مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أميركا ترجع إلى الخلف.. القول المعقول في نهاية الغول

118

بقلم- عبدالعزيز صبره الرفاعي 

ما بين ” كانت هنا أميركا” حين يغمرها ماء المحيط، وهي من أهم نبوءات اختفاء أميركا وزوالها، بعد أن وصلت في

الطغيان مالم تصله حضارة  أو امبراطورية قبلها في التاريخ، فلذلك سيكون انتهاء  عصرها  ليس خفوت أو تراجع في

القوة بل سيكون زوال كامل،جزاءاً وفاقاً وإن ربك لبالمرصاد.. وهذا وفقا لنبوءات بعض الصالحين قد اقترب جداً

 

وبين أن أميركا تمثل قمة الحضارة الرأسمالية الغربية القائمة على التطور المستمر والعلم فهي تطور نفسها دائما

وتحل مشاكلها.. فدعونا نقول قولاً معقولاً في هذا الشأن

 

فإن أميركا لن تكون بدعاً من الأمم، ولن تخالف سنة الله في كونه وما جرى عليه تاريخ الأمم، أن تلك الأيام نداولها

بين الناس.. ولكل أيام دولة ورجال..

 

لن يستقيم الزمان  والحال والبشرية والمستقبل مع استمرار ظالم أو طاغي مهما أُوتِى من علم وقوة ولنا في أمثلة

الأمم السابقة والنماذج الفردية  مثل قارون وفرعون والنمرود العبرة والعظة.

 

الأزمة المالية، أو الأزمة الاقتصادية، أو ارتفاع سعر الدولار، أو نقص الامدادات والتي تعصف بكثير من دول العالم ما

هي إلا فشل للرأسمالية الغربية – الأمريكية  – فما نعيشه الآن ليس  مجرد أزمة سلع أو ارتفاع سعر صرف الدولار –

الوهمي في الحقيقة-  المسيطر على العالم بفعل القوة العسكرية التي تراجعت ولم تعد الوحيدة، بل هي مشاكل

بنيوية في صميم النظام الرأسمالي العالمي.

 

فما حدث في البداية هو انهيارعدد من البنوك والمؤسسات الاقتصادية في أميركا  وانتقلت الانهيارات إلى أوروبا

وآسيا ومختلف أنحاء العالم، وذلك أن التمويل العقاري في الولايات المتحدة أصيب بنكسة خطيرة، وعجز عدد كبير من

المقترضين لشراء بيوت لهم عن سداد مديونياتهم، وكان عدد كبير من هؤلاء قد قاموا برهن بيوتهم التي اقترضوا

لشرائها، واقترضوا على حسابها أو باعوها.

 وبدورها البنوك التي مولت قروض العقارات باعت -بدورها- تلك القروض أو قامت بتحويلها إلى أسهم وسندات

وأوراق مالية ضاربت بها في  البورصات.

 

هل ترون كيف هو هش النظام الرأسمالي الأمريكي ومخوخ من الداخل وعبارة عن وهم، تماما مثلما حدث مؤخرا في

بيع اميركا الوهم للعالم عن طريق بيع اللاموجود وغير الحقيقي وهو عملة البيتكوين الالكترونية الافتراضية، والتي

حققت اميركا من خلالها مكاسب طائلة وفي النهاية هي وهم.

 

..الحقيقة ياسادة أن أميركا عولمت العالم في حجرها وتلعب به وتمول عجزها من شقى الناس ودم الشعوب

 

ونعود لحكاية قروض العقارات الأمريكية والتي تسبب عجز المقترضين عن السداد  إلى عجز في البنوك وسوق

الأسهم والبورصات، ولإن أميركا كانت قد نجحت في تنفيذ العولمة، (وهي بالبلدي أنها فتحت العالم على بعضه كي

تتاجر فيه كله لحسابها)، فقد كان المشترين لهذه القروض(الديون) في النهاية من خارج أميركا  وكان معظمهم بنوكا

أوروبية وأسيوية لها فروع في الولايات المتحدة، مما جعل الأزمة تنتقل من مكان إلى مكان بسرعة كبيرة، وهذا

انكشاف لبعض عورات العولمة والرأسمالية.

 

والملاحظ أيضا أن لانهيار الأميركي يشمل انخفاض القوة الأميريكية على المستوى الجيوسياسي، والعسكري،

والمالي، والاقتصادي، والاجتماعي، وفي مجال الصحة والبيئة…

 

 ..نعم، انتبه من فضلك فأميركا ترجع إلى الخلف، ولكنها تدهس في طريق تراجعها العالم ، والذي بات لزاماًعليه، ولا

نجاة له من الدهس سوى مواجهة أميركا والتخلي عن الدولار وسيطرته الوهمية..

