مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : زمن انعدم فيه الشرف والصدق

9

 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب نزار قباني في ذكراه

خيبة الأمل وتأثيرها على الشخص 

إن صلاح الدنيا وصلاح الآخرة بصلاح الأخلاق يقول نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)
صمت قليلاً قبل كتابة هذا المقال في زمن فاسد ضائع فاقد للمعنى ولقيمة الكلمة كل ما نشهده ونسمعه من حولنا هو حالة من العبث وغياب العقل والحكمة في تدبر الامور واهتراء العزيمة وتراخي الإرادة في أخذ القرار السليم لأجل الخير العام
والذى جعلنى بعد أن إستيقظت من نومى اليوم أن أكتب فى هذا هو ما أرهه داخل المجتمع من أمور كثيرة غير أخلاقية انتشر فيها الغش والتدليس والخداع والنفاق والكذب والتضليل والإستغلال وانعدام الأمانة بين الناس وانعدمت كذلك الثقة بين أفراد المجتمع الواحد وأصبحنا بالفعل نعيش عصراً زادت فيه القدرة على قلب الحقائق وجعل الجهل علماً والعلم جهلاً والمعروف منكراً والمنكر معروفاً والحق باطلاً والباطل حقاً أصبحنا نعيش زمن يعتريه موت الضمير وانهيار القيم والمبادئ الرفيعة وكأنهم لا يعلمون إن من أهم المبادئ السامية التي دعا إليها الإسلام وشدد عليها بقوة التحلي بمكارم الأخلاق التي تكسبه احترامه لنفسه
و احترام ومحبة الآخرين له
أضف إلى ذلك صمت العديد من رجال الدولة الشرفاء هبوط مستمر وسريع نحو الهاوية والخراب بلا رحمة أو ضمير وإن الضمير الإنساني لا يسمح لنا بالإبقاء على الصمت بل يدفعنا أكثر إلى المثابرة في إعلان كلمة الحق بدون خوف أو تردد حباً بهذا البلد الذي كان ولا يزال وسيظل واحة ومنارة للحرية وسط ظلمة وهشاشة الحاضر وضبابية وعتمة المستقبل وغياب الإتزان وضياع البوصلة لدى صاحب القرار
ورأينا ما حدث مؤخراً في ثورة 25 يناير من مشاهد تكسير وتدمير بهدف لا يمت إلى حب الوطن أوالدفاع عن الفقراء بصلة وبأساليب هي بعيدة كل البعد عن الحكمة والسلمية وأقرب إلى الغوغائية والعبثية كيف يمكن لشباب عرفوا معنى قسوة
وألم الظلم وذاقوا مرارة الفقر والعوز أن يتحولوا إلى ظالمين يستبيحون حرمة الديار والعباد ؟
ولذلك يجب على من يعيش فيه وينهل من خيره أن يحافظ على أمنه من أيدي العابثين وعلى قواعد الأنظمة به وعلى نظافته والا يتعدى على حرية أهله وحب الوطن يتمثل في الانتباه والحرص عليه وان يكون الحارس الأمين في الشارع الذي يمر به او في الحي الذي يقطنه أو في مكان عمله حينما تقع عيناه على ما يريبه لايحمد عقباه
ثمة أمواج عاتية تضربنا مدا وجزرا بين الفينة والأخرى وحسب أحوال الجو السياسية قاصدة بلد الخير والسلام
وأزمات عديدة تفتعل بغرض تفتيت المجتمع يهدف لإشعال الفتن وهدم ما تبقى من قيم تارة بالعنصرية البغيضة وتارة بالطائفية المدمرة التي تنهش في جسد العباد ثمة صراعات سياسية وفجورا في الخصومة تنم عن حقد دفين من الكراهين يشعلوا نيرانها بين الكبار حتى تلتهم نارها الصغار والضحية هي البلاد
