الايس كريم القريب ..وساندويشات الشاورما تسرق حواسي وتلهب رغبتي بالاكل 

 وعاود.ذاكرتي كلمات امي وهي تحادث جدتي

ان ابي  سيذهب الى عمي لكي يستدين

بعض المال ..ففقدت الاشياء بريقها من حولي.

دخلنا الى  بيت عمي الانيق ونظرات ابنه  سامر الذي يحصد.اشارات مدرسية اقل مني في المدرسة …توميء بازدرائي ..وكرهي

وانعزل ابي مع عمي ليحادثه في غرفة الضيوف

وانا جالس في غرفة المعيشة ..اكتم ما في داخلي من عدم الارتياح .سلمى ابنة عمي دخلت بظفائرها الذهبية تحمل صينية الشاي لي ولابي ..قدمته لي وعرجت على غرفة الضيوف ..ونظراتي تتعقب ظفائرها .المربوطة بمشبك قرمزي  …كاني اول مرة ارى سلمى .

افقت من شرودي ..حينما خرج ابي من غرفة الضيوف

 حزينا واجما ونظرات الخيبة  في عينيه وانكسارها سكين تقطع

لابد انه رفض استداانته ..الغني المتعجرف 

 اوردتي .

_.آدم ..هيا بنا …يا..ولدي

نعود.للبيت

ابي مالها كلماتك متعثرة يا ابي .لم يرد علي

كان مندهشا وحائر ..خرحت مع ابي وكل  ما في يصرخ ..عماه

ابي اولى بالحب من المال .ابي اولى بالحب من المال

لن احبك بعد اليوم وقد تركت الجبل امامي محني الهام .

قد يهمك ايضاً:

أهيم بطيفك

لم استطع ان انام ليلتها بقيت مستيقظا حتى الفجر  

ابي ليس مذنب ..ولا يجب ان يحزن

  ..كلا ابي انت لست مذنبا ..

المذنب الوحيد

هو الزمن 

وظفائر سلمى لا تكفي حتى اغفر لعمي جرمه

                                                   

    آدم

**

في اليوم الثاني سألت ابي 

ما  كانت احلامك انت وامي ؟

 فقال لي ..كنت اتمنى ان اقود سيارة اسمها رانجروفر ..اضع اولادي فيها واقودها بسرعة جنونية.

وان احصل على مال كثير

.ابني جامع ولو صغير يذكر فيه اسم الله ٥ مرات

.ثم مبتسما 

وامك كانت احلامها حين تزوجنا …ان يكون لنا بستان صغير نزرعه وتربي فيه الدواجن والطيور

 

آدم

 

في صباح اليوم التالي افقت مبكرا لذهاب الى المدرسة

طلبت منا   مدرسة العربي ان نسلمها دفتر الانشاء

بعد ان  يكتب كل واحد منا  عن احلامه وامنياته  بايجاز

لم اكتب عن حلمي بشراء، جيتار ،اقود.دراجة ،اكون بطلا من ابطال الرياضة

او ان اباهي اصحابي بشراء  احدث جهاز هاتف ..او حتى ان يكون لي مرسم صغير ..اعاود.فرشاتي والواني فيه كلما اتسع الوقت

فبكل صدق باتت احلام والداي المهدورة على اعتاب الزمن

اولى احلامي 

وضعتها نصب عيني ..

سالتني مرشدة الصف  المس ماريا ما يعني لك ان تحقق  احلام والديك  ؟ يا آدم

اجبتها مزهوا

يعني لي ان كان هناك جدوى من وجودي ..

بالنسبة لهما على الاقل ..

وان الرجل الصغير بالنسبة لي

 قد كبر.

آدم

التعليقات مغلقة.