مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

شروق رزق تكتب : ” التفكير الزائد .. إعصارًا للذات “

4

مع التعرض للضغوط المختلفة و مشكلات الحياة العديدة ، يلجأ الإنسان إلى التفكير المفرط فيها ،

و علي الرغم من أن التفكير قبل  التحدث أو قبل الإقدام على فعل ما شئ جيد و لابد من فعله ، إلا أن الإسراف في التفكير يسبب  حالة من الخوف و الهلع الذي لا يمكن السيطرة عليه حيث أن ما زاد عن قدره المعقول انقلب للضد و هذا ينطبق على التفكير الزائد في بعض الأمور الحياتية .
غالبًا ما يؤثر الضغط النفسي و الإجهاد العقلي بشكل سلبي للغاية على حياة أي شخص و خاصة الشباب ، حيث أنهم يتعرضون إلى ضغوط شديدة نتيجة التفكير المستمر في المستقبل و الاختبارات الدراسية أو الوظيفية ، و أيضًا المشكلات العائلية و العاطفية ، و كذلك الشعور بالعجز و عدم القدرة على حل المشكلات الحياتية كل هذا و أكثر ، سيتم إصابتهم بالتفكير الزائد و يؤدي تراكم تلك الأفكار إلي التأثير سلبيًا سواء نفسيًا و جسديًا و اجتماعيًا عليهم ، مما يؤثر على حالتهم النفسية و  يزيد من القلق و التوتر و قد يصلوا إلي حالة من الاكتئاب الشديد و الهروب من الواقع و العزلة عن حياتهم الطبيعية .
التفكير هو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات ، فنحن من خلال التفكير نحلل الأفكار و نتخذ القرارات و نخلق الآراء

و لكن البعض منا يسرفون في التفكير فتستمر أفكارهم تدور حول موقف ما أو عدة مواقف ، و التفكير عملية هامة و طبيعية من أجل الوصول إلي حلول مناسبة و صحيحة ، و لكن الإسراف في التفكير يفوت علينا اتخاذ القرار في الوقت المناسب و ربما يفوت علينا اتخاذ القرار الصحيح ، لأنه كلما زاد حدة التفكير كلما زادت المخاوف و تعمقت في قلوبنا ، و ربما يسرف البعض في التفكير في الماضي و مشكلاته و آلامه مما يعوق تقدمهم في وقتهم الحالي الذي يعيشونه حقًا ، التفكر والتأمل في الماضي أمر جيد عندما يكون للتعلم ، و لكن التفكير الزائد في الماضي و التحسر عليه  والعيش فيه أمر ضار جدًا بصاحبه حيث يفقده حاضره و مستقبله فالتفكير الزائد سلاحًا ذو حدين فيصبح بالغ الضرر عندما نبالغ فيه .

يعد القلق من الأسباب الرئيسية لمشكلة التفكير الزائد ، و هناك أيضًا عدة أسباب أخري منها الخوف من الرفض و هذا النوع من الخوف منتشر كثيرًا ، فبعض الناس تفكر كثيرًا قبل الإقدام على أي تصرف ، حيث أنهم  يخافون من رفض الآخرين لهم ، وعدم قبول قراراتهم أو تصرفاتهم أو إبداعاتهم و في الحقيقة مَن يبحث عن رضا الجميع لن يصل إلي شئ على الإطلاق .
و الخوف من الفشل ، في الواقع إن أخطر نوع من أنواع الخوف هو الخوف من الفشل ، و لا شئ يستحق أن تخاف منه ،

فحين تخاف من الفشل فإنك لا تَقدم على فعل أى شئ مطلقًا ، لكن مع المحاولة ربما تنجح  و ربما تتعلم ، فالفشل ليس أن لا تصل مساعيك لهدفك ، بل أن تتوقف عن التعلم من تجاربك ، و أن تتوقف عن المحاولة .
و تعد تجارب الماضي المؤلمة أيضًا من الأسباب الهامة ، فجميعنا مررنا بتجارب صعبة في الماضي ، و كان لها أثر سلبي علينا ،

