مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. محمد الحلفاوى يكتب حمدى رزق … كيرياليسون

52

بقلم د. محمد الحلفاوي

 

فى 21/1/2018م تم دعوتى لحضور حفل توقيع كتاب “كيرياليسون .. فى محبة الأقباط” للكاتب الصحفى المبدع حمدى رزق وذلك بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك, وذلك بحضور كوكبة من المصريين نذكر منهم : الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف, الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة, الأستاذ حلمى النمم وزير الثقافة السابق , الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية, الإعلامى اللامع مفيد فوزى, الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق, السفيرة مشيرة خطاب, الأستاذ ثروت الخرباوى, د.حسام بداوى، الصحفى الكبير صلاح منتصر، د.منى مكرم عبيد، ، الدكتور جلال السعيد، منير فخرى عبد النور, الأديبة فاطمة ناعوت … وآخرون .

وأثناء هذه الاحتفالية الوطنية الرائعة التى تعبر بجلاء عن متانة الوحدة الوطنية فى مصر والتى أدارها ملك الحوار التليفزيونى باقتدار الأستاذ مفيد فوزى .. تبارى الحضور فى تأكيد أن الوحدة الوطنية هى خصيصة مصرية.. لن تستطيع طيور الظلام النيل منها.

وأوضح الأستاذ حمدى رزق معنى كلمة ” كيرياليسون ” قائلا :

” دى صيحة الأقباط فى صلواتهم، كرياليسون تعنى أرحم يا رب، كيرياليسون تنقسم إلى قسمين كيريه أو كيروس بمعنى”يا رب”وكلمة ” أيليسيون ” معناها أرحم .. يعنى “يا رب أرحم” أو “ارحمنا يا رب” .

وأعتقد أن المصريين كلهم بيهتفوا نفس الهتاف “ارحم يا رب” والكتاب ده هدية خاصة لأخواتى الأقباط فى عيد الميلاد المجيد أنا عاملهم هدية كبيرة، كيرياليسون ده هديتى لأخواتى الأقباط كلها محبة .. دى هدية من مسلم محب لأخواته الأقباط ” .

 

وهذه جولة فى الكتاب ” كيرياليسون ” :

بدأ المؤلف الكتاب بلفتة فكرية رائعة موجهة للمسيحيين والمسلميين معا

قائلا :

” كم نحتاج إلى مراجعة موعظة الجبل للسيد المسيح عليه السلام .. وخطبة الوداع للرسول محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام؛ لنواجه معًا مسلمين ومسيحين اليوم الذى نعيشه والغد الذى ننتظره ونستشرف أفقًا بعيدًا تتجلى فيه المواطنة الكاملة ” 4)

ثم أشار المؤلف أنه ولد فى العزبة القبلية بمنوف وشب صغيرًا على النداء الرائع

” محمد نبى، وعيسى نبى، وموسى نبى وكل من له نبى يصلى عليه ”

واصفا إياه بأنه ” نداء جامع شامل ملهم, أنتجته العبقرية الشعبية المصرية التى ما فتئت تعبر عن سماحتها وذكاوتها فى التعامل مع الإختلاف الدينى الذى ولدنا عليه، فصار هذا مسلمًا وصار هذا قبطيًا ولا يزال يعيش بين ظهرانينا يهود بكامل الأهلية الوطنية” 5)

لافتا النظر أن : ” بعض المسلمين يزورون الكنائس طلبًا لبركة القديسين وبعض المسيحين يعتقدون فى كرامات وبركات الأولياء الطيبين، وأنه يوجد مداحون أقباط يمدحون فى حب الرسول صلى الله عليه وسلم , وأن المسلمين يعتقدون أن عيسى عليه السلام نور من رحم سيدة النوم ” أم النور ” مريم عليها السلام” .