ورغم كل الأحداث وتلك الأمواج والأزمات والفتن والصراعات والظروف الإقليمية الملتهبة هنا وهناك ما زال هناك من لم ولن يستوعب الدروس حتى الآن ممن يعيش في زمن غير زمنه بعد أن ساهمت الظروف بطريقة أو بأخرى في أن يكون له شأن في هذا الزمان دون غيره متجاهلين الحكماء وذوي الرأي كثيرة هي مشاكلنا في مؤسساتنا الحكومية ومجالسنا النيابية حتى الطرقات لم تسلم من سوء تصرفاتنا وانفعالاتنا وتذمرنا بلا حدود في كل مكان
في الماضي الجميل كنانشعر بجمال النفس و حلو المعشر و عفوية البشر و صدق
المشاعر وحب الآخر والاهم الخوف على الوطن لكن في زماننا العليل تغير كل شيء فالنفس لا تطاق والطمع والجشع سيطر على الكبار قبل الصغار وانتشر الحسد في زوايا البلد ولم يعد هناك أحدا يكترث بالمحافظة على خيرات البلد الا من رحم ربي ومصر مستهدفة بعد أن توافرت مقومات الاستهداف فيما ذكرته سلفا والمتربصون كثر يبثون سمومهم عبر أسلحتهم الفتاكة بنشرالشائعات والأكاذيب لخلق الفوضى وتمزيق نسيج الوحدة الوطنية لتحقيق مآربهم وأهدافهم السياسية فمن يعشق هذه الأرض الطيبة عليه أن ينبذ الطائفية ويكره العنصرية وينفر من القبلية ويعزز الوسطية ويتفاعل مع قضايا البلد الانسانية ويسعى جاهدا لقطع دابر كل حزب أو خلية إرهابية فالأمن الوطني خط أحمر يجب أن يقف عنده الجميع بلا استثناء وحق مشروع أن تقول ما تشاء وأن تكتب ما تشاء لكن دون أن تتعدى على حرية وكرامة الآخرين أو أن تمس الأشخاص وتنعتهم بصفات لا تمت للقيم والأخلاق بصلة فكلما كثر الهرج والمرج في البلاد حتما ستعم الفوضى عند العباد وعندما نغفل أونتجاهل تطبيق القانون إذن علينا تحمل المزيد من الفساد وعندما تسود الكراهية والحقد لا بد وأن تزداد المشاكل في البلاد غريب أمرنا فالدول تتسابق من أجل الإصلاح والتنمية ونحن لدينا أسرع المتسابقين السياسيين في عملية فضح وتشوية سمعة كل من يختلف معهم أويخالفهم في الرأي أوالفكر وينكشف ذلك بعد كل أزمة أو قضية حيث ترتفع الحناجر السلبية لتقول مايملي عليها الآخرون والشعوب الراقية يا سادة تترفع عن صغائر الأمور ويحترم بعضها الآخر رغم اختلافهم ويتفقون معا على وحدة الصف ورفع شأن الوطن وعلينا التزامات لا بد ان نطبقها في حياتنا اليومية حتى نحافظ على سيادتنا ونصون كرامتنا في كل الظروف أهمها احترام الآخر وعدم التراشق والتقاذف الرخيص وكيل التهم جزافا مع من تختلف معه فالبلد فيه الكثير من العقلاء وبه الكثير من الجهلاء لذا لا بد أن يقول كل مواطن خيرا ينفع به وطنه وأمته ويحافظ على تماسكه وترابطه أو يكرمنا بسكوته واتركوا عنكم الهمز واللمز فالوطن يتسع للجميع
فهنيئا لوطننا بأرض كرمتها السماء وشعب أنجب الأنبياء وغد مشرق بالرخاء فيجب أن نكون قدوة حسنة نعيش فيه جميعا بسلام وأخوة وئام فديننا الإسلام وشعارنا التوحيد والذي يجب عنه الا نحيد ودائماً وأبدا خفاقة راية التوحيد مزينة بلا اله إلا الله محمد رسول الله وكل عام وطننا الحبيب وأمتنا الإسلامية بكل خير وسلام

التعليقات مغلقة.