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب نزار قباني في ذكراه

خيبة الأمل وتأثيرها على الشخص 

و لكن يكفي أن نتعلم الدرس و لا نكرر الخطأ الذي أوقعنا في تلك التجربة ، فلا يحتاج منا الأمر أكثر من استخلاص العبر والدروس من الماضي ، و من ثم نرى الجزء الإيجابي في الموقف هو أنه أعطانا خبرة تجنبنا لنفس الآلام مرة أخرى .
و اضطرابات الوسواس القهري ، إن مَن يعاني من تلك الاضطرابات فعليه اللجوء إلى طبيب نفسي على الفور لحل هذه المشكلة .
هناك العديد من الطرق و الوسائل التي تساعدك على الحد من التفكير الزائد ، و الرجوع إلى الحياة الطبيعية و التفكير الطبيعي في الأمور ، و منها :ـ
عليك أولاً أن تتخذ قرارات جديدة في حياتك ، ضع أهدافك و طموحك أمام عينك  حتى تتقدم إلى الأمام ، و تذكر جيدًا أن الماضي حدث و انتهى و لابد من التعلم منه و ليس الحسرة عليه أو التفكير فيه ،

فكر في الإيجابيات كثيرًا و كذلك النعم التي أنعم الله عليك بها ، تذكرها جيدًا و تأمل فيها و استغلها لصالح حياتك و لتطويرها للأفضل .
و أيضًا يجب التخلص من الأفكار المشوشة التي تصيبك بالسلبية أو الإحباط ،

و ذلك من خلال ممارسة التأمل صباحًا أو مساءًا و ممارسة الرياضة و طلب المشورة من المقربين ، عش الآن .. حياتك هي حاضرك ، فعند حدوث ذلك سيتم حلول أكبر عدد ممكن من المشاكل .
ابحث عن المشاركة من خلال إحاطة نفسك بأشخاص تحبهم و تثق فيهم ،

سوف تتحدث أكثر و تفكر أقل ، ابدأ تعلم هواية جديدة خذ بعضًا من وقتك لاكتشاف شيء جديد غير مألوف بالنسبة لك ، اقضي المزيد من وقتك في القراءة ، اكتب قائمة بالأشياء الممتن لها في حياتك .
كل هذا و أكثر يمكنك  فعله و لكن عليك أولاً النهوض و أن تأخذ قرارًا بالبدء .
و أخــــــــــيرًا : تذكر دائمًا أنك لست وحدك مَن يفكر ، فالجميع يفكر و لكن علينا أخذ استراحة من أفكارنا هذه ،

لا تعيش طويلاً في الماضي بأفكارك ، خاصة إذا كانت سلبية أو حزينة حتى لا تفقد حاضرك و بالتالي ستفقد مستقبلك ،

أفخر بنفسك بأنك مفكر فأنت فقط تحاول التحكم في نوعية أفكارك ، لا تهين نفسك أو تقلل من ذاتك في عقلك و تقبل خيبة الأمل عن طريق التخلي عن التفكير مرارًا و تكرارًا في نفس الأمر .
و عندما تهاجمك تلك الأفكار ، اخبر نفسك بأن الأمر انتهى و إنك لم تستطع الانتصار و لكنها ليست نهاية الحياة ، فإنك لازلت علي قيد الحياة و يمكنك الانتصار في مرات أخرى قادمة ، فلا تجعل الأمر مسألة حياة أو موت و تذكر أنك ستضحك علي كثير من المواقف التي كنت تعتبرها نهاية حياتك ، و سيحدث ذلك عندما تدرك أنها كانت مشاكل عادية بل تافهة و إنك كنت تبالغ في تعاملك معها و ردود أفعال تجاهها .

التعليقات مغلقة.