هل يكون مشروع مجمع الرمال السوداء نقطة تحول في استغلال الطاقة النووية

بقلم – د. احمد عبد الفتاح:

نائب رئيس هيئة البترول الأسبق .

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجمع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ – شمال مصر، بهدف استخلاص المعادن الثقيلة من هذه الرمال،وتسويقها محليًا وخارجيًا بل أحد أهم المشروعات القومية التى قد تفتح آفاق فى مجالات كثيرة وخاصة ما يخص الطاقة النووية . وايضا يعكس اتجاهات الدولة بشتى الطرق فى الاستفادة والاستغلال الامثل لموارد مصر الطبيعية الموجودة على امتداد صحراء مصر وشواطئها . تلك الموارد التي لو أحسن استغلالها سوف تنقل مصر نقلة اقتصادية كبيرة.

و تمتلك مصر احتياطيات ضخمة من الرمال السوداء غير المستغلة، حيث يهدف المشروع الى فصل المعادن المختلفة وخاصة الثقيلة و المشعة، واعادة تشغيلها من اجل الاستفادة العظمى للمعادن المشعة.

والرمال السوداء هى مجموعة من رواسب المعادن الثقيلة والمشعة ومعادن السيليكاوهي رواسب شاطئية تأتي من منابع الأنهار. حيث تتساقط الأمطار على منابع النيل وتسبب التآكل ونحت الصخور أثناء انهمارها وخاصة على الصخور النارية التى تحتوى على الكثير من المعادن المختلفة الثقيلة والخفيفة. تتحرك هذه الفتات محمولة فى مجرى النهر فى رحلة طويلة من المنبع الى المصب لمسافة عدة آلاف من الكيلومترات لتترسب عند مصب النيل وعلى جوانب شاطىء البحر وتكون قد تخلصت من المعادن الخفيفة والضعيفة نتيجة التآكل والتفاعل لتترسب فى مناطق راس البر ورشيد وكفر الشيخ وعلى امتداد الشواطىء الشمالية .

وترجع الأهمية الاقتصادية لتلك الرمال إلى احتوائها على نسب من المعادن التي لها مردود تعديني مثل الألمنيت الذى يستخدم في إنتاج معدن التيتانيوم لصناعة هياكل الطائرات والصواريخ والروتيل هو المادة الاساسية في صناعة البويات (الأصباغ). – والزركون يستخدم تزجيج السيراميك العالية على امتصاص النيترونات ولذا يستخدم في المفاعلات النووية و يكون أحيانا خليط من اليورنيوم والثوريم والجارنت والمونازيت وهى مجموعة معادن مشعة و أملاح سيريوم السليكا الثقيلة. كما تحتوي الرمال السوداء علي كثير من المعادن النادرة مثل الذهب وعدد من الأحجار الكريمة الماس، الجارنت, الكورندم، البريل.

وقد بلغت التكلفة الاستثمارية لمشروع حوالي 4 مليارات جنيه ويهدف إلى استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء الممتدة على ساحل مصر الشمالية.

إن لمجمع المصانع بعدًا بيئيًا ، حيث يسهم في تطهير الشواطئ من المواد المشعة الضارة، و تركيز المعادن في الشواطئ، كما حرصت الحكومة على إجراء دراسات بيئية عديدة للتأكد من عدم تأثيره على البيئة، والحفاظ على سلامة العاملين بالمشروع، والتجمعات المحيطة به.

والمشروع يعتبر نقلة حضارية حيث يعمل على نقل التكنولوجيا وأستغلال المعادن الاستغلال الامثل وتطوير تلك الصناعات يساعد فى ايجاد فرص عمل ويفتح مجال استثمارات وقاعدة صناعية راقية التي تشمل كثير من الصناعات الاستراتيجية مثل تصنيع السيارات والطائرات والتكنولوجيا والسيراميك والحراريات والبطاريات، مما يخلق فرصًا للتصنيع وتصدير المعادن خارجيًا بعد تصنيعها ومن ثم زيادة حصيلة مصر من النقد الأجنبي”.