أميركا نفسها تدرك ذلك وتحاول الآن الانسحاب الآمن من مسئولية وعبء أنها القوة الأعظم لتتخفف مما تحمله وفي

محاولة يراهن عليها من يرى أن اميركا استثناء من الحضارات وأنها سوف تعيد بناء ذاتها وتخرج للعالم بعد مرحلة عزلة

مقبلة – تخطط لها –  أكثر تطورا وبتكنولوجيا جديدة ستكون كل التكنولوجيات الموجودة حاليا بالنسبة لأميركا القادمة

مجرد أشياء بدائية..

 

لن نغرق في سرد كيف كانت اميركا تخرج عبر عقود ماضية من أزماتها على حساب العالم ومن خلال مؤامرات مثل

 الحروب التي تصنعها وتستفيد منها وأهم نموذج في ذلك حروب الخليج (العراق وإيران-  العراق والكويت) أو مؤامرات

أشد خبثا استغلت فيها أحوال الشعوب السيئة مثل أحداث الربيع العربي..وغيرها، وهي كانت عبارة عن حلقات بين

كل منها نحو 10 سنوات وما كانت إلا لتمويل العجز الأمريكي على حساب الشعوب الأخرى..

 

أميركا امبراطورية ضخمة تبيع للعالم الآن الوهم بكل أنواعه المتمثل في شبكة الانترنت وعالمها الفضائي الافتراضي

غير الحقيقي،  وتأخذ من العالم الدولار الذي هي طبعته من ورق سابقا، وذلك بعد أن ألغت قاعدة الغطاء الذهبي

للعملات في السبعينيات من القرن الماضي وللأسف انجر العالم خلفها  في ذلك فخسر كل شيء وكسبت هي..

 

عسكريا القوة الأميريكية تتراجع مقارنة بقوة روسيا والصين والعالم أو على الأقل لم تعد أميركا قادرة على مواجهة

روسيا بالذات وقد ظهر ذلك جليا في حرب استعادة روسيا لأملاكها في أوكرانيا إذ باعت أميركا القضية وتخلت عن

أوروبا ..

 

 كما أنها على صعيد آخر تستدين باستمرار ولا تسدد ديونها فإلى متى سيظل العالم خايف من أميركا ولا يجرؤ أحد

على أن يقف في وجهها ويقول بأعلى صوت (عينك حمرا يا غولة)

 

فقد كشفت بيانات وزارة الخزانة الأميريكية، العام الماضي  أن حجم الدين العام الأميريكي وصل إلى مستوى قياسي

متجاوزاً 31 تريليون دولار للمرة الأولى في التاريخ.

 

واعتبارا من 3 أكتوبر2021، بلغ دين الولايات المتحدة 31 تريليون دولار و123 مليارا و887 مليونا و781 ألفا و401 دولارا

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب : فن التمثيل

و34 سنتا.، معظم الديون مملوكة للأفراد، ولديهم أكثر من 24 تريليون دولار، والديون الأمريكية للحكومات الأجنبية

تصل إلى ما يقرب من سبع تريليونات دولار.

 

وفي منتصف ديسمبر 2021، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون زيادة حد الدين الوطني بمقدار 2.5 تريليون

دولار، ليصل إلى 31.4 تريليون دولار.

وعلى فكرة كل ما تفعله أميركا أنها كلما عجزت عن سداد ديونها فإنها تصدر قرار برفع حد الدين الأميركي وقد فعلت

ذلك أكثر من 80 مرة في تاريخ الولايات المتحدة…وما ذنب العالم.. وأنا مال أمي ؟ عايزين فلوسنا يا أميركا.

ولكن ما يحدث الآن هو صحوة عالمية ضد أميركا بعد أن زاد طغيانها وتكاد تدخل العالم في مجاعة رغم أن العالم ينتج

ما يكفيه ولكن وصلت المؤامرات الأميريكية إلى الحديث عن تصفية شعوب بأكملها وتقليص عدد سكان العالم من نحو

8 مليارات نسمة إلى واحد مليار نسمة سعيدة ..وما مؤامرات الكورونا منا ببعيد ..

فقد اتفقت كثير من الدول منها روسيا والصين ومصر وغيرهم في مجموعة البريكس وآسيان بالتعامل فيما بينها

بالعملات المحلية مستغنية عن الدولار الأميريكي ذلك الوهم التاريخي الزائف

 

وبدأت هذه الاتفاقيات تدخل حيز التنفيذ فقد شاهدنا مؤخرا هجوم أميركي ضارى على الصين والسعودية بعد إعلان

رسمى منهما باقتراب التعامل باليوان على البترول..وحذرت أميركا “لن نسمح بتدمير اقتصادنا” ..أي اقتصاد وهمي

تقصدين يا غولة ؟

كما حذرت أميركا البرازيل رسمياً بفرض عقوبات مدمرة عليها بعد بعد الاعلان الرسمى عن التبادل التجارى مع الصين

باليوان ومع الهند بالروبية ومع روسيا بالروبل… دعوها تحذر لم تعد تملك غير التحذيرات..