ثم يترنم قائلا : ” ماذا فى القلب المصرى غير الحب، اللى بيها تملك الدنيا وما فيها واللى تفتح لك كنوز الدنيا ديّه، قولها ليّه قوله للطير للشجر للناس لكل الدنيا قول الحب نعمة مش خطية الله محبة الخير محبة النور محبة بحب سيدة النور” .

ويحكى بحنين وشجن عن :

” ألبير ” صديق الفصل ونفس التختة وكيف كان يتناول معه زبادى أم ألبير , وذلك بمدرسة الأقباط الإبتدائية , المدرسة التى كانت فى حضن كنيسة منوف وكان القس صديقًا للشيخ أحمد.

” الشيخ أحمد البهنينى ” مدرس اللغة العربية والدين , الذى كان يرفض إخراج صديقه ” ألبير”  من الفصل أثناء حصة الدين؛ خوفًا عليه من الوحدة ومن برد الرطوبة وكيف نقش الشيخ فى قلوبهم حبًا للذين قالوا إنا نصارى ” لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ” 6)

ويتذكر بأسى : ” كنا نغتم من الغم إذا دقت الأجراس فى غير موعدها المضبوط  للصلاة إذن هى إعلان وفاة، تنيح أحدهم، كنا نهم إلى الجنازة فرادى وجماعات نتسمع الترانيم وناخذ كف غراء ” 7)

مؤكدا أننا : ” كنا سبيكة واحدة حتى جاء المتطرفون .. الجراد الأسود.. طيور الظلام .. أشباح متسربلة بالسواد .. دعاة الفتنة الطائفية … الذين سمموا الآبار جميعًا بتفسيراتهم المغلوطة , الذين يستميلون بها الشباب ” 8)

ويتذكر بقلب ينفطر من الحزن تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية فى

1-1-2011م الساعة 12,22 منتصف الليل .. والتى راح ضحيتها 21 شهيدا و79 مصابا قائلا : ” كنت مذبوحًا من الألم ” .

وكيف طالب وقتها البابا شنودة وعلى الهواء من خلال التليفزيون المصرى بعدم إلغاء احتفالات عيد الميلاد لأن:

” عيد الميلاد عيد مصرى وليس مسيحى فحسب، ولو ألغيت الاحتفالات لحقق الإرهاب هدفه ؛ فمصر التى احتضنت المسيح فى المهد صبيًا, تحتضن شعبه الكريم ولا تتهاون فى حمايتهم أبدًا وتضعهم جوار القلب وفى نن العين, إخوة لنا لهم مالنا وعليهم ما علينا، الأقباط فى مصر تحميهم المساجد قبل الكنائس تحميهم الجيرة والأخوة والأرض الطيبة لن يهرع إلى الأقباط إلا المسلمون, لم يحزن لحزن الأقباط إلا المسلمون .. ومن ضرب كنيسة القديسين لم يقصد الكنيسة وأولادها, كان يقصد مصر وأولادها .. أولاد الكنيسة أولاد مصر رغم أنف المتطرفين .. أكلما جاء عيد الميلاد يُطفئون الشموع ؟!

إذن فلتضأ الشموع ولتصدح الألحان ولتدق الأجراس، وليحضر المسلمون أعياد الميلاد جنبًا إلى جنب مع إخوانهم الأقباط ” 9)

مستدلا بقول الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر :

” الكنيسة فى حضن كل مسجد .. فى قلب كل مسلم .. احموا إخوانكم .. ضعوهم فى القلوب ” .

ثم يخاطب المؤلف المصريين جميعا قائلا :

” فلنهش البوم عن أغصان الوطن، فلتحط حمامات السلام على الغصن الأخضر هديل الحمام، هديل السلام، تراتيل الرهبان، تسابيح القساوسة، أدعية الصباح, آذان الفجر، تجلى تواشيح فاتحة النهار، أمنيات عام جديد، كعك العيد، صخب الكنائس، فرحة الأطفال .. أطفال سانت تريزا, يلهون فى الحوش، حوش الوطن،لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. طالما هناك بيوت يذكر فيها اسمه، اسم الله، الله محبة، الخير محبة، والنور محبة، يارب لاعمر كاس الفراق المر يسقينا، ولايعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا، وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا .. ليالى عيد الميلاد”10)

