مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عين تنتصر “قصة قصيرة”

14

بقلم – هيام جابر ..سورية

بعد أن خرجنا من مشاهدة فيلم نال ضجة إعلامية كبيرة قلت: كان حضورا رائعا خاصة من فئة الشباب.. كنا ثمانية أشخاص، القاسم المشترك بيننا مشروع جمعية ينوي تأسيسها أحد المهتمين بالأدب والثقافة والفنون والمسرح. كنا جميعا متحمسين للفكرة التي بدأت أولى خطواتها على أرض الواقع خاصة بعد أن اختفى أي ملمح لحركة مماثلة في البلد بسبب الأزمة السورية التي تكالب عليها لئام الأرض ليستعمروا أرضنا .

قال طارق المخرج المسرحي الذي جلس قبالتي : نستطيع أن نحرك الناس لحضور فعاليات ثقافية منوعة لكن مشكلتنا هم الشباب وأرى أن حضورهم الآن بنسب كبيرة مؤشر جيد .

قد يهمك ايضاً:

أهيم بطيفك

تابع محسن الممثل الشامل وقال : جيل الشباب بحاجة ماسة للتوعية لتحثهم على العودة للقراءة فأغلب من حضروا كانوا أطفالا . عندما بدأت الحرب منذ ثمان سنوات نشأوا نشأة غير طبيعية وكثير من القيم لم يتعلموها.

علقت زويا الشاعرة الرومانسية الجميلة قائلة : كان هم الآباء والمدارس تأمينهم في الذهاب والإياب.. قاطعت مريم الحديث الدائر لتسأل طارق : متى سيتم عرض مسرحياتكم ؟ أجاب.. بعد أن أضع عينا أخرى ! توجهت الأنظار نحوه ، ولاحظنا انه يغطي إحدى عينيه بلاصقة.. ولم يسأل أحد لما؟ إلا عندما أشار إليها ! قلت : لاشك انك مصاب حرب.

اومأ برأسه في أسى واستطرد : كنا مجموعة نلاحق إحدى العصابات الإرهابية ، وكانوا كالجرذان ينتشرون في أوكار وإنفاق ، و كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لنا فقد اقتربنا من تنفيذ مهمتنا المرسومة على أكمل وجه ، وكنت البس درعا واقيا من الرصاص. فجأة شعرت أن الكون بكل ما فيه من أحجار وبحار و دمار قد سقط على.

رأسي.. كان يتحدث بشكل طبيعي وكأن ما حدث قد حدث لشخص ليس هو ، يتكلم و يبتسم فانتقلت العدوى لنا . سأله مدير الجمعية : اخبرنا يا بطل بماذا فكرت وما هو شعورك ؟ ضحك وقال : ظننت أنني أموت و زحفت إلى ركن بعيد عن زملائي الذين ما زالوا يتابعون عملهم . كنت اعرف ان احدا منهم لن يستطيع أن يسعفني لتعذر ذلك أثناء المعركة وحتى تنتهي المهمة فلن يتثنى لي العيش خاصة وأن الدماء تنهمر بغزارة مني دون أن اعلم من أين وكيف ؟ لكن ما استطيع أخباركم به هو فقط أنني تذكرت وأنا أتهيأ للموت .. وهنا توقف برهة وصمت ودمعة سقطت من عينه السليمة ، ابتلع ريقه وأكمل : لم أتذكر سوى صور متحركة كثيرة لأمي وصمت.. سادت لحظة سكت فيها الشجن ..تطلعنا إلى وجه طارق ..رأينا في عينه السليمة علامة النصر وعلم بعينين خضراوين .

 

اترك رد