برنامج الأغذية العالمي :تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان بسبب الفيضانات
نيويورك – (د ب أ)
ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان تتدهور بسرعة، فيما يهدد الجوع البلاد التي تعاني من الصراع والأمطار الغزيرة والفيضانات.
وقد أدت الأمطار إلى فيضان الأنهار لتغمر المياه مساحات شاسعة وتجمعات سكانية على طول النيل الأبيض مما أدى إلى نفوق عدد كبير من الماشية التي تعد مصدرا رئيسيا للرزق في ولاية جونقلي.
وقد تضرر أكثر من 700 ألف شخص بأنحاء جنوب السودان نتيجة الفيضانات منذ حزيران/يونيه وخاصة في ولايتي الوحدة وجونقلي. وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه قدم المساعدات الغذائية لأكثر من 500 ألف شخص في المناطق المتضررة من الفيضانات خلال شهري تموز/يوليه وآب/أغسطس.
ماثيو هولينغوورث مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان زار إحدى المناطق التي لجأ إليها المشردون بسبب الفيضانات بحثا عن ملجأ آمن، وقال.
“يندفع الماء إلى المدينة بما يؤدي إلى تشريد الآلاف. جاء أكثر من 50 ألف شخص من تلك المنطقة سعيا لإيجاد ملجأ آمن في هذه البلدة”.
تحدثت السيدة أدول كور أكوي، وهي أم لسبعة أطفال، عن اضطرارها للنزوح من قريتها بسبب الفيضانات، وصعوبة الحصول على المساعدات.
“نحن هنا منذ حوالي شهر، ولم نتلق أي مساعدة. إننا نتضور جوعا ونحتاج إلى الطعام بشدة”.
وأكد هولينغوورث أن البرنامج يحاول توسيع نطاق جهوده ليشمل كل المحتاجين إلا أنه بحاجة عاجلة إلى التمويل ليتمكن من توفير المساعدات الضرورية للنازحين.
“على برنامج الأغذية العالمي دعم حوالي 600 ألف شخص خلال موسم الحصاد الحالي. نعلم أن لدينا الأدوات اللازمة لذلك والقدرة البشرية والشركاء على الأرض، ولكننا نحتاج بشدة إلى 58 مليون دولار لتقديم الإغاثة الفورية للمجتمعات، وأيضا، وهو أمر مهم، أن نساعدهم ليقفوا مرة أخرى على أقدامهم بمجرد تمكنهم من العودة إلى ديارهم”.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن جائحة كوفيد-19 زادت صعوبة الوضع الإنساني في جنوب السودان، مؤكدا أنه يعمل على توسيع نطاق الدعم للاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
وقد أدى الأثر الاقتصادي للجائحة إلى زيادة عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية. وعلى الرغم من اتفاق السلام، إلا أن البرنامج يفيد بأن العنف يعد أكبر التهديدات الماثلة أمام الأمن الغذائي في جنوب السودان. وتعاني معظم المناطق المتضررة من الصراع من انعدام حاد للأمن الغذائي. وتوجد، منذ عام 2015، ثلاثون منطقة على الأقل تشهد ظروفا مشابهة للمجاعة لأسباب مرتبطة بالقتال في عدد من الولايات.