مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الكاتب الصحفي صلاح شرابي يكتب ..الدكتور أحمد هندي..”ميكانيكي الغلابة” و”يعقوب دسوق”

426

بغض النظر عن التحقيقات التي تجريها الجهات المعنية بينها النيابة العامة والطب الشرعي، بشأن وفاة سيدة داخل مستشفى الأمومة بدسوق أثناء عملية جراحية، حتى نرى القول الفصل ومعاقبة المخطئ، إلا أن ذكر اسم الدكتور أحمد هندي، الذي أجرى العملية الجراحية، وتوجيه الاتهامات له من قبل غير المتابعين، أو المتخصصين لتصفية حسابات شخصية، أو لاتخاذ الواقعة لإفشال نجاحه، استوقفني كثيراً.

وكما يعلم من تعاملون معي أنني لا أنحاز لطرف ضد الآخر في مثل هذه المواقف، ولا أدافع عن الطبيب أحمد هندي، الذي أجرى العملية الجراحية، بقدر ما أتحدث عن الإنسان أحمد هندي ودوره المجتمعي في مدينة دسوق وقراها، ومرضاها، على مدار سنوات، ليأتي الحديث عن وجود خطأ من طبيب التخدير أودي بحياة السيدة “بحسب ما نشر”، لنجد التنكيل بهذا الطبيب الشاب، وسط حالة الحب التي تحيط به من الجميع.

وللعلم، لم يكن  لي أي علاقة بأصحاب المستشفيات الخاصة في دسوق على الإطلاق، لكنني تعاملت مع الدكتور أحمد هندي كثيراً، وأتذكر أنني منذ الوهلة الأولي قلت له نصاً ” أنت ميكانيكي الغلابة”، لما وجدته منه تجاه مرضاه، والرحمة الذي وضعها الله في قلبه تجاههم، ويقينه بأنه واحداً من أبناء دسوق، رغم كونه من محافظة مجاورة، لكنه وجد فينا الحب له، ووجدنا فيه الرحمة والطمـأنينة وقت الألم بعد اللجوء والدعاء إلى الله.

وللحق أقول، أن من أراد تشويه اسم هذا الطبيب دون دليل، وهو الطبيب الذى أجرى مئات العمليات الجراحية المماثلة، بل والأخطر منها بكثير، لم يكن يقصد سوى إلحاق الضرر به، أو الحقد من نجاحه في بلد لم تكن موطنه، لكنه بنجاحه أصبحت دسوق بالنسبة له الهوى والهوية، الموطن والوطن.

قد يهمك ايضاً:

هاجر جمال تكتب “دور المشيخة العامة للطرق…

أحمد سلام يكتب نزار قباني في ذكراه

ورسالتي للدكتور أحمد هندي أن غالبية الشارع الدسوقي، ليس في انتظار أحد ليثبت نجاحك وسلامة يدك الماهرة، يقيناً بما قدمته على مدار سنوات مضت في كل قرى دسوق والمدينة، ويكفي أنك لم تتخذ من الأجر عائقاً لإتمام عملية جراحية، ولم تهتم بجمع الأموال في مافيا الطب والعصر الذي نعيشه الآن.

يعلم أهالي دسوق جميعاً الدور المجتمعي الذي يلعبه هذا الطبيب تجاه مرضاه، في فترة تخلت فيها الجهات الرسمية المعنية عن الكثير من دورها تجاه الأوضاع الصحية، وأقول للمغرضين بألا يتاجروا بما حدث، وألا يقتلوا الخير في هذا الطبيب الشباب، الذي يحظى بالحب الشعبي، والبراءة الشعبية قبل أي براءة أخرى، لأن ما قدمه يستحق الكثير، ومن غير المقبول ألا ننكر فضل هذا الشاب الطبيب بعد الله سبحانه وتعالي في إنقاذ حياة الكثيرين، والتخفيف من آلامهم، ورؤيته بالنسبة لكثيرين جرعة من الأمل قبل وبعد إجراء العمليات.

فيا أهل بلدتي..لاتقتلوا الخير، ولاتناسقوا وراء شائعات، فلنضع الأمور في نصابها، لكن علينا بشهادة الحق، وعدم نسيان الماضي، بلحظة حاضرة، مع دعمنا الكامل بالعقاب لمن أخطأ حال تأكيد الخطأ، وخالص العزاء لأسرة المتوفاة وحق أسرتها-وفقاً لأحكام الجهات المعنية.

وأقول للطبيب الشاب أحمد هندي: ” إذا كان الطبيب العالمي مجدي يعقوب يمارس دوره الإنساني والطبي في العالم أجمع وفي أسوان خاصة، فأنت بالنسبة للكثيرين من أهل بلدتي “مجدي يعقوب دسوق” بإنسانيتك قبل مهنتك، ولاستجابتك الإنسانية في الكثير من الحالات.. وجدتك إنساناً .. محباً للخير..ستظل كما أقول لك ميكانيكي الغلابة..طبيب البسطاء..ستبقي واحداً منا.. لن تخلي عنك.. ستظل ناجحاً.. ماهراً ..إنسانا.. سلمت يداك ولو كره الكارهون”.

اترك رد