فن صناعه الفنكوش

بقلم :أماني النجار

قد يتساءل البعض عن الفنكوش !!! و عن أي فنكوش اتحدث ؟؟ وهل ما اعنيه هو فنكوش الزعيم عادل إمام ؟؟؟!!

فهو أول من تحدث عن الفنكوش في فيلم “واحده بواحده” و اللي قام نادر جلال بكتابه السيناريو والحوار و اخرجه للسينما عام 1984

والفيلم كان بيتكلم عن كوميديا بيع الوهم بغرض الربح ، فالفنكوش ماهو الا منتج وهمي اضطر “صلاح فؤاد” بطل الفيلم لاختراعه لما لقى نفسه في مأزق وبيواجه المساءلة القانونية ، وده لانه أعلن عن سلعة مش موجوده ولا ليها اي اساس في الحياه فكان لابد وحتماً من ظهور الفنكوش .

 

والاكيد إني مش قاصده احكي عن قصه الفيلم لانه معروف للجميع ، لكن الأكيد برضو إن الفنكوش اللي أقصده مش بعيد عن فنكوش الفيلم .

فالفنكوش يا ساده هو أي وهم يُباع للناس بغرض تضليلهم واستغلالهم سواء كان الاستغلال ده مادي أو عاطفي أو فكري على حسب نوع المصلحة ، و بناءً عليه يا ساده يا كرام نستطيع القول إنه قد تعددت الأسباب لكن الفنكوش واحد .

وزي ما في فنكوش في كائن الفنكوش ، وكائن الفنكوش هو شخص يتمتع بقدر عالي من الذكاء كمان عنده مقومات وأدوات ومساعدين يصطفيهم من ضحاياه ذوي الإمكانيات والمهارات الخاصه والذين يمكنوه من اصطياد ضحاياه بمنتهى البراعه فهو بارع متعدد الحيل والأدوات ولديه من الصبر ما يمكنه من وضع جدول وعمل قائمه بأسماء الضحايا وظروفهم وملابستهم وطبائعهم حتى يتمكن من تحديد طريقة وكيفية وميعاد وقوع كل فريسه كلا على حسب قدرته ومقاومته .

ولو فكرنا حنلاقي إن في رحله حياة كل واحد فينا أكيد صادف كائن الفنكوش ، لكن تأثير الكائن ده في حياه كل واحد فينا بيختلف عن تأثيره على التاني وده على حسب شخصية وتطلعات واحتياجات كل واحد فينا عن التاني ، فالفنكوش ممكن أنه يمر من أمامك وتكتشف للوهلة الأولى أنه وهم وخداع ومتتأثرش بيه ولا تنساق له ، ووقتها بتقول فُزت ورب الكعبة ، لأنك بتكون نجيت من فتنه الفنكوش ولعنته .

وممكن إنه يدخل حياة ناس مقربين ليك ومنك ويدمر حياتهم وتشوف ده بعينك ، مش بس كده ده انت كمان تلوم وتعاتب وتوبخ إنهم ازاي وقعوا وازاي قدر يفتنهم بإغرائه ، ومع ذلك وبعد فتره تقع انت نفسك فريسه للكائن ده ، ووقتها بيكون حالك اسوء من الناس اللي كنت بتنصحهم وعامل عليهم ناصح . لأننا زي ما وضحنا كائن الفنكوش بيكون مقسم الضحايا على حسب الاسهل فالاسهل وهكذا،،، وعلى حسب دورك في الجدول وموقعك وايه المدخل اللي ممكن يسحبك منه ويغريك ويشدك ليه بيكون ميعاد وقوعك فريسه لفتنه كائن الفنكوش .

 

ودورة حياة كائن الفنكوش ياساده يا كرام مقسمه لمراحل، ومن أخطر المراحل دي هي المرحله اللي بيكون داخل حياتك ولم يكتشف بعد ، 

 وهنا أتوقف قليلا .. لأن دي يا ساده أخطر المراحل في دورة حياة الشخص الفنكوش ، لأن الضحية في الوقت ده بتكون فاقده الوعي نتيجه تأثير الشخص الفنكوش عليها واللي ليه فعل السحر ، مش بس كده يا ساده يا كرام ده الضحية بتكون في حالة انبهار بالشخص الفنكوش وأفكاره وكلامه وسحره و أوهامه ، وبيكون سلبها اراده التفكير ، بتفكر بعقله وبتشوف بعينه ، مش بس كده دي بتوصل لمرحلة لا اسمع إلا صوته ..لا أرى إلا شخصه ، ووقتها بتتحول كل ضحيه ” لمايسه” بطله الفيلم في نفسها ، علشان كده وصفتها بأخطر مراحل دوره حياة الشخص الفنكوش .

 اما عن أخر مراحل دورة حياة الشخص الفنكوش وهي المرحلة اللي بتكون الضحيه فاقت بعد كارثه وعرفت كم الوهم والخداع اللي مرت بيه وازاي أنها ساعدت في تشريس كائن الفنكوش و سمحتله أنه يتغذى ويكبر من دمها وعقلها ووقتها وعمرها ، وهنا بالرغم من إن كائن الفنكوش بيكون عرف وقتها إنه خلاص” جيم أوفر” إلا إن الضحية وقتها بتكون في أصعب حالتها لان كائن الفنكوش لازم يخلف وراه جروح تحتاج لعلاج طويل الأمد ، وبالرغم من كل الوجع والألم اللي بتحس بيه الضحيه وقتها إلا أنه بيكون في بصيص أمل ألا و هو إن ربنا كشف لنا الشخص الفنكوش وظهر على حقيقته ، وكُتب لنا النجاه .

 

عافانا الله وإياكم من كائن الفنكوش وفتنته ، افيقوا يرحمكم الله فتشوا في الناس اللي حواليكوا ودققوا الاختيار ومتسمحوش لكائن الفنكوش أنه يتغذى ويكبر ويتشرس على دمكم وأفكاركم ووقتكم ، بلاش نعيش الوهم.. بلاش نصم الاذان و ياريت نسمع للناس اللي تعافت من فتنه الفنكوش أو اللي ربنا عصمها ، بلاش نسمح لحد يستغل احتياجنا ويحاربنا من خلاله ، خلينا ندقق اوي في الناس اللي جنبنا وفي حياتنا وبلاش نكون شركاء في صناعة الفنكوش ، عصمنا الله وإياكم من فتنته .