مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : الصدقة باب من أبواب الجنه

38

 

 

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب: لماذا يخدعوننا ؟!

الحج ركن من أركان الاسلام

في هذه الأيام المباركة للعشر الأوائل من شهر ذي الحجة والتي هي من أفضل أيام السنة و الذكر فيها أفضل من الذكر طوال أيام السنه والصدقة فيها أَفضل من الصدقة من غيرها وأضحية العيد التي يذبحها المسلم ويتصدق منها على الفقراء والمساكين والأهل هى إحدي باب الصدقات وسنه من السنن حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه ((فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كلوا وادخروا وتصدقوا ))
فالصدقة عمل من أعمال اللطف والأعمال النابعة من قلب الأنسان
قال النبي صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة)
فالصدقة تخفف المشقات وتزيل المصائب و جميعنا كمسلمين نعلم أن هذه الحياة اِختبار وأن إحدى طرق الاِختبار تأتي
مع الصعوبات الشديدة و أن الله سبحانه وتعالى يعطينا تجارب لاختبار إيماننا به وإعطاء الصدقة في وقت الشدة يدل على إيماننا القوي وامتناننا لله سبحانه وتعالى
لقد فزع الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لخسوف الشمس فأرشدهم عليه الصلاة والسلام إلى الدعاء والصدقة فقال:” فإذا رأيتم ذلك فاِدعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا” فالصدقة استثمار في الدنيا والآخرة لقد وعدنا الله سبحانه وتعالى بأنه سيزيد ثروتنا ومعيشتنا ويحقق لنا النجاح في هذه الحياة وفي الآخرة عندما نعطي الصدقة
قال الله سبحانه وتعالي:”مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” فالصدقة تمحي الذنوب
و سنحاسب جميعاً يوم القيامة على كل ذنب كبيراً كان أم صغيراً بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة فنحن بشر والخطيئة أمر لا مفر منه لذلك من المهم أن ننتظم على الصدقة للتكفير عن ذنوبنا
قال النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار
و الصدقة باب من أبواب الجنة الثمانية وهذا الباب لا يسمح إلا بدخول المؤمنين الذين يتصدقون في سبيل الله سواء إلى الأيتام أوالأرامل أوللمرضى أوالمحتاجين يمنحك إعطاء الصدقة فضيلة دخول الجنة من هذا الباب
فالصدقة باب من أبواب الجنه وسبيل من سبل الخير والفلاح والفوز برضوان الله جل جلاله في الدنيا والآخرة وسبب من أسباب تزكية النفوس كما أن الصدقة من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين الإيمان فعن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «والصدقة برهان»
وخير قول الحق تبارك تعالى (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا)
والمعنى كما جاء عند بعض أهل العلم يشير إلى أن بذل الصدقات والحرص عليها دليل قاطع وبرهان حاسم على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله تعالى
كما أن في الصدقة تنمية وزيادة للأموال وتنمية للأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدق عند الله وفيها سد لحاجات الفقراء والمحتاجين وسبيل لجلب السعادة إلى نفوسهم ورسم الابتسامةعلى شفاههم وهي وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلَّم أن من حرص على الإكثار من الصدقات دعي يوم القيامة ليكون من الداخلين إلى الجنة من باب الصدقةوقال النبي صلى الله عليه وسلم «سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وذكر من هؤلاء السبعة رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه
فالصدقة باب الجنه من رأفته جل جلاله بالعباد أن نوع لهم طرق الخير وعدد لهم سبل الوصول إلى جنته ورضوانه فقد علم سبحانه أنهم ليسوا سواء وعلم سبحانه أنهم مختلفو القدرات مختلفو الطاقات مختلفو الهمم مختلفو العزائم وكل ميسر لما خلق له فلم يحصر ذلك في باب واحد ليستطيع كل منهم أن يسابق في الباب الذي يستطيعه وييسر له وقد كان هذا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت إجابته لمن يسأله بحسب تنوع الحال عند السائل فلما سئل عليه الصلاة والسلام أي الأعمال أفضل قال الصلاة لوقتها وبر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله
وبهذا يتبين لك خطأ من يريدون من عباد الله أن يكونوا سواسية في الخير وطرقه وليس هذاعدلا فالناس فيهم القوي وفيهم الضعيف ومنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله وكل منهم من أهل الوراثة للكتاب فهذه الأمة يوم القيامة أثلاث ثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة وثلث يجيئون بذنوب عظام فيقول الله ما هؤلاء؟ وهو أعلم بهم فتقول الملائكة هم مذنبون إلا أنهم لم يشركوا فيقول الله أدخلوهم في سعة رحمتي وإن طرق الهداية متنوعة رحمة من الله بعباده ولطفا بهم لتفاوت عقولهم وأذهانهم وبصائرهم ولقد حجر واسعا من قصروا الخير والنجاة من النار والفوز بالجنة في باب واحد فهو الجهاد عند بعضهم وعند بعضهم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعند آخرين هو طلب العلم وعند آخرين هو الزهد وهكذا وليس الأمر كما زعموا نعم لكل ما ذكر فضل ولكن ليس كل الناس مطلوب منه ذلك كله قال صلى الله عليه وسلم (( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )) وقال الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم ) ولما أوجب بعض الناس على كل الناس أن يأتوا بالأمر كله حصل التنازع والتكفير والتجهيل والتضليل والتفسيق والتبديع وصنف الناس إلى مرجئ وخارجي وعميل بل وقدح في بعض العلماء بل أكابر العلماء ونيل من بعض طلبة العلم واتهمت نواياهم وقلل من شأنهم وانتهكت أعراضهم والحامل عليه هو الجهل بتنوع العبادات وتفاوت الهمم وعدم فقه الخلاف والأمر أوسع من ذلك كله فما على من أراد أن يدعى من الأبواب كلها من ضرورة ولكن من يسر له في الصلاة أو في الصيام أو في الصدقة فكل ذلك من أبواب الجنة والقضية أن يدخل المرء الجنة من أي باب وقد قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف)

قال تعالى (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى)

التعليقات مغلقة.