مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ياتري أين الخلل؟! …بقلم .خالدعلم

54

 

خالدعلم يكتب … ياترا اين الخلل ..؟؟

دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
دخل علينا شهر رمضان الكريم بنفخاته الإيمانيه التي تفتح فيه أبواب الجنة وتفتح له أبواب السماء ونجد الاباء والامهات يذهبن الى بيوت الله معهم اطفالهم فأجد بعض الناس والقائمين على المساجد بتعنيف الام او الاب وإذا أردت الحديث عن أعداء الأطفال في المساجد، خاصةً في شهر رمضان، فحدِّث ولا حرج فوجدنا عامل المسجد يمسك عصا لطرد الاطفال من المساجد والعجيب والمدهش والغريب ان إما م المسجد يصرخ من على المنبر ويوجه رسالة شديدة القسوة “أرحمونا من عيالكم ”
ولن انسى في حياتى مشهد طفل في الصف السادس يذهب الى مكتبة المسجد ليمسك مصحفا وأذا بشيخ المسجد يلتقط منه المصحف وكانه ارتكب معصيه بعد ان عنفه ولنا في رسول الله أسوة حسنه ما وجدناه – صلى الله عليه وسلم- يمنع مَنْ معه صغير من أن يأتي المسجد، أو يأمر بفصل الصغير عن أمه أوأباه، كما يفعلون هذه الأيام، بتلك القسوة البعيدة تمام البعد عن ديننا، بل نسمعه –

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

صلى الله عليه وسلم- يقول: «إني لأدخل في الصلاة إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأتجوَّز في صلاتي مما أعلم من شدة وَجْد أمه من بكائه» (أخرجه البخاري ومسلم). ونراه – بأبي هو و أمي- يحمل الأطفال في الصلاة؛ فها هو يحمل أمامةَ بنت العاص –ابنة زينب، رضي الله عنهم- على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها [رواه البخاري ومسلم]. ويعلِّمنا الرفقَ في قول: «إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانه» (رواه مسلم).

فكيف نرجو رحمةً ورضوانًا ونحن نقف على رؤوس الأطفال بالعصـي فنخيفهم ونهددهم في أكثر مكان يجب أن يشعروا فيه بالطمأنينة والأمان؟! وكيف يتجرَّأ أحدٌ على طردهم وأمهاتهم من بيوت الله؟! وهل نضمن أن منظر استبعادهم هذا وكأنهم منبوذون، وإيذاء أمهاتهم بهذه الصورة البغيضة لن يعلق في أذهانهم؛ في سلوكهم تجاه المساجد ومسؤوليها وقت شبابهم، أو يؤثر على محافظتهم على الصلوات واغتنام أوقات الطاعات بعد أن يصيروا مكلَّفين؟

ختامًا، أقول لكل أب وكل أمٍّ يجاهدوا أنفسهم لاغتنام أوقات الطاعة، خاصةً في رمضان: هيئوا صغاركم للصلاة منذ نعومة أظفارهم، وعوِّديهم على النظام والتزام حدود الأدب في جميع أحوالهم، خاصةً وقت الصلاة. أخبروهم أننا نقف بين يدي الله –تعالى؛ فلا يجوز أن نرفع صوتًا أو أن نأتي بحركات غير حركات الصلاة. اسمحو لهم أن يقفوا بجواركم أثناء الصلاة ويفعلوا مثلما تفعلون، وأخبروهم أن الله ينظر إليهم فيجب أن يؤدُّوا صلاتهم بسكينة ويقفوا بوقار. وإذا اصطحبتِوهم إلى المسجد في رمضان فشجِّعوهم على التأدُّب والهدوء، بجلب الهدايا لهم والثناء عليهم لأنهم تعلموا آداب دخول المسجد والتزموا الهدوء، وحرصوا على عدم التشويش على المصلين. وأقول للمسؤولين عن بيوت الله: تذكَّروا جيدًا أننا نحن من نصنع الذكريات لأبنائنا، وهذه الذكريات هي التي تشكِّل شخصياتهم في مستقبل حياتهم؛ فخصِّصوا –بارك الله فيكم- أماكن مهيَّأة للنساء وأطفالهن، واجعلوا عليها مشـرفات رفيقات يحملن في أيديهن الحلوى والدُّمى بدلًا من حملهنَّ العصـيَّ الغليظة، وانظروا بعد ذلك كيف يكون صغارنا في بيوت الله، لن تجدوهم إلا أكثر حبًّا للإسلام والمسلمين، وأكثر تمسُّكًا بآداب الجلوس في المسجد، وستجدونهم يسابقون الآباء والأمهات إلى المساجد، ويكونون أشدَّ حرصًا منهم على اغتنام هذه الأوقات المباركة، وسيصبح كلٌّ منهم مسلمًا يَسلَم المسلمون من لسانه ويده؛ لتلك الصورة المشرقة التي طبعناها داخله عن مبادئ الإسلام الأصيلة، من الرحمة والرفق وحفظ الحقوق ومراعاة المشاعر.

التعليقات مغلقة.