وتحدث المؤلف عن علاقته الوطيدة بالأنبا موسى أسقف الشباب واصفا إياه

بأنه :

” وهب حياته لإضاءة شموع الفرح فى القلوب الحزينة، لم يلعن الظلام أبدًا، دومًا ينير شمعة، مثير هذا الرجل، قلبه يسع آلام البشر…لاتزال روحه شابه، يحتضن الشباب، زاهد، بسيط، طيب، لا تغادر الإبتسامة وجهه، يلهج لسانه بطيب الكلم، ويقدم الحب فى كفيه حبًا تلتقطه الأفراخ الصغيرة فيمتلئون حبًا للوطن … يجيد الحوار، ثقافته موسوعيه, هو من مسالك الحوار المسلم المسيحى، هو جسر عبور بين أبناء الوطن , هو حاضر فى مكتب الجماعة الوطنية، هو المتبتل فى خدمة كنيسة الوطن , من خدام الكنيسة العظام , يجمع ولا يفرق , حب الوطن ملأ عليه حياته، يصلى للوطن دومًا ” 11)

ويتذكر دعوات الأنبا موسى له لإلقاء محاضرات لشباب الكنيسة فى أبو تلات بالإسكندرية ؛ وذلك لدعم مشاركتهم فى الحياة العامة فى إطار دولة المواطنة .

ومعايدات الأحباب : ” مفيد فوزى، منير فخرى عبد النور، جمال أسعد عبد الملاك، لويس جريس, هانى لبيب، كمال زاخر، سليمان شفيق، ماجد عطيه، شارل فؤاد المصرى ، سامح فوزى، صليب متى ساويرس، كريم كمال، حنان فكرى، مجدى صابر، سمير سيف، رشاد كامل وغيرهم كثير ” .

قائلا : ” روح مصر الطيبة حاضرة فى كل معايدة، حروف الوطن ماثلة منيرة مبهجة، تلهج الحروف فى رسائل العيد بحب أغلى اسم فى الوجود مقرونة دومًا بحب مصر, وتمنيات بالسلامة ويفوت علينا الزمان يفرش أمانه علينا يا رب” 12)

ثم يقرر : ” النهر يغسل أدرانه، ومهما ألقى المرجفون من آثامهم فى مجرى النهر جرفه نهر الحب أمامه، وتستمر مسيرة النهر داقفة إلى المصب، يحمل على وش الميه أمانى عذاب، أجمل ما فى مصر طقوس المحبة” 13)

ثم تحدث عن فاجعة تنظيم داعش الإرهابى وذبحه21 مصريا قبطيا فى ليبيا بطريقة وحشية .. وكيف أن الجيش المصرى أخذ ثأر المصريين خلال ساعات بضربة جوية موجعة .

مؤكدًا أن ” دواعش الداخل أخطر؛ لأنهم مندسون بين الصفوف يفخخون ويفجرون ويحرقون ويقوضون بنيان الدولة المصرية ويخلخلون أعمدتها وأبراجها, هم كالسرطان يتغذى على خلايا الدولة الحية, يطعنوننا فى الظهور من الخلف غدرًا وخيانة، عبد الناصر قالها زمان “الإخوان ملهمش أمان, يفرحون فى كل مصاب أليم يلم بمصر… دواعش الداخل هم جلطة فى وريد الدولة المصرية تعجزها عن حرب دواعش الخارج ” 14)

وعندما تم اكتشاف مكان رفات الشهداء الأقباط بسرت… تمنى أن يهيئ مزارًا لائقًا يضم رفات هؤلاء الشهداء 15)

