مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الانتظار

4

بقلم – هند على:

هناك على الحائط ,كانت اللوحة الجميلة :الأشجار باسقة يانعة ,تلمع اطراف أغصانها كخيوط الذهب ,ومن طرف اللوحة يتدفق نهر صغير يصل منتصفها ثم يختفي بين الحشائش الطويلة التي انحنت قليلاً ,وفي المدى البعيد بيت جميل يبدو منه سطحه القرميدي وشيء من طرف نافذة , وهناك في النافذة يلوح شبح فتاة كأنها ترنو للبعيد ,وقوفها يشي بالانتظار ؛ طريقة التواء جسدها تشي بأنها تراقب الدرب لوصول أحد ما ,هل هو قادم على الدرب أم أن هذا ماتامل أن يكون ؟

قد يهمك ايضاً:

أوتار المساء

أهيم بطيفك

لازهور ملونة ولا ألوان صفراء ساطعة تنير الأنحاء,اللوحة شاحبة وكأن الشتاء يرسم خطوطها ,والانتظار المريع يخيم على كل شيء فيها ؛ فالشمس المحتجبة خلف السحب القاتمة كانها تنتظر انزياح الغيمة كي تمد شعاعها الذهبي لينير الجنبات , وذاك المركب الصغير في أقصى اللوحة مربوط إلى عمود خشبي نصفه في الماء , يقبع فيه فتى بملابس مهلهلة ,أينتظر من يطلب رحلة في قاربه الصغير .

أهو الانتظار ,أم أن روحي تتوق للقياك المستحيل ,أهو الأمل بلقاء روحك التي أضحت بعيدة في ملكوت آخر ,أتراني أسبغت على اللوحة حال روحي؟ ما أسوأ انتظار المستحيل

اترك رد