مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أحمد سلام يكتب هوامش في ذكري رحيل الأستاذ صلاح منتصر 

29

بقلم احمدمحمودسلام

 

أربعون عاما أو يزيد أطالع يومياً جريدة الأهرام في مشهد توارث بعد رحيل الأب علي نحو جعل رصد تداول الأيام يوجع القارئ جراء شغر الأماكن وإفتقاد شغف أن تنتظر ثمار أقلام العظام الذين إرتضوا بالمهنية وبلورة الموهبة قرين قناعة أن رقم واحد في الصحيفة أي رئيس التحرير بعد إبعاد الأستاذ محمد حسنين هيكل في أول فبراير 1974 بقرار من الرئيس السادات هو إقرار بأن الأهرام دوما سيادية الإختيار.

…فعلها الرئيس السادات وأبعد محمد حسنين هيكل واضعاً نهاية درامية لأقوي صحفي في تاريخ مصر المعاصر .الوصف ليس من عندياتي بل هو مآل الأمور التي جعلت رئيس تحرير مجلة آخر ساعة صديقا لضابط في الجيش المصري ذهب إليه في أخبار اليوم عام 1951 للحصول علي نسخة من كتاب إيران فوق بركان والمحصلة علاقة غير مسبوقة بين صحفي ورئيس جمهورية إستمرت حتي رحيل الرئيس جمال عبدالناصر في 28سبتمبر1970 وإمتدت لأربع سنوات عقب رحيله مع الرئيس أنور السادات الذي تخلص من هيكل واضعاً نهاية للصحفي الذي جلس علي مقعد رئيس تحرير الأهرام 17 سنة لأجله تم ربط مكتبه برئيس الجمهورية بتليفون مباشر مؤمن هو التليفون الأحمر الشهير.

…. السادات يستحضر أستاذ هيكل ليجلس علي مقعد رئيس تحرير الأهرام سابقة فريدة وقتها أذهلت من في المؤسسة جراء تعيين الأستاذ علي أمين رئيسا لتحرير الأهرام لدرجة منع أي صحفي من الإقتراب من مكتبه بتعليمات مشددة من مدير التحرير وقتها وهو الأستاذ علي حمدي الجمال

…….تلك الواقعة من مصدر أثق به رحمه الله هو الصديق المرحوم الأستاذ إبراهيم عمر المحرر القضائي الأشهر في جريدة الأهرام . نائب رئيس الديسك المركزي .مساعد رئيس التحرير .

….. وقتها كان الأستاذ مصطفي أمين في السجن ينفذ عقوبة إتهامه بالجاسوسية وهي التهمة التي جاهر مصطفي أمين بأن هيكل ضليعا فيها من خلال الوشاية.حرفيا قال هيكل وشي بي !

…مات علي أمين في لندن بعد ستة أشهر واستمر تعيين رئيس تحرير الأهرام من خارج الأهرام .أحمد بهاء الدين .يوسف السباعي . إلي أن وقع الإختيار علي أبناء الأهرام وإن كانت خلفية الأستاذ إبراهيم نافع من جريدة الجمهورية فقد كان شقيقه الأكبر من نجوم الأهرام وهو الراحل الأستاذ أحمد نافع خبير الشئون العربية الأشهر.

….تلك الواقعة للتاريخ واستمر النهج من علي حمدي الجمال حتي ابراهيم نافع خيار الرئيس السادات الذي استمر مع الرئيس مبارك حتي عام 2005.

…. لاحقاً توالت الأسماء واليقين أن الدولة المصرية من وراء الأمر من أسامة سرايا ومن توالوا وحده.

….علي هامش السيرة إبتعد قارئ الأهرام عن تلك المشاهد وظل متابعا لمواقف أنيس منصور ويوميات أحمد بهاء الدين ومن قريب لسلامة أحمد سلامة. لمقال الثلاثاء للأستاذ فهمي هويدي إلي أن تم منعه ولمقال صلاح الدين حافظ الأسبوعي . تحقيق السبت لعزت السعدني .

….علي هامش السيرة أتوقف عند الأستاذ صلاح منتصر تلميذ هيكل من آخر ساعة وأخبار اليوم الذي استحضره معه إلي الأهرام وظل الأقرب إلى أن أسفر خيار السادات عن إبراهيم نافع رئيساً للتحرير وهو المنصب الذي ظل فيه منذ عام1979 حتي عام2005.

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب: لماذا يخدعوننا ؟!

الحج ركن من أركان الاسلام

….صلاح منتصر مدير تحرير الأهرام إلي دار المعارف رئيسا لمجلس الإدارة رئيساً لتحرير مجلة أكتوبر عقب إحالة الأستاذ انيس منصور للمعاش قرين إستمرار عموده اليومي مجرد رأي .

… إستمر توهج صلاح منتصر إلي أن لقي ربه قبل عام في 15 مايو2022.

…الكاتب الصحفي مصطلح ” رائج الآن” في كل موضع مع تحفظ دائم علي أسماء كثرت دون أثر إلا فيما ندر .!

…..في ذكري رحيل الأستاذ صلاح منتصر يقينا له مكانة لدي قارئ الأهرام شأن كل الكبار الذين أضاءوا بالموهبة والمهنية قانعين بموضع علي صفحات الأهرام من خلال مقال يومي أو أسبوعي دون مطمح في مقعد رئيس التحرير السيادي.

….صحافة بلادي عبر التاريخ يوثق التاريخ للمواهب الفذة التي تركت أروع الأثر.

… الأستاذ صلاح منتصر في ذكراه الأولي تم تخصيص مكان عموده بالصفحة الأخيرة بالأهرام للأستاذ مرسي عطاالله الذي غيبه الممات ليتقرر وضع عمود يومي في المساحة السحرية التي شغلها العملاق أنيس منصور منذ السبعينيات إلي الدكتور عبد المنعم سعيد.

…تداول الأيام يوجع القراء جراء شغر الأماكن وتصعيد أسماء بحكم الفراغ الموحش . مشهد يتكرر في صحف بلادي .

… القارئ الذي يؤثر كاتباً بعينه يلزم الصمت فلا راد لقضاء الله.

… أحاديث متابعة الصحافة المصرية شجون لاتنتهي ففي كل صباح ندرة في الأثر ورغبة عارمة في العزوف عن القراءة إلا قراءة الفاتحة علي روح شموس مضيئة غابت مع تداول الأيام ولاراد لقضاء الله.

… تلك هوامش في ذكري رحيل الأستاذ صلاح منتصر الأولي فمن حقه علي قارئ الأهرام هذا المقال ترحما عليه وعلى كل العظام الذين أضاءوا صفحات الأهرام قانعين بأن الخلود للكلمة وأن المناصب لاتدوم فلله وحده الدوام والبقاء.

#أحمد_محمود_سلام

التعليقات مغلقة.