ثم أشار إلى : ” الثمن الغالى الذى دفعه أقباط مصر جراء خروجتهم الوطنية وتماهيهم مع ثورة المصريين على الإخوان والتابعين فى30/6 من حصار الكنائس وحرقها، وحرق قلوب الأقباط وهم يرون أيقوناتهم تحرق وصلبانهم تكسر ومذابحهم تهدم… تفجير الكنيسة البطرسية المجاورة والملاصقة للكاتدرائية مخططًا خبيثا لإسقاط الدولة المصرية ”

ويصف قيام القوات المسلحة بترميم وإعمار الكنائس التى هدمها الإرهاب فى 30/6 بأنه : ”  فريضة وطنية وحق لإخوة الوطن .. الذين يحملون غرما مستهدفين من الإخوان والسلفيين والتابعين من الإرهابيين 16)

مؤكدا أن ما يسعد الأقباط حقيقة هو : ” شعورهم بالمواطنة الكاملة فى وطنهم دون تمييز أو إقصاء وألا تقف ديانتهم أمام ترقيتهم أو حقوقهم فى المناصب العامة 17)

وأشاد بكلمة البابا كيرلس السادس فى حضور الزعيم جمال عبد الناصر :

” إنى بعون الرب سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الرب وحب الوطن،ومعنى الأخوة الحقة ليشب الوطن وحدة قوية لديها الإيمان للرب والحب للوطن” 18)

ثم يتحدث عن البابا شنودة الثالث ” بابا العرب ” قائلا :

” أحببت أبوته، وأسرتنى وفادته، وعطفه ورحه الصلبة وثقافته الموسوعية، وفكاهيته التى يتبدرنى بها مستقبلنى بالحبيب الغالى وهو من كان حبيبًا غاليًا قطع بنا البابا شنودة وتركنا وحدنا فى منتصف الطريق “19)

ويصف قداسة البابا تواضرس قائلا :

” يملك روحًا لا يعتريها اليأس، عظيم التفاؤل، يعلم أن الفرح آت وقريب يرونه بعيدًا ويراه قريبًا , مفطور على الزهد, عنوانه الصراحة والصدق، يملك تواضعًا يكسب القلوب, وثقافة تأسر العقول, وروحًا طيبة, وأمانى عذاب, منفتح على الفنون، مطلع على الآداب، محافظ على الطقوس ” 20)

ويحكى بشجن أنه رأى دموع البابا تواضروس مرتين :

الأولى : فى وفاة والدته السيدة “سامية نسيم اسطفانوس , وأنه كتب مقاله ” للبابا عيون مثلنا تدمع ” بهذه المناسبة .

الثانية : فى وداع ضحايا الكنيسة البطرسية فى 12/12/2016م ومقاله ” دموع البابا تواضرس” والذى أكد فيه أن ” الكنيسة فى قلب الوطن , الكنيسة ثغر من ثغور الوطن , وعمد من أعمدته الراسخة 21)

ووثق المؤلف الموقف الرائع للبابا تواضروس :

وهو تبرع قداسته بقيمة الجائزة التى حصل عليها من روسيا فى 23/5/2017م, وذلك لبناء كنيسة ومسجد فى العاصمة الإدارية الجديدة؛ دعمًا للمشروع القومى الكبير؛ وتثمينا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أعلن عنها فى احتفالية عيد الميلاد الماضى بإنشاء أكبر كنيسة وأكبر مسجد فى العاصمة الإدارية الجديدة 22)

قد يهمك ايضاً:

مشيدا بمقولة قداسة البابا تواضروس والتى أضحت أيقونة وطنية :

” وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، ولو حرقوا الكنائس هنصلى فى الجوامع مع المسلمين ولو حرقوا الجوامع هنصلى احنا والمسلمين مع بعض فى الشوارع ” .

ومقولته :” العمر واحد والرب واحد” عندما أهداه الرئيس عبد الفتاح السيسى سيارة مصفحة لحمايته من تهديدات الإرهابيين .