بل إن الخطر اقترب من عقر دارها فقد أعلنت أميركا رسمياً :  لن نسمح بإستخدام العملة الموحدة (سور ) فى أميركا

الجنوبية ومن ينضم لها سيكون قد اتخذ اجراء عدائى مُباشر ضِد أميركا… كثرت التحذيرات دون فعل

 

والضربات القاضية تأتي من حليف أميركا الأول وإن شئت فقل أول ضحايا أمريكا الأقرب لها حين حذرت أميركا الإتحاد

الأوروبي من تعامل بعض دوله بالروبل الروسي  واليوان الصيني  بديلاً للدولار

وجاء اليوم الذي رأينا فيه أميركا تستهجن وتدين وتستنكر  بعد توقيع أكبر شركة بترول فرنسية عقود مع الجانب

الروسى بالروبل واتفاقيات إقتصادية هائلة مع الصين باليوان..

وفي موقف كشف الحقيقة عارية ووضع أميركا على حقيقتها المخزية أمام العالم، رد الرئيس الفرنسي ماكرون وفي

زيارة للصين مؤخرا  على الهجوم الأميركى احتجاجاً على تعاقدات فرنسا باليوان الصينى والروبل الروسى، فقال

ماكرون لن أسمح بانهيار الاقتصاد الفرنسى من أجل رفاهية الآخرين.. يقصد الغولة

ووصل الأمر بأميركا للتلويح بالقوة رداً على تحركات العرب  وشمال أفريقيا بقيادة مصر  بالتبادل الاقتصادى بعيداً عن

الدولار فى محاولة دخلت حيز التنفيذ لنصل لنهاية حقيقية لإتفاقية البترودولار بالتعاون بين الخليج وروسيا من جهة

والصين والهند من جهة أخرى..

وأعلنت أميركا تمركز حاملة الطائرات والمجموعة القتالية المصاحبة لها وهى عبارة عن ٣٧ قطعة بحرية و٢ غواصة

هجومية بالبحر المتوسط فى المياه الدولية أمام القاعدة البحرية الروسية فى طرطوس السورية

ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  بإرسال قاذفات إستراتيجية بقاعدة حميميم السورية محملة بصواريخ كنجال

الفرط  صوتية الملقبة بقاتلة حاملات الطائرات

وأعلن بوتين تسليح القطع البحرية الروسية الهجومية بقاعدة طرطوس السورية بصواريخ تسيركون الأحدث عالمياً

واستمر التصعيد بإعلان أميركا إرسال الغواصة النووية فلوريدا للخليج العربى محملة بـ ١٥٤ صاروخ كروز من طراز

توماهوك بدعوى التوتر مع إيران

ولكن يبدو أن العالم يسير في طريقه للتخلص من السيطرة الأميريكية وغطرسة الدولار الاحتلالية الاقتصادية فقد

أعلنت الصين فى مفاجأة شراء ١٨ طن ذهب وتتوعد بشراء كميات هائلة لتدعيم اليوان رسمياً فى الاقتصاد الدولى

أمام الدولار  برغم أن الصين صاحبة أكبر احتياطى عالمى من الدولار  3.1 تريليون دولار  يُمَثِل ٣٢% من حجم عٌملة

الدولار فى العالم خارج أميركا

بل واتستمرت الصين في تحديها وبدأت فى مناورات هائلة تحاصر تايوان من جميع الجهات رداً على التحدى الأميركى

ومقابلة رئيسة تايوان لرئيس مجلس النواب الأميركى فى واشنطن

 

وأصبح من شبه المؤكد أن تقفز دول أوروبية وغربية كثيرة خاصةً من الإتحاد الأوروبي من قارب الدولار قبل غرقه

وتسير خلف الخطوات الفرنسية بعيداً عن الدولار

 

ويتجه العالم إلى العودة للنظام الاقتصادى القديم للتبادل بكافة العملات ذات الغطاء الذهبى وتتجه مصر لهذا المسار

باحتياطى مبدأى 125.55طن ذهب كونته خلال الأعوام الثلاثة الماضية  يزيد بقوه فى القريب العاجل

كما أن الضربة القاضية قد تأتي من مصر بقرار شجاع بتحصيل رسوم قناة السويس بالجنيه المصري ..لتشهد منطقة

السويس نهاية الغطرسة الأميريكية كما شهدت نهاية الغطرسة البريطانية من قبل .. ومصر دائما تضع النهاية لكل

معتدي .. وعلى أرضها تكون نهاية كل  محتل  كما حدث مع المغول والحملات الصليبية ..وغيرها ووابحثوا واقرأوا إن

شئتم عن عملية اسمها “قطع ذيل الأسد”.

ويبدو ان اميركا نفسها تتعجل نهايتها فقد نشرت صحيفة الواشنطن بوست تقريرا مفصلا ومطولا عن قيام مصر

بتصنيع عشرات الآلاف من الصواريخ لصالح روسيا … هذا والله تعالى اعلى اعلم 

التعليقات مغلقة.