بقلم – صالح هشام:
عين السماء ٠٠٠عين قط ترصد أدنى دبيب للحركة ٠٠تحذق فينا٠٠
تخترقنا ٠٠ عين نصفها سواد قاتم ونصفها بياض باهت ٠٠ كل يوم تجردنا من رداءتنا ٠٠ تجردن من ردائنا ٠٠٠ تنعكس هالة وصورة على أديم النهر والبحر ٠٠على سقف الكوخ والقصر!
تترصدنا ٠٠ترصد خطايانا علينا منذ الأزل :
تعد نقائصنا وتحصي جرائمنا ٠٠٠لا نشعر بها ٠٠٠ ألفناها عينا سلبية : ترى ٠٠تلاحظ ٠٠تسجل ٠٠ تدون ٠٠ ترصد ٠٠تترصد فهي عاجزة عن فعل شيء ٠٠فلا نخجل منها :
اللعنة على البشر !
اللعنة على الحجر !
اللعنة على الشجر !
اللعنة ريح صرصر ٠٠ تنفت أوراق التوت في الفراغ ٠٠ تعري عوراتنا ٠٠ نغوص في حمأة الخطيئة ٠٠٠ تلتوى الحية على جذع الشجرة ٠٠٠ تقتحم الأجساد ٠٠٠ تخرج من الأماكن المحظورة ٠٠ نقضم التفاحة٠٠٠ تنهد السماء :
هبوطنا اضطراري:
لعنتنا لعنة اللعنات !
فتسقط الأقنعة !
يسقط القناع :
يضعف القلب ٠٠٠ تترهل الإرادة ٠٠٠تشتعل شهوة الشهوة ٠٠٠ تحتدم اللذة ٠٠٠ تنتهك حرمة الشجرة ٠٠انسياق أبدي للغواية!
* عن القناع :
تتبخر طهرانية البشر ٠٠٠تنكشف حقيقة الكائن المتخم بفوضى الفوضى حتى الانفجار٠٠٠ يفتح التاريخ ملف جرائمه :
يعدها ٠٠٠ ويدونها ٠٠٠٠ سطرا / سطر / كلمة/ كلمة ٠٠ تزول عنه هالة القداسة ٠٠٠يغوص في حمأة القاذورات !
يسقط القناع :
هدية من قابيل لهابيل : أكاليل موت ٠
تعزف الخطيئة أنشودة خطيئتها ٠
تطارد البشر ٠٠٠تعلن بداية عداء الإنسان لأخيه الإنسان ٠ يتعلم ستر السر ٠٠٠إخفاء الحقيقة ٠٠٠ يخيم الإفك والبهتان ٠ تعلن طبيعة الإنسان : شريرة / خيرة !
عراة ٠٠ حفاة ٠٠ لا مأوى يأوينا ٠٠ لابحر٠٠٠ لا بر يستر جوعنا ٠٠ لا تراب يواري عيوبنا ٠٠ نهيم على وجوهننا ، ضعفاء أضعف وأخف من جناح بعوضة ، وصروجنا أوهى من بيت العنكبوت :
حبة فاكهة مهترئة ، تفسد كل الحمولة !
قلوب تبخرت منها درات الخير٠٠٠مفتاح الخطيئة :
قتل ٠٠ قتيل ٠٠ قاتل / مقتول :
ما القاتل إلا أحد هما ٠٠٠ما المقتول إلا صورة مطابقة للقاتل !
الجريمة عظمى ترتكب ، بلباس الاخوة !
الأفعى تقتات من نفسها ٠٠تبتلع نفسها من الذيل الى الرقبة٠
القطط تضيق بأذبابها ٠٠ تريد قطعها عضا٠٠فتدور في حلقة مفرغة أبد الدهر !
القاتل يتذوق ملوحة لحم أخيه يستعذبها ٠٠يستسيغها ٠٠
فيدمن على التهام اللحم المالح !
عين السماء كبيرة تسجل ٠٠لا تتكلم ٠٠تلاحظ ولا تعاقب !
هذا كرونس قاتل بامتياز :
أكثر منه شهامة الحوتة في عمق البحر٠٠ يتغذي على لحمها على لحمها الأولاد ٠٠ تموت ٠٠٠تتلاشى ٠٠٠ تضمحل في بطون صغارها ليعيشوا !
كرونس قاتل بامتياز :
يأكل أبناءه الخمسة ٠٠٠ يفتح سجل ظلم ذوي القربى :
يعشق الكرسي ، لعنة الكراسي تزهر الانانية في أعماق البشر :
أكبر أنانية ، طبعها كرونس قبلة ساخنة على جبين البشرية !
الذئب ضحية :
ضحية أكذوبة ٠٠تبرير لخيانة عظمى ٠٠الذئب بريء من دم يوسف ٠٠ألبسوه عمامة الشر وهو البريء من كل شر !
عين السماء ، تحذق في الأرض ٠٠تستنكر ٠٠٠ تسجل كل شاردة و واردة :
هذا دخان روما :
روائح اغتصاب تاريخي مجنون ٠٠٠يخنقنا ٠٠ يفسد منا البصر والبصيرة ٠٠
نيرون قاتل بامتياز :
من بيوت روما تفوح روائح لحم أطفال يحترق تحت رماد الأرض المحروقة ٠٠٠ نيرون يشرح جثث الأبرياء ٠٠٠ يلعق الخنجر ٠٠٠يمسح به الجثث ٠٠٠ يرقص رقصة المنتصر على أجساد مهزومة !
جماجم البشر تتشظى، كبعر الارآم تحت سطوة سيوف المغول والتتر وويسترن الغرب ٠٠٠ بركب روما تلتحق عواصم العرب : ٠٠٠تحرق ٠٠٠تحترق من الداخل ٠٠٠بكل فخر تمارس الانبعاث من تحت الرماد كالعنقاء!
يعدم الشاعر٠٠تزهر حروف القصيدة ٠٠تستوطن منا الفكر٠
يموت الجلاد ٠٠٠يموت المجلود ٠٠٠تتغير معالم التاريخ ٠٠
تحيى القصيدة ٠٠٠تعيش القصيدة ٠٠٠ينخر الصدأ الحسام والمقصلة !
ريح سموم قادمة من تاريخ التاريخ :
تعري عوراتنا ٠٠٠تكشف ضعفنا ٠٠٠تظهر حقيقتنا ٠٠ واقع بشري كئيب ٠٠٠تحكيه عين السماء تحملق كل يوم في الأرض ٠٠كل يوم تفتح سجل التاريخ ٠٠تمارس عد جرائمنا ٠٠٠تحصي أعداد قتلانا ٠٠ تاريخ قاتم أسود مدنس فنتساءل :
لماذا نفتخر بإعدام الكلمة ؟
لماذا نحرق الكتاب ؟
لماذا نقتل الشاعر ؟
لماذا نشنق الفيلسوف ؟
أه عفوا لا مكان للفيلسوف بيننا :
نكتشف أنفسنا شعوبا يجمعها هز أرداف الغواني وتفرقها الهراوة لأ ننا لا نستفيد من تجارب الماضي ،ولا نقرأ فلسفته !
فالتاريخ الأبيض الناصع الخالي من أي خربشة -كما أردناه- مزور ! ولا خير في تاريخ مزور !