وحكى موقفا يدل على دقة ويقظة البابا تواضروس وكيف حول الكنيسة لمؤسسة:

وهو أن البابا تواضروس أثناء عظته في الإسكندرية .. أخذ أسئلة وطلبات مكتوبة من الحضور وسلمها لأحد مساعديه .. وعندما عاد إلى الكنيسة طلبها وعدها فوجدها “43” فقال لمن سلمه إياها : أنا سلمتك “47” فأجابه بأن “4” أوراق تم فحصها وإنهائها

فرد البابا قائلا : ” هذه رسائل وتوجيهات الشعب للبابا فلا يجيبها سوى البابا 23)

وانتقد الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بعضوية القيادى الإخوانى خيرت الشاطر وفتواها بتحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم.

وكيف أن لتنظيم الإخوان خطابين متناقضين :

أحدهما فى الداخل بالعربية والآخر للخارج بالإنجليزية !!

ففى اللحظة التى لم يقدم فيه موقع الإخوان التهنئة لمسيحى مصر بالعربية … نجده لا يجد حرجاً فى تقديم تهنئة إلى أصحاب الديانات المسيحية على مستوى العالم بالإنجليزية 24)

مؤكدا أن : الإخوان بالسوابق يعرفون 25)

موضحا التناقض بين ما تروجه جماعة الإخوان عن المواطنة وبين ما ورد فى رسالة التعاليم لحسن البنا من الدعوة لعدم التعامل المالى مع غير المسلمين، وعدم تعيين غير المسلمين فى المناصب إلا للضرورة القصوى وفى غير مناصب الولاية العامة، وأن تعيين حسن البنا للخواجة باولو خريستو اليوناني كوكيل له في انتخابات ١٩٤٤م بالإسماعيلية وكذلك تعيين بعض المسيحين كمساعديين للرئيس مرسى ورئيس حزب الحرية والعدالة ما هو إلا ” وردة في الجاكتة ” !!

وأشار إلى اختراع القيادى الإخوانى عصام العريان مقولة “الله ينحمه”.. بدلاً من “الله يرحمه” عندما كان يذهب لتقديم العزاء لبعض كبار الأقباط 26)

وأشار لمقاله ” برهامى عدو الأقباط ” الذى أوضح فيه كيف أن ياسر برهامى كبير سلفية الإسكندرية تجارى على إصدار فتاوى متفجرة .. وأن هذا الرجل تخصص تفخيخ مجتمعات وأن السلفيين سسموا الآبار الوطنية جميعًا وأسسوا لفقه كراهية الأقباط 27)

محذرا من خطورة حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية وكيف قام أعضاء الحزب باختيار الإرهابي السابق والهارب طارق الزمر .. الذى هدد المصريين بالسحق لو خرجوا فى 30-6 رئيسا للحزب !!  28)

وانتقد الدكتور محمد سليم العوا نقدا لاذعا لإدعائه فى لقائه مع أحمد منصور بوجود أسلحة فى الكنائس وأنها موجهة ضد المسلمين… وشبهه بالرئيس الأمريكى بوش وإدعائه بوجود أسلحة دمار شامل بالعراق ليبرر ضرب العراق وتدميرها , وكيف أن الدكتور العوا يهاجم الأقباط فى نفس اللحظة التى يدافع فيها عن خلية حزب الله التى تم إلقاء القبض عليها فى مصر” 29)

وحكى الواقعة المؤسفة على قلب كل وطنى حقيقى وهو تحريض السلفيين والإخوان للبسطاء لقطع طريق القاهرة – أسوان؛ اعتراضا على قرار تعيين اللواء عماد شحاته ميخائيل محافظا لقنا فى حركة المحافظين 14-4-2011م, وكيف قام الدكتور أيمن نور بعقد ندوة بجامعة قنا أدعى فيها أن اللواء عماد شحاته قد قام بتعذيبه أثناء تواجده فى السجن لقضاء فترة عقوبة فى قضية تزوير توكيلات حزب الغد 30)

مؤكدا أن : “حقوق الأقباط فرض عين على كل مسلم” 31)

