مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور أبو الخير يكتب: الضمير مرآة للبشرية

1

 

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب : التلذذ بظلم الناس

هاجر جمال تكتب “دور المشيخة العامة للطرق…

الضمير هو صلة الوصل بين الإنسان الذي يعيش الحياة على الأرض وبين الله غير المحدود الزمان والمكان إنه الروح التي تشكل هوية الإنسان ومن هنا إذا واجهنا الوباء أو الأزمة من منظور هذا الوجود الإلهي فينا فإننا نكون على يقين أن الحياة قد تتعدل وتتبدل ولكنها لن تنتهي
ويحفز الإنسان على التغيير وعلى المضي قدما في حياته هو تلك القوة السحرية التي تمنح للإنسان إرادة الحياة وتدفعه للمقاومة وقهر اليأس ومواجهة الصعاب في حياته وإنه من أساسيات السعادة في حياة الإنسان أن يفعل ما يحب وأن يكون له أمل في حياته يحاول الوصول إليه وتحقيقه رغم تحديات وصعوبات الحياة فالضمير هو القوة الكامنة التي تمنح كلا منا روح الحياة ولا يوجد إنسان على وجه الأرض منذ بدء الخليقة لا يستشعر حاجته إلى الضمير
إنا صراعنا في الحياة سيظل مع ضمائرنا وليس مع غيرنا أي علينا أن نحل مشكلة الضمائر ونجعلها تتصالح مع نفوس أصحابها أو نتصالح نحن معها ومع ضمير المجتمع لننفض عن أنفسنا غبار المهالك التي قادتنا إليها ضمائرنا من حيث ندري أو لا ندري أين مجتمعنا اليوم من طريق العودة إلى صحوة الضمائر
فالطريق ليس معبداً والعودة ليست على قدر من السهولة واليسر ورحلة العودة على ما يبدو ليست قصيرة بل تحتاج إلى شد الرحال وحمل الزاد واختيار الرفيق وتأمين الطريق فالذي يحدث في الأسواق من غش وخداع وفي أماكن العمل من غياب الأمانة وفي الشارع من مظاهر سلبية وسلوك هجين وأمام المحاكم من مخالفات وعلى شاشات القنوات الفضائية المباشرة وغيرالمباشرة من مظاهر الفجور والفسوق والتجني على التاريخ للعادات والتقاليد وتضليل الأجيال ومسخ العقول كل ذلك لهو دلالات واضحة على غياب الضمير وغيبته عن أهله
إذن نحن مطالبون بأن نتلمس ضمائرنا ونتحسسها دوما للتأكد من عدم خلودها إلى النوم العميق وجعلها في حالة يقظة مستدامة لكي يرفع الله سبحانه وتعالى عنا هذه الجائحه المتحورة و جعلت الناس بلا وعي وبلا أمل و ردود أفعال متباينة منها البحث عن السبب سواء كان خطأ بشر أم إرادة إلهية
هل هذا الوباء عقاب إلهي أم مؤامرة لصناعة توازن إقتصادي بين القوى العظمى في العالم؟
هل هو علامة على نهاية العالم أم تأديب إلهي ليعود الإنسان إلى عقله وقلبه وربه
ولن يتم ذلك ما لم تكن القلوب بذات الوعي والأفكار على قمة التفكر والتدبر والحضور ليتم التصالح والالتئام مع ضمائرنا حتى تستوي الأمور
فالقناعة واليقين والرضا والإيمان والصبر كل ذلك من دعامات صحوة الضمير لأنه أول ما يصحو يذكرك بربك ومخافته ولزوم طاعته لذا علينا أن نوقظ ضمائرنا متى أحسسنا بغفوتها قبل أن يحل علينا الغضب وتستيقظ حيث لا تنفعها اليقظة ونستطيع أن نحاكم ضمائرنا في لحظات الصدق مع النفس ولحظة الشفافية والوقوف أمام مرآة الذات البشرية بحجمها وأبعادها الطبيعية لأن المسألة تحتاج إلى رفع الحجاب عن العقل والفكر والقلب لكي تستيقظ الضمائر
فضمائرنا هي الجانب النابض فينا إذا ماتت فلنعد أنفسنا من الأموات فنحن في صراع دائم ومحموم مع ضمائرنا نتهمها بالغفوة والنوم أحياناً ونرمي كل مظاهر فشلنا على شماعتها المائلة من كثرة ما تحمل من إسقاطات
فمن نحن وما هي ضمائرنا؟
فالضمير الحي هو مرآة للبشر فإن فقدناه انزلق الضمير في مهاوي الردى ونظل نبحث عنه طوال حياتنا وبذلك نكون فقدنا إنسانيتنا
لماذا صارت ضمائر الكثيرين خربة رغم أن القلب دليل المؤمن وأن الضمير بطبعه يقظان لاينعس ولاينام حتى يضل صاحبه ويغوى ويغفل وينحدر بعيدا عن القيم والأصول والقيود والقواعد التي تضبط ايقاع حياته لينسجم مع الفطرة وناموس الكون
ولماذا لا تتصالح الضمائر مع بعضها بحيث يظل الضمير على قمة اليقظة والصحوة طالما الضمائر من حوله محدقة أعينها لا يغشاها النعاس
فياترى هل يمكن أن يضيع الضمير
أم ستظل البشرية تبحث عن الضمير في وقت قد زادت فيه الضغوط إلى الحد الذي لا يحتمل؟
فلقد أصبحنا بحاجة إلى شحنه من الضمير تعيننا على مواصلة السعي في هذا الزمن والتغلب على اللحظات الصعبة التي شملت جميع جوانب حياتنا

التعليقات مغلقة.