مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

اليوم العالمي للشعر بستراسبورغ

5

كتبت – أنصاف سليمان مرشد:

ضمن دعوة كريمة من قنصل المملكة المغربية ادريس القيسي أيقونة الثقافة والمعرفة  في ستراسبورغ  بفرنسا  ومناسبة اليوم العالمي للشعر
تمت دعوة الشاعرة السورية انصاف سليمان مرشد وعدد من شعراء المغرب واليونان  الشاعر اليوناني  المرهف         SPYROS     TSOVILIS
والشاعر المغربي حسن الحبشي  و محمد  مرحاتة  وتمت مناقشات عدة لأحوال ومصير ودور الشعر والأدب في الفكر والإنسانية  ونهضة الشعوب
كان لقاءا مميزا  ويوما خالدا في الذاكرة يتمثل بشخص القنصل المحترم الذي كان مثل أعلى للأخلاق الرفيعة وحسن الاستقبال والضيافة.. إنه رجل سياسة قدير  مؤمن بعمله وقداسة العلم والثقافه فهو منارة مضيئة للفكر في هذا الزمن الرمادي  يهمه إحياء هذا الشريان الحيوي  الذي يرفد الحياة  ويعيدها  من جديد  رغم كل الوجع الذي تعانيه الشعوب
أجل استطاع لوحده اشعال شمعة مضيئة  بددت العتمة وأعطت الأمل والضياء لعيون وعقول الأجيال العربية القادمة.

إن الثقافة تصنع المستحيل وتبني الحياة وبها ومنها  تستمر عجلة الحياة والبقاء.. لقد جعلنا لقاء يوم الشعر العربي في ستراسبورغ مع هذا الرجل الإنسان نؤمن بحتمية البقاء.. سنبقى من خلال الكلمة رغم كل الأعاصير وسنحيا وننهض اباة أحرار كما هي قيم الأجداد ولن نقبل إلا الحياة الكريمة.. ألف تحية شكر وامتنان لرجل السياسة والفكر سيادة القنصل ادريس القيسي هذه القامة الكبيرة الشامخه والتي تصفر أمام وفائه لوطنه ودينه وأخلاقياته الأصيلة. كل قصائد المجد  لأنه يصنع المجد..

قد يهمك ايضاً:

ثقافة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للإبداع والابتكار

وزيرة الثقافة تعلن برنامج “مصر ضيف شرف” معرض…

نوّه أيضا محمد أصريدي…
في إطار اليوم العالمي للشعر الذي أقره المؤتمر العام لليونيسكو خلال دورته الثلاثين التي انعقدت بباريس سنة 1999 ، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بستراسبورغ تحت إشراف السيد القنصل العام إدريس القيسي أمسية ثقافية شعرية بمشاركة بعض الشعراء والأدباء الذين زينوا فصولها بقصائدهم الشعرية وتحليلاتهم النقدية وشروحاتهم لمضامين الشعر كقيمة فنية إنسانية. وكان السيد إدريس القيسي القنصل العام هو من أعطى انطلاقة الأمسية وسهر على سيرها والترحيب بضيوفها الذين أثتوا فضاءها من شعراء مبدعين وضيوف شرف أجانب.
وقد أجمع جميع الشعراء والأستاذة خلال هذه الأمسية الثقافية عن دور الشعر بمختلف بقاع العالم منذ نشأته الأولى عن كونه تعبيرا عن مظاهر الهوية اللغوية والثقافية التي يتقاسمها العالم : فهو قيمة فنية من القيم الإنسانية التي تبحر بالنفس البشرية وتقطع بها البحار والمحيطات عبر كل الآفاق وهي بذلك تخترق كل الحدود دون أن تأبه لمنطق الجغرافية أو الأيديولوجية ، لترسو بها على بساط الحب والسلام…ومن هذا المنطلق كان تدخلي المتواضع  بهذه الأمسية حيث اعتبرت الشعر بمثابة الوقود الضروري من أجل تحريك الشعور البشري نحو السلم والأمان ومعالجة الأزمات والإضطرابات، وهو الرأي الذي ذهبت إليه السيدة إنصاف مرشد الشاعرة السورية التي عبرت عن معاناتها كسورية اكتوت بلادها بنيران السياسية والإيديولوجية الشيء الذي أثر عليها كباقي أبناء وطنها ، فكان الشعر متنفسها وخير عزاء لها وسط دروب اللجوء وما يحتويه هذا الأخير من متناقضات قد يبدو في ظاهرها السكينة والهدوء، وهو الأمر الذي قد تستنشقه وهي تتلو بعض قصائدها التي عبرت من خلالها عن جروح وآلام السياسية والتي مزقت جسد عاصمة الشام وخربت معالم حضارتها ، ووسط هذا وذاك خربت أمن وأمان شعب كان بالأمس القريب يصحو على كلمات نزار قباني وينام على نغمات الموسيقار الشهير مالك جندلي…
أما الأستاذ والشاعر حسن الحبشي، فقد قدم خلال هذه الأمسية الثقافية شرحا مفصلا حول الشعر منذ نشأته الأولى إلى يومنا هذا، وهو بذلك يستعرض أهم المحطات الشعرية منذ الزمن الإغريقي مرورا بأغلب التجارب الحضارية التي أرخت لفصوله وأسهمت في ثرائه ، خاتما محاضرته القيمة ببعض قصائده التي أبحر من خلالها في مواضيع ذات بعد عاطفي واجتماعي.
أما السيد محمد متحاتة وهو الباحث في الشعر الأمازيغي والعالم بخيوطه الفنية ، فقد ذهب إلى الحديث عن الشعر الأمازيغي وعن رواده ومآلاته الفكرية والفنية ولوحاته الفلكلورية من خلال رقصات احيدوس والتي تعبر عن الحضارة الأمازيغية وتلاحمها بالحضارة العربية والإسلامية ليتولد عن ذلك مزيجا من الشخصية الوطنية الغنية بالحب والوئام وتؤسس لملحمة مغربية كاملة الأركان…
ولم أفوت بدوري فرصة هذه الأمسية كي أحلق ببعض الأبيات الشعرية في سماء المغرب مرورا بطنجة البهية ووقوفا بالصحراء المغربية حيث الرمال الذهبية والأشعار الحسانية والبيعة العلوية ، وذلك من خلال قصيدتن شعريتين: الأولى تحت عنوان  “أميرتي صحراوية ” والثانية تحت عنوان  ” بلادي ”
وهكذا انتهت الأمسية بعد عرض مختلف الآراء الفنية والنقدية بحفل شاي على الطريقة التقليدية المغربية التي ما فتئ السيد القنصل العام إدريس القيسي ينتصر لها ولكل ما هو مغربي..

التعليقات مغلقة.