تعد أمراض القلب، السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، والمسؤول الأول عن ملايين الوفيات كل عام، كما يعد تراكم الكالسيوم على جدار الشرايين التاجية، أحد أهم العوامل المهمة التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب، وهى حالة تعرف بإسم “تكلس الشريان التاجي”; ويمكن أن تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

 

ويمكن تشخيص “تكلس الشريان التاجي” من خلال فحصوات غير جراحية قبل ظهور أعراض أمراض القلب على المريض، وتقيس هذه الفحصوصات كمية الكالسيوم المتراكمة على جدار الشرايين التاجية، وهي بمثابة علامة تحذير لمشاكل القلب فى المستقبل.

ومع ذلك، فإن الجينات الكامنة وراء تراكم الكالسيوم لم يتم فهمها بالكامل حتى الآن; لذلك، سعى فريق من العلماء الدوليين، بما في ذلك باحثون في كلية الطب جامعة “فرجينيا ” الأمريكية، إلى دراسة ما إذا كانت جينات معينة تلعب دورا في التسبب في تراكم الكالسيوم في الشرايين التاجية أم لا، كما يمكن أن يساعد تحديد هذه الجينات فى تطوير علاجات لإبطاء أو إيقاف أمراض الشريان التاجي.

وقد أراد العلماء فهم كيف يمكن أن تساهم هذه الجينات في تكلس الشريان التاجي، والذي يمكن أن يؤدي – في نهاية الأمر – إلى الإصابة بأمراض القلب، حيث قام الباحثون بتحليل البيانات المسجلة من أكثر من 35.000 شخص في جميع أنحاء العالم من خلفيات عرقية مختلفة; فقد تمكنوا من تحديد ما يقرب من عشرة جينات موجودة على أجزاء مختلفة من كروموسوماتنا، والتي كانت مرتبطة بتكلس الشريان التاجي.

الأهم من ذلك، لم تكن هذه الجينات مرتبطة سابقا بهذه الحالة، ويفتح هذا الاكتشاف إمكانيات جديدة لعلاج أمراض القلب، ومن خلال تحديد هذه الجينات، قد يتمكن الباحثون من تطوير أدوية جديدة لإستهداف هذة الجينات أو البروتينات المشفرة، كما يمكن لهذه العلاجات المستهدفة إبطاء أو وقف تطور “تكلس الشريان التاجي”، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتأثر هذه الجينات بالتغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية; فعلى سبيل المثال، قد يلعب فيتامين “ج” أو “د” دورا مهما في تنظيم هذه الجينات، كما يمكن إحداث تعديلات نمط الحياة و التدخلات الغذائية كإستراتيجيات محتملة للوقاية من أمراض القلب أو إدراتها.