ودافع عن السير مجدى يعقوب ضد هجمة السلفيين الأفاعى السامة دعاة الكراهية 32)

وأشاد بحركة الشباب المسيحى “عايز أقولك إنى بحبك” :

الذين وقفوا أمام الكاتدرائية بالعباسية رافعين لافتات الحب : “أخويا المسلم عايز أقولك إنى أحبك .. أخوك المسيحى, مكتوب إنى أحبك لأنى اتعلمت إنى أحبك .. لأنى اخترت إنى أحبك” 33)

ثم أبرز مواقف مضيئة للمواطنة فى تاريخ مصر الحديث :

ففى 1929م قام اللواء نجيب مكيلة باشا “أقدم لواء بالداخلية حينذاك” برئاسة القوة الأمنية التي رافقت محمل كسوة الكعبة المتجه إلى مكة المكرمة طبقا للعرف الإداري ولم يعترض أحد 34)

وأشار لطلب النائب سليمان فضل العميرى عضو مجلس النواب بمحافظة مطروح بتأسيس مستشفى ” المحبة الوطنية ” على مساحة 2400 م  فى حى الزهور الكيلو4 على قطعة أرض تملكها الكنيسة على غرار المستشفى القبطى بالقاهرة وذلك أثناء زيارة قداسة البابا تواضروس لمطروح فى 28-9-2016م .. وموافقة قداسة البابا تواضروس على الطلب بالموافقة وتبرع الكنيسة بمبلغ مليون جنيها لإنشاء هذه المستشفى .

ويثمن مقترح النائب البدرى ضيف لبناء كنيسة بقرية سلام مسقط رأس البابا شنودة بأسيوط بتبرعات المسيحين والمسلمين قائلا : ” تربينا كمصريين فى توادهم وتراحمهم مثل جسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ؛ خليق بالدعاة والقساوسة فى خطابهم العام ألا يمسوا معتقدًا أو يشرخوا وطنًا , وعليهم تأكيد هذه الرابطة الوطنية المتينة التى تجمعنا جميعا برباط إلى يوم الدين ” 35)

وكيف قام الأب”مكارى يونان ” بقراءة مقاله “دم القبطى مش رخيص” أثناء محاضرة فى الكنيسة .. والذى يحذر فيه أن الفتن الطائفية وقودها النار والحجارة .

ويشير للحكم التاريخى للدكتور عبد الرزاق السنهورى باشا رئيس مجلس الدولة المصرى فى القضية رقم 615 لسنة 5 قضائية بتاريخ 16/12/1952م والذى جاء فيه : “إن اشتراط ترخيص فى إنشاء دور العبادة على نحو ما جاء فى الخط الهمايونى .. لا يجوز أن يتخذ ذريعة لإقامة عقبات لا مبرر لها دون إنشاء هذه الدور .. مما لا يتفق مع حرية إقامة الشعائر الدينية”

مطالبا بقانون موحد لبناء دور العبادة قائلا :

“عندى وكثير من المصريين الكنيسة مثل المسجد .. دار عبادة وما يسرى على المسجد يسرى على الكنيسة، قانون جامع يوحد ولا يفرق  ” 36)

مؤكدا أن :

” مصر الوطن لا تقبل القسمة على اثنين مسلم ومسيحى, جامع وكنيسة، منارة ومئذنة, جرس وآذان, هلال وصليب .. طول عمر مصر هلالها يحتضن الصليب, والصليب فى قلب الهلال، مصر رُسمت هكذا ” 37)

وأن حرية العبادة  ” حق لا يمارى فيه إلا مريض بالطائفية … تطبيق القانون هو الحل، التطبيق العادل النزيه الشفاف ، بإرادة سياسية أكيدة على تمكين الأقباط من أبسط حقوقهم كمواطنين فى حرية العبادة وصولا لحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة 38)

مؤكدا واقعة صلاة وفد نصارى نجران بالمسجد النبوى بإقرار وموافقة الرسول محمد صلوات الله عليه بدليل أن كتب التراث المعتمدة أوردتها :

فأوردها ابن إسحاق في السيرة، وابن جرير الطبري فى التفسير، والبيهقي فى دلائل النبوة.

