مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : كرسوا حياتكم من أجل الوطن

10

 

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب : التلذذ بظلم الناس

هاجر جمال تكتب “دور المشيخة العامة للطرق…

نعم لقد باتت جراحنا أكبر من ان تتحمله اجسادنا الخائرة وأعمق من آلاهات ولكننا في العمق نعرف أننا ندفع ضريبة الكرامة والكبرياء والشهامةوحب الوطن والالتفاف حول قيادته هذا زمن الشدة لازمن الرخاء زمن المقاتلين لا زمن المنظرين زمن المصريين ومن اصحاب الخبرات والتجارب والدراية العملية زمن اصحاب المواقف الثابته وصانعي التاريخ الناصع من الولاء لمصرنا الحبيبة فقط والا فستظل الاخطار قائمه ولاتجد من يدفعها لذا علينا ان ندرك ماحولنا وان نثبت لضمائرنا ان حب الوطن اشد من كل حب واننا من صنع التاريخ وبنى الوطن وهو من يحميههما نعم ستظل مصر اكبر من كل الجراح ويظل وطننا الاعلى والاكبر تروح الشخوص وتاتي وتنتهي لكن الوطن يبقى والتاريخ يفتح صفحاته ويسجل يذكر يشيد يثمن وبالمقابل يلعن كل يد او قلم او لسان ينال من الوطن واهله يلعن كل من يريد المساس بمسيرتنا وعرقله حركه اصلاحنا يلعن كل جاهل لايعرف ماذا يصنع والى اين يمضي
شيء‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الخجل‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬يعاني‭ ‬الظروف‭ ‬والأزمات ‭ ‬القاسية‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭ ‬ويضمد‭ ‬جراحه‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معاناته وينهبه‭ ‬ويطيل‭ ‬أمدها‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مشاعر‭ ‬إنسانية‭ ‬تجاهه فاللصوص‭ ‬يزداد‭ ‬نهمهم‭ ‬للسرقة‭ ‬في ظل ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬وأيديهم‭ ‬الأثمة‭ ‬تتحرك‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬ودون‭ ‬خجل‭ ‬ولا‭ ‬وجل‭ ‬لكي‭ ‬تخرب‭ ‬وتسرق‭ ‬والخروج‭ ‬عن‭ ‬المألوف ويعكس‭ ‬انعدام‭ ‬الوطنية فى كثيرا من ‬الذين‭ ‬يعبثون‭ ‬فساداً‭ ‬في‭ ‬الأرض‭
هل اختفى الحكماء الكبار الذين يمكن محاكاتهم والاستفادة من فكرهم والتتلمذ على أيديهم وبات حضورهم مستعصياً في القضايا والأزمات التي تهم مجتمعهم هل انمحق الحكماء الذين يمكن أن يفرضوا أنفسهم ويشكلوا مدرسة تستطيع اتخاذ مواقف صريحة وواضحة تجاه مختلف انواع الإشاعات والتضليل الاعلامي وغيرها من الازمات التي يعاني منها المجتمع في وقتها وحينها؟
أسئلة باتت مشروعة في خضم ما نشهده من أزمات مربكة ترنو معها عيون المجتمع الى من يثقون به من رموزالحكماء الواعية المؤثرة في توجيه الآخرين دون ضجيج وإرباك الذين يحسنون توظيف الأشياء ويؤدون دوراً توعوياً يسهم في توضيح حقيقة الأزمة وما يترتب عليها وكيفية الاستعداد لها ومواجهتها أو التأقلم معها الذين لا يتخذون دوراً حيادياً في الأزمات خصوصاً إذا استهدفت الوطن بأي صورةٍ كانت الذين يحسنون إدارة ذاتهم أولاً ليسهموا في اخراج المجتمع من نفق الأزمة وهو أكثر وعياً بالمرحلة التي يعيشها وأكثر قدرة على تحويل الازمات الى فرص فالحكماء الحقيقيون رموز لهم جماهيرهم ينورون المجتمع ولا يظللونه هكذا هم مواقفهم واضحة يدركها العام والخاص يدركون أن مواقفهم الأخلاقية خلال الأزمات قد تعرضهم للنقد واللوم من مخالفيهم الذين يجنحون للمهاترات غير النزيهة لكنها ضريبة يدفعها كل من هو حكيم وكبير في أي مجتمع خلال رحلة النمو والتغيير التي يسعون لها ويكفيهم شرفاً أنهم يقودون عجلة الوعي في المجتمع
فالحكماء الحقيقيون يتميزون بسعة الأفق وبعد النظر ويتحلون بالأناة والتأمل ودراسة الواقع موصولاً بعبر الماضي واحتياطات المستقبل في كل زمن هم فاعلون في مجتمعهم بالنقد والتنوير وحسن تدبير المعرفة واشاعتها بين الناس ملتحمون وملتزمون بقضايا مجتمعهم ليسوا مهرجين وخبراء فقط في مجالات معينه بل أيضا هداة ينطقون بصيغ مختلفة ومواقف وحلول في مسائل عامة سياسية كانت واجتماعية تخدم مجتمعاتهم وهذا ما جعل بعضهم متميزين ورموزا عالمية من خلال القضايا التي دافعوا عنها وكرسوا حياتهم من أجلها
فالوطن قضية ساخنة تمسنا جميعاً والصمت المريب من قبل الحكماء في حال تعرض الوطن للإشاعات المرجفة والتضليل بدعوى عدم الرغبة في الولوج في السياسة أو غير ذلك ليس من الوطنية في شيء فالوطن يعني كياناً يضمنا جميعاً وكما نندافع عن سمعة بيوتنا نندافع عنه
‭ ‬أيها‭ ‬الشرفاء‭ ‬انقدوا‭ ‬وطنكم‭ ‬الجريح‭ ‬قبل‭ ‬ضياعه‭ ‬وتلاشيه‭ ‬لأن‭ ‬ضياع‭ ‬الأوطان‭ ‬طامة‭ ‬كبرى‭ ‬لن‭ ‬نشعر‭ ‬بفداحتها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الآوان‭

التعليقات مغلقة.