مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الصحة النفسية والفصام …حلقة 2

16

بقلم دكتور- هشام فخر الدين:

تتنوع الأمراض النفسية وتختلف في أعراضها ومسبباتها وطرق علاجها وتناولها من جانب علماء النفس والطب النفسى، والتي تنادى بضرورة تغير النظرة للمرض النفسى وثقافته مع تغيير النظرة بضرورة الذهاب للطبيب النفسى، ومحاربة كونه وصمة عار وأنه ضرب من الجنون والخروج على العادات المرفوضة اجتماعياً.

فالمرض النفسي أو الإضطرابات في الصحة العقلية تشير إلى مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية. وهي اضطرابات تؤثر على المزاج والتفكير والسلوك مثل الإكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات وغيرها.

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب بين السطور

حازم مهني يكتب..3 مايو عيد الصحافة العالمي 

 ويعتبر الفصام من أكثر الإضطرابات العقلية الخطيرة التي تصيب الفرد، ويؤثر على وظائفه العقلية ويسبب خلل على مستوى التفكير والوجدان وأحياناً الإدراك، وبالتالي يظهر تدهور على المستوى السلوكي والاجتماعي، مما يؤدي إلى عرقلة وتغيير مجرى حياته من جميع الجوانب والمجالات التي يشغلها. كما يبعده عن أصدقائه وأهله ويدفعه إلى العزلة والإنطواء على الذات ليعيش واقعاً خيالياً غير حقيقي، وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.

والفصام حالة ذهانية يعانى منها 3 مليون أمريكى وأكثر من 40 مليون شخص حول العالم، فالفصام مرض يهدد البشرية، حيث إن الفصامى له عالمه الخاص ذلك العالم الوهمى ذو الأبعاد المتعددة المتوافقه مع طبيعة مرضه. ولقد ساد الإعتقاد بأن الفصامى هو مصدر العنف والسلوك العدوانى والمضاد للمجتمع، وعلى الرغم من خطأ هذا الإعتقاد إلا أن أعمال العنف لا تحدث لدى الفصامى أكثر مما تحدث بين عامة الناس. لكن هناك سمات معينة للفصامى مرفوضة اجتماعياً. فالفصامى لا يسلك دوماً سلوكيات متوائمة مع المواقف، ولا متسقاً مع التوقعات من جانب الآخرين في المجتمع.

ويظهر الفصام في الغالب بطريقتين تتميز الأولى بالإنسحاب النفسى الذى يعكس موقف المريض من العالم حيث يشعر المريض تجاهه بخوف لا حد له، مع افتقاد شديد للثقة باللآخرين مع رغبة كلية في الهروب من كل شيء وأى شيء. وهى رغبة تجد مبراراتها في تفكير المريض أو شعوره بأن العالم من حوله لا يستحق الإلتفات إليه أو الإندماج فيه. بالإضافة إلى أنه غير أهل ليشارك في أموره. ومن هنا نجد المريض محدقاً في الفراغ أحياناً كأنما يخشى أن تقع عيناه على شيء من الأشياء المثيرة للرعب التي يعتقد أنها تحيط به من كل جانب.

أما الطريقة الثانية فتتميز بعملية الإسقاط الذى صاغه فرويد واعتمد عليه الأطباء بعد ذلك، حيث تستحوذ على المريض مجموعة من المعتقدات الزائفة عبر الاعتقاد بأن ثمة أخطاراً جسيمة محدقة به، وأن هناك من يضطهده ويحيك له المؤامرات بطرق لا حصر لها، مع شعوره القوى بتلك المخاطر كما لو كانت واقعاً فعلياً وملموساُ، ويعيشها كحقيقة شديدة الألم والرهبة. وكثيراً ما يتسبب فصام الشخصية في قدرٍ كبير من الضيق والتعثر في المجالات الشخصية والأسرية والاجتماعية والتعليمية والمهنية، وغيرها من مجالات الحياة الهامة.

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.