محمد حسن حمادة يكتب:( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى )

أخبروا الساحر بأنه لم ينجح فى مخططه الشرير أخبروه أنه لن يؤذي أو يضر الا بأمر الله ثم لخلل في عقيدتنا، أخبروه بأن المسحور يتأذى لكنه محتسب صابر على الأذى والابتلاء لينال جزاء الصابرين بأمر الله، أخبروا الساحر أنه هو الخاسر الأكبر في هذه المعركة، فقد خسر الدنيا والأخرة، أخبروه بأن الجن والشياطين يتحينون له الفرصه للفتك به وسيؤذونه بإذن الله فى أعز ما عنده فالجزاء لابد أن يكون من جنس العمل، أخبروه أن الله لا يزيد الظالمين إلا خسارا، أخبروه بأن إبليس لن يمنحه القوة العظمى وأن الله سيقتص منه ومآله جهنم وبئس المصير بإذن الله، أخبروه بأن السحر كفر وظلم للعباد، أخبروه بأن الساحر لا يفلح حيث أتى.

في عام 2019 قام مجموعة من شيوخ وشباب قرية طنان بمحافظة القليوبية بإطلاق مبادرة تطهير مقابر طنان من السحر الأسود والأعمال السفلية التي تضر بالبشر، انتشرت هذه المبادرة في كل ربوع المحروسة كانتشار النار في الهشيم وياهول مااستخرجوا حيث عثروا على أعمال وأسحار وطلاسم وأحجبة وملابس وعرائس ملطخة بالدماء، وصور لشباب، وفتيات دسها أصحاب النفوس الضعيفة المريضة بالغل والحقد والكراهية المصابون بداء ضعف العقيدة دسوها بجانب رفات الموتى ورشوها بمياه نجسة ووضعوا تلك الاعمال في القبور ليصعب فكها، أو العثور عليها، كتبوها بدم الحيض وعلى بطون الأجنة، وعلى عظام الحيوانات وفساتين الزفاف والملابس الداخلية، والهياكل العظمية وداخل الأكفان، ليفرقوا بين المرء وزوجه ليمرضوا هذا أو ليخربوا بيت ذاك أو لجلب الحبيب أو للزواج من شخص بعينه أو لعدم الإنجاب أو بتعطيل حياة فلان أو بفشل فلانة أو بجنونها أو بنزيفها حتى الأطفال لم يسلموا من الأعمال والأسحار، وكلما نهش الدوود جثة الميت كلما اشتدت الأعمال وزاد تأثير الأسحار.

سيدتي العاقر لا تنصاعي لطلبات الساحر عندما يطلب أثركِ ( أطركِ ) أو يطلب منكِ ماء شهوة أو مني رجل أو يطلب منكِ الكتابة على ظهركِ أو على صدركِ أو على جسدكِ من أسفل ثم يقنعكِ بأن هذه طلبات الأسياد وأن الجن هو من طلب ذلك ورويدا رويدا سيطلب مضاجعتكِ لفكِ سحركِ السفلي فلابد أن يقبض الثمن والثمن هنا ليس مالا فقط بل وفوقه أشياءُ أخرى.

الحل اللجوء إلى الله تعالى، وترك المعاصي والذنوب والمداومة على الصلاة والقرآن والأذكار فتحصين النفس بالأذكار يعصم من الأخطار واستشارة أهل العلم، والإيمان بأن كل شيء عند الله بمقدار ثانيا على كل عائلات مصر نزع مفاتيح أحواشها من (التربي) فهو المتهم الأول في هذه الجريمة الشنعاء ومتابعة الأحواش باستمرار، كما يجب تطهير المقابر من نساء ( المقشات ) فما يتم تطهيره يعود بفضلهن كما يجب تطهير المقابر من حفنة المتسولين الذين يتجمعون فوق الرؤوس لتلقي المال دون تقدير للحالة النفسية التي عليها أهل المتَوَفَى وكأنهم في مراسم فرح، فلا حرمة للموتى في مقابر يسكنها الشحاذون، كما يجب زرع كاميرات بالأحواش والتوسع في إضاءة الشوارع المؤدية إلى المقابر، وزيادة الحراسة عليها، كما يجب على الدولة وعلى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف التصدي لأعمال السحر وتكثيف الدروس بالمساجد في هذا الملف والتشديد على خطورته وحجم الدمار الذي يسببه للشخص المسحور وللأسرة بالإضافة إلى تسيير قوافل دعوية إلى القرى المعروف عنها أعمال السحر وتوعية الأهالى بالإبلاغ الفورى عن السحرة للجهات الأمنية.

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ فِيمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ “.
فيما قال الإمام القرطبي: إن السحر لا يتم إلا مع الكفر والاستكبار، أو تعظيم الشيطان، فكافة أعمال السحر والكَهَانة والدجل والشعوذة حرام شرعا وأن من يسلك مثل هذه الأعمال فهو مخالف للعقيدة وأن كافة من يسحرون الناس أو يكونون سببا أو عاملا في ذلك فيُخشى عليهم من سوء الخاتمة والعاقبة.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم من كان سببا في سحر مسلم وحزنَه ومرضَه وشتات أمرِه اللّهم أنزل عليه غَضَبَك وعَقَابَك واطمس على قلبه وشتّت شمله وفرّق جمعه.

وفي النهاية نختم بدعاء فضيلة الإمام الشعراوي رحمه الله لفك السحر:
اللهم إنك قد أقدرت بعض خلقك على السحر ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضُر، فأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه بحق قولك: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.