مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب :” أحوال الناس في رمضان “

2

 

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب: لماذا يخدعوننا ؟!

الحج ركن من أركان الاسلام

ها هو شهر الخير يطل علينا من جديد وتأتي معه امسياته وروحانياته وطقوسه التي تختلف عن بقية أشهر السنة لكن ما أن يأتي رمضان و يبدأ المواطنون بإعادة حساباتهم كيف يستقبلون هذا الشهر الفضيل في ظل الغلاء الفاحش الذي يعيشوه فمن العام الماضي لم يتغير شيء بل ازداد الأمر سوءا فالمواد الغذائية صارت بأسعار خيالية وضعف سعرها من العام السابق ان لم يكن في وقت قريب الكل يعرف أن لرمضان اغراض خاصة فيه من مأكولات ومشروبات وهناك تنوع في الأكلات المعروفة والتي لا يخلو منها أي بيت وهذا ما جعل الكثير من المواطنين يتنازلون عن شراء بعض المواد الغذائية وعمل أكلات رمضان بسبب الغلاء وأزمة الرواتب التي ما زالت مستمرة في بعض فئات المجتمع العديد من المواطنين يصارعون الحياة ومستلزمات وأغراض رمضان ويتساءلون كيف سيقضونه لا شك أن الواقع في هذه الأيام شيء مؤلم حقاً يجب أن تدرس أسبابه ويسعى في علاجه كل بحسب طاقته وقدرته وإمكاناته وكل بحسب موقعه ومسؤوليته
إن هذه الأزمة لها آثار سلبية على جميع المستويات لأنها من دواعي انتشار السرقات والغش والسطو ووجود الشحناء والضغائن بين الغني والفقير وإن حجم التذمر والاستنكار لدى الناس ليس بخاف هذه الأيام على أحد وقد تترك هذه الأزمة آثاراً نفسية خطيرة على بعض النفوس التي تشعر بالمعاناة في تأمين المعيشة والوفاء بالاحتياجات الضرورية ومتطلبات من يعولون وإننا في هذا الظرف الذي يزداد فيه ارتفاع الأسعار يوماً بعد يوم نوجه رسالة الي ولاة الأمر والمسؤولين وفقهم الله ونذكرهم
بقول النبي صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” وقوله صلى الله عليه وسلم “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به” فعلى ولاة الأمرأن يسعوا في معالجة هذه الأزمة بما يخفف على الناس معاناتهم ويزيل شدتهم والحزن لبعض الناس لقدوم شهر رمضان المبارك فرغم انتظار الناس لشهر العبادة والطاعة إلا أنهم يخفون في نفوسهم هموم المصاريف التي ستتوالى عليهم بدءاً من شهر رمضان المبارك والعيد فأي دراما سوف يعيشها المواطن البسيط والمواطن اللي يادوب شايل روحه جراء هذه المصاريف التي تكهل وتمرض الأسرة
راتب المواطن مع الغلاء المعيشي في سباق دائم فراتب المواطن البسيط لا يكاد ينزل في الحساب حتى يتسابق الغلاء المعيشي في التهامه ولا يبقى منه غير ورقة رصيد سحبه من البنوك ولا حياة لمن تنادي فلا جدوى من الحكومة و النواب ولا جدوى من الكلام بأن المواطن يعيش حياة الفقراء بالرغم من الموارد والانتعاش الاقتصادي التي تتمتع بها مصر ولم تعود على المواطن بشىء يذكر فشهر رمضان تكثر فيه الأعمال الخيرية مثل الصدقات والزكوات ولا بأس أن يساعد الأخ أخاه ويبسط له يديه لما تجودبه نفسه للآخرين لكن لماذا يعيش الفقراء على صدقات المحسنين من الداخل والخارج و تتشكي الناس ليل نهار من قلة حيلتهم وضيق حالهم تبدل الى مهمة سامية وهي العيش كل يوماً بطعم مختلف محاولين قدر الإمكان إدخال الفرحة رغم الوجع الذي لا يمكن مداراته هنا وهناك ويختلف حجمه من بيت الى آخر ومن حي إلى آخر
لماذا تذل نفس المواطن في انتظار من يعينه على الغلاء المعيشي ويساعده في حل أزمته واحتياجاته اليومية؟
لماذا لا يكون المصري أسوة بأشقائه من دول العرب والخارج يعيش كما يعيشون عيشة كريمة تليق بمواطن يعمر ويحب وطنه ويقدم ولاء الطاعة لترابه
قد تكون صدمتنا لا توصف من اختيارنا الخاطئ واليائس للحكومة ولنوابنا الأفاضل لكننا نرتجي من الدولة والحكومة أن تصحح أوضاع المواطن وأن تذلل الصعاب لكل من يناشدها في تحسين دخله وتحسين أوضاعه المعيشية وذلك بمنح مساكن تليق بالمواطن وعملاً شريفاً وصرف رواتب محترمة فأي مجتمع بعد ذلك ستصبح مصر عليه حياة معيشية راقية وديمقراطية ليس لها نظير
هذا هو المجتمع المتكامل الذي يحلم به كل مصري لا يريد المواطن حرية رأي وتعبير بلا حياة كريمة ولا عيشة الأغنياء بلا التمتع بالحريات المتعددة فقد تعب المواطن المصري من وضعه الاقتصادي وعيشته المتدنية تعب من كثرة القروض التي تزداد كل يوم فمشوار حياته منذ بدئه في الانخراط في العمل وهو يعيش في قروض لا نهاية لها قرض لمصاريف الزواج وقرض لبناء أو شراء بيت وأثاث وقرض إذا فكر أن يسافر للخارج وقرض للدراسة في الجامعة سواء أكان هذا القرض له أم لأحد أبنائه الحياة الكريمة للمواطن ليست بنداً خطياً يوضع في بعض الدساتير أو من أجل أن نتباهى بها في المحافل الدولية لديمقراطيتنا الحياة الكريمة للمواطن يجب أن تفعل قبل كل شيء فالمواطن المصري ليس بأجنبي عن وطنه هو مواطن أباً عن جد فهو الأصل وهو الأقدر أن تكون حياته وعيشته عيشة كريمة تليق بدولة عريقة مثل مصر

التعليقات مغلقة.