40 – مجلس الدول الكبرى ..الأمن سابقا

بقلم – محمد محمود الجندي:

بعد مرور واحد وثمانين يوما من العدوان الأمريكى الإسرائيلى على المدنيين فى قطاع غزة وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والمخابز وسيارات الإسعاف والإطفاء واستهداف طواقمها والقضاء على كل مظاهر الحياة أضف الى ذلك الحصار والتجويع والتعطيش لأكثر من مليونى شخص داخل القطاع وكذا الضغط على السكان للهجرة من الشمال إلى الجنوب ثم المحاولة المستميتة من حكومة الحرب الصهيوأمريكية لتهجيرهم الى خارج القطاع وكذا الضفة الغربية وكل مايحدث هو جرائم حرب تهدد الأمن والسلم الدولى وقد أكد ذلك الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش حينما تقدم لمجلس الأمن بمذكرة توضح المخاطر التى يتعرض لها سكان غزة من جوع وتدهور الحالة الصحية التى تصل لحد الكارثية وهذا ينعكس بدوره على السلم والأمن الدولى وطالب الأمين العام بتطبيق المادة 99 من ميثاق الامم المتحدة والتى تقضى بإبلاغ الأمين العام لمجلس الأمن لأى أخطار تهدد الأمن والسلام العالمى وطلب وقف النار فى غزة ووقف المجازر اليومية والتطهير العرقى لسكان غزة ونفس الأمر مايحدث داخل الضفة الغربية من اعتقال وقتل وإذلال للشعب الفلسطينى ورغم ذلك نجد أمريكا تضغط وتستخدم حق النقض ( الفيتو ) وتمنع مجلس الأمن من إصدار أى قرار لوقف القتال وهى بذلك تقتل الأبرياء والمدنيين وتمنع عنهم الماء والطعام والوقود والدواء وكأن مجلس الأمن هو أداة الأقوياء والدول الكبرى تستخدمه ضد الدول المقهورة الضعيفة وقتما تشاء ….لقد فشل مجلس الأمن مرة تلو الأخرى فى إصدار القرارات التى تؤيد حقوق الشعوب المحتلة وحقها فى الدفاع عن حقوقها والمطالبة بالاستقلال وفلسطين خير دليل حيث تقع تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى لمدة تزيد على خمس وسبعين عاما ….ان مجلس الأمن الدولى تحول إلى مجلس للدول الاستعمارية التى احتلت الدول فى الماضى وتناصر المحتلين فى الحاضر ويأتى على رأسها أمريكا وفرنسا وانجلترا التى لها تاريخ طويل فى احتلال الدول ومساندة المحتلين وحين تستخدم احدى الدول الخمس لحق النقض يفشل المجلس فى اصدار القرار وهذا يدعونا للنفكير فى تغيير ميثاق الامم المتحدة ومجلس الأمن ويدعونا إلى تغيير طريقة التصويت واتخاذ القرار فلماذا لاتكون لقارة أفريقيا صوت وحق النقض وأمريكا الجنوبية كذلك وتكون طريقة التصويت بأغلبية تصويت الدول التى لها حق النقض وليس باعتراض دولة واحدة والحصول على أغلبية الأعضاء جميعهم ومن هنا نتخلص من حق النقض الذى تستخدمه الدول الاستعمارية الكبرى وحتى يصبح المجلس هو مجلس دولى للعالم كله يجب اعادة النظر فى مجلس الأمن الذى أصبح مجلسا لتهديد الأمن والسلم الدولى بدلا من الحفاظ عليه كما ان قرار الجمعية العامة التى تضم جميع الدول المستقلة يكون ملزما للجميع ويؤخذ به عند اتخاذ قرار بحيث يكون القرار بضرورة الحصول على نسبة فى مجلس الأمن والجمعية العامة … فإنه لايمكن أن يجتمع العالم كله على باطل بمعنى أنه إذا اتفقت آراء مجلس الأمن والجمعية العامة على قرار وبالاغلبية فيهما يكون ملزما …ان ما يحدث فى غزة لايمكن تصوره ولاترضاه الضمائر السليمة فالقتل والدمار فاق كل الحدود على مدنيين أبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والعالم صامت ولاتتحرك ضمائرهم أمريكا التى تقتل وتدمر بالأسلحة التى تزود بها المحتل وتقف عقبة فى وجه وقف القتال لتحقيق مزيد من الدمار والقتل وتتباهى بأنها لم تطلب من المحتل الصهيونى وقف القتال ونحن نقول لها كفى فأنتم من تقتلون وتدمرون وأنتم من لاترضون بوقف القتال حتى تقضون على غزة وأهلها لتوفير العيشة الهنية للصهاينة وهذا لن يتحقق ولن تحققوا أهدافكم الدنيئة والنصر للغزاويين أصحاب الحق والأرض وستعود فلسطين عربية