مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

البطل عزت كمال ندا أحد أبطال سلاح المدرعات بحرب أكتوبر 1973

البطل الذي عاصر رحلة النكسة حتى الانتصار..كيف كرمته الدولة؟

52

بقلم: محمد حسن حمادة

يصف الخبراء العسكريون سلاح المدرعات بأنه (سلاح الفرسان) نظرا لطبيعة معاركه المتلاحمة بصورة مباشرة مع العدو”. كان لهذا السلاح في حرب أكتوبر المجيدة دور حيوي ومؤثر حيث استطاع التصدي للقوات الصهيونية التي حاولت اختراق الجبهة المصرية وكبدته خسائر فادحة جعلته يفكر ألف مرة وخاصة في أيام الحرب الأولى، كان بطلنا عزت كمال ندا أحد فرسان سلاح المدرعات أثناء نكسة ١٩٦٧ عاصر الحرب التي كانت مؤامرة صهيونية متكاملة الأركان، مؤامرة غيرت مصر بل غيرت وجه الشرق الأوسط في ستة أيام، كان أحد شهود العيان على ضرب العدو لطائراتنا على الأرض، وتدمير سلاح الجو الإسرائيلي لسلاح الجو المصري وهو مازال على الأرض صبيحة الخامس من يونيو/حزيران 1967 في هجوم خاطف أشبه بالحلم بدون غطاء جوي مصري!؟ كيف أصبح الطلقاء أمراء؟ أين إذاعة صوت العرب ومذيعها الأشهر أحمد سعيد الذي أصبح صوته أشهر من صوت عبد الناصر وصوت أم كلثوم وهو يقول: سنرمي إسرائيل في البحر”. انتصرنا في هواء الإذاعات الطلق وهزمنا على خط الجبهة، كان المشهد محبطا مؤلما نتج عنه اقتطاع جزء عزيز بل مقدس من الوطن وقبل ذلك انكسرت الأفئدة، ومما زاد الطين بلة انتهاء خدمة المجند عزت كمال ندا بالجيش، خرج من هذه الحرب مهزوما مصاب بشرخ نفسي عميق لم يستطع أن يداوي هذا الجرح، حاول لملمة أشلائه ليعيش ما تبقى من حياته ولكن لم يستطع أن يعود لذاته فقد انحسرت كل أحلامه في شيء واحد الثأر للوطن وإعادة هذا الجزء المسلوب منه ولكن كيف وقد انتهت مدة خدمته بالجيش؟
يبتسم له القدر ثانية ليثأر لوطنه وهزيمته ويستعيد كرامته فتم استدعاؤه للخدمة بالجيش من جديد قبيل حرب أكتوبر ١٩٧٣ بثلاثه أشهر، كان ضمن أبطال الجيش الثالث الميداني الذي عبر قناة السويس حتى حدوث الثغرة وحصار الجيش على الجبهة الشرقية وتدمير صواريخ الدفاع الجوي والحصول على أي مكاسب في الحرب لكن بفضل الله وبسواعد أهالي السويس والإسماعيلية لقوات الجيش في مقاومة القوات الإسرائيلية أفشلوا المخطط الصهيوني لاحتلال المدينتين وحصارهما، وتمت المفاوضات وفك الحصار بإشراف الأمم المتحدة.

قد يهمك ايضاً:

د. ياسمين فؤاد تؤكد:  تعاون مصري ألماني استعدادا لمؤتمر…

إنطلاق أولى حلقات برنامج الفورمة على قناة الشمس

عاد كل أبطال طنان الذين خاضوا غمار الحرب المجيدة منهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من عاد بشرف الإصابة ومنهم من عاد من معمعة الحرب سليما معافى إلا بطلنا المقاتل عزت كمال ندا، لم يدخر والده وأسرته جهدا في البحث عنه بعض المعلومات تؤكد أنه استشهد ومعلومات أخرى تؤكد أنه أسير في صفوف الأعداء حتى ابيضت عين والده الحاج كمال ندا رحمه الله وأسرته من الحزن لعدم اقتفاء أثره والوصول لأي معلومة صحيحة لكن الأب لم يفقد الأمل في أن ابنه مازال على قيد الحياة فلم يمل أو يكل من البحث عن فلذة كبده إلى أن تم فك الحصار عن الجيش الثالث الميداني وعاد البطل الى بيته كان يوم عودته بمثابة عيد قومي للبلدة التي خرجت عن بكرة أبيها تحتفل بعودة ابنها البطل المنتصر، فقد كان آخر الأبطال العائدين من ملحمة نصر أكتوبر محملا بأكاليل النصر والغار، بعد أن أمضى تسع سنوات بالجيش عاصر فيها رحلة النكسة حتى الانتصار، كرمته الدولة بتعيينه في مصلحة الطب البيطري جزاء وفاقا لخوضه حرب أكتوبر المجيده بشجاعة وبسالة وإسهامه في هذا النصر الذي أعاد للوطن عزته وكرامته وكبرياءه.

التعليقات مغلقة.