ثم يشيد بالعلاقة الوطيدة بين فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس .

وأن الأزهر الشريف :

قام بإقامة مؤتمر عالمى عن ” الحرية والمواطنة…التنوع  والتكامل” فى الفترة من 28 فبراير حتى 1 مارس 2017م .. بهدف الدفاع عن مبدأ المواطنة والدولة الحديثة والتصدى لظواهر العنف والتطرف

وأن الكنيسة المصرية:

” كنيسة مصرية خالصة، شجرة طيبة، ترتوى من نيل طيب, كنيسة ترفع لواء الوطن لا تعرف غيره وطنًا ومصر فى ضميرها ” 39)

وأن الجيش المصرى :

” لم يعرف يومًا طائفية أو جهويه أو عرقية أو إثينية .. جيش يّيمم وجهه للوطن من بعد وجهه سبحانه وتعالى .. يبغون نصرًا أو شهادة … وأن من أبطال حرب 73 اللواء مهندس باقى زكى يوسف، اللواء شفيق مترى سدراك, الطيار سمير عزير، النقيب مجدى بشارة, اللواء مهندس نصرى جرجس، الفريق فؤاد عزيز غالى، الشاويش نصحى ميخائيل.” 40)

مشيدا بمواقف :

الدكتورة آمنة نصير وتبرعها بمبلغ 50 ألف ج للمسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة مناصفة 41)

والدكتور جابر نصار وقراره بحذف خانة الديانة فى محررات الجامعة ؛ للقضاء على التمييز بسبب الديانة فى دور العلم .

مؤكدا أن : ” مصر التى أعرفها الكنيسة قبالة المسجد والمئذنة فى عناق مع المنارة والشيخ  فى وصال مع القسيس وبيوت المصريين عمار بالحب” 42)

ثم ختم الأستاذ حمدى رزق كتابه الرائع بمثل ما بدأ به :

موعظة الجبل :

صعد المسيح عليه السلام إلى الجبل وقال للجموع :

” طوبى للمساكين،  طوبى للحزانى، طوبى للودعاء, طوبى للرحماء، طوبى لأنقياء القلب، طوبى لصانعى السلام … أحبوا أعدائكم, باركوا لاعنيتكم، أحسنوا إلى مبغضكم, وصلوا لأجل  الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ” 43)

خطبة الوداع :

صعد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام على جبل عرفات :

” أيها الناس إن ربكم واحد وأن أباكم واحد .. كلكم لآدم وآدم من تراب .. إن أكرمكم عند الله أتقاكم وليس لعربى على عجمى فضل إلا بالتقوى .

أيها الناس, إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم … كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا … لا ترجعوا بعد كفار يضرب بعضكم رقاب بعض … اتقوا الله فى النساء واستوصوا بهن خيرًا “.

وبعد هذه الجولة فى كتاب ” كيرياليسون .. فى محبة الأقباط ” يتبين لنا أهمية هذا الكتاب الموسوعي والوثائقي حيث وضع المؤلف عن عمد في هوامش كل فصل، تعريفات هامة عن المسيحية والكنيسة الأرثوزكسية والمجمع المقدس والمجلس الملي وأسرار الكنيسة السبعة ومتى بكى يسوع وآباء الكنيسة المصرية  وكذلك تعريفات هامة عن الإسلام مثل وثيقة المدينة ومشايخ الأزهر وغير ذلك لأن الإنسان عدو ما يجهل, وكذلك الدور الكبير الذى قام به الكاتب الصحفي والمفكر الوطني الرائع ابن مصر الأستاذ حمدى رزق فى الدفاع عن الأخوة الأقباط والوحدة الوطنية ومبدأ المواطنة في وقت جبن فيه الكثيرون .

التعليقات مغلقة.