مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

نص كلمة رئيس الوفد في احتفالية 30 يونيو

6

ننشر نص كلمة المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد ووكيل مجلس الشيوخ، في احتفالية حزب الوفد بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو.

وحضر الاحتفالية كل من الدكتورة فيبي فوزي، وكيل مجلس الشيوخ، والنائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، والشيخ جابر طايع يوسف، وكيل أول وزارة الأوقاف، والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، والإعلامي توفيق عكاشة، وفؤاد بدراوي، سكرتير عام حزب الوفد، وممثلي الأحزاب وأعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد، وأعضاء الهيئة البرلمانية في مجلسي الشيوخ والنواب، وقيادات وأعضاء حزب الوفد.

نص كلمة أبو شقة:

تحية خالصة من القلب في هذا الجمع الوطني الذي يمثل شعب مصر العريق الأبي الحُر في بيت الأمة بيت الوطنية المصرية الذي يمتد جذوره إلى ما يربوا من 100 عام

نحتفل جميعًا بهذا العيد الوطني، وهو ثورة 30 يونيو، الثورة التي أذهلت العالم، والتي هي بحق ثورة شعبية حقيقية، شاركت فيها كافة القوى المصرية من أجل إنقاذ مصر، إنقاذ هذا الوطن الغالي العزيز، ثورة خرجت بلا مطالب سوى مطلب واحد وهو إنقاذ هذا الوطن.

الثورات في العالم الشعبية قد تكون لها مطالب، ولكن ما يميزها عن غيرها من الثورات أنها كانت ثورة حقيقية لشعب أبي عريق، أبى أن يرضى بصورة من الصور، فكان مشهدًا فريدًا لهذا الشعب وإرادته بخبرته وتاريخه التي تمتد إلى ما يقرب من 7 آلاف عام1.

كانت هذه الثورة اختبارًا ونموذجًا ورسالة لدول العالم، وإرادة الشعب لا تُقهر، وإرادة القوات المسلحة المصرية قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الوقت والقوات المسلحة الوطنية وعلى هامتها الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك وإعلانه أن القوات المسلحة المصرية لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الشعب المصري واقفًا صامدًا أمام هذه الجماعة، وأعلن صراحة أن القوات المسلحة تنتصر وتؤازر هذه الإرادة الشعبية، كانت هذه الثورة هي الوجه الآخر لثورة 1919 التي مازال يؤرخ لها المؤرخون عندما خرج المصريون جميعا رجالا ونساءً وشيوخًا وشبابًا الجميع على قلب رجل واحد نموت نموت وتحيا مصر، رأينا القس يخطب في المسجد والأزهر الشريف ورأينا الشيخ دراز يخطب في الكنيسة، وكان ذلك الشعار الذي مازال خالدًا حتى الآن “عاش الهلال مع الصليب”.

ثورة 30 يونيو تلك الثورة التي لا بد أن نحتفل بها كل عام، ويجب ألا ننسى هذا الوضع المتردي الذي كان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم قبل 30 يونيو وكيف ازدادت الحالة سوءًا حتى سقطت مصر هويتها كدولة بأن مقومات الدولة في الدستور هي أرض وشعب وسلطة، فكانت الفوضى العارمة التي تتجدد يومًا بعد يوم، وكنا أمام مشاهد مفزعة ومتكررة ومتزايدة، كيف ننسى تعدي وتحدي أحكام القضاء عندما صدر قرار من الرئيس مرسي بعدم الاعتداد بالحكم؟!

في 11 أكتوبر 2012 جاء قرار عزل النائب العام عبد المجيد محمود وتعيين نائب إخواني بدلًا منه بالمخالفة للقانون وصدر إعلان دستوري يضرب بعرض الحائط بكافة القواعد والمبادئ الدستورية لتحصين قرارات الرئيس وكانت من تداعياته أحداث الاتحادي من 4 و5 يونيو 2012 وسقط فيه جرحى وقتلى وكانت الفوضى بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ودار القضاء ومدينة الإنتاج الإعلامي والاعتداء على مشيخة الأزهر والكاتدرائية في العباسية.

من ثم استشعر المصريون الخطر على الدولة المصرية وأمن وكرامة وشرف المصري، فتأسست جبهة الإنقاذ الوطني رفضًا للإعلان الدستوري الذي أعلنه مرسي في ذلك الوقت يوم 21 ديسمبر 2012، وكانت إرادة المصريين بعدم الخضوع والتحدي وتدشنت حركة تمرد لجمع 15 مليون توقيع من 30 أبريل 2013 لسحب التمكين من مرسي، وظهر القصد من التمكين وخطف الدولة المصرية، وجاء مقدرًا في 1 يوليو بفصل 3 آلاف و500 قاضٍ بدعوى أن السن تُخفض إلى 60 سنة ليحل محلهم موالون ومن أنصار الجماعة.

ولولا ثورة 30 يونيو لكان التمكين على هذا النحو ومن هنا كان تكاتف القوى السياسية والشعبية ودور الأحزاب والقوى الوطنية تمهيدًا لـ 30 يونيو، وكانت هناك تصدٍ لكافة القوى الشعبية والسياسية والحزبية وخاصة جبهة الإنقاذ، وكان لحزب الوفد دورًا قويًا في جبهة الإنقاذ.

وأصدر حزب الوفد 16 يونيو 2013 بأن تكون مقرات الحزب مفتوحة جميعها في المحافظات لجمع التوكيلات لإسقاط حكم الجماعة، كما أصدر الوفد قرارا في مؤتمر 17 يونيو 2013 بأن حزب الوفد سيشارك رسميا في ثورة 30 يونيو، كما أصدر يوم 30 يونيو 2013 في مؤتمر صحفي أن نظام الجماعة فقد شرعيته وعليهم أن يرحلوا، وتلك هي إرادة الشعب المصري.

وكان الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ودوره الأساسي في هذا المجال، وكان بيان القوات المسلحة الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي في ذلك الوقت أن القوات المسلحة لن تظل صامتة في صراح يصعب السيطرة عليها وأن إرادة الشعب المصري نرعاها بشرف ونزاهة مسئولة مسئولية كاملة ولا يمكن أن تبعد عن إرادة الشعب المصري، ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين والموت أشرف لنا من أن يمس أحد من أهل مصر في ظل وجود القوات المسلحة المصرية، ليثبت أنه ابن بار شجاع من أبناء هذا الوطن، ثم كان البيان التالي الذي صدر من القوات المسلحة يوم 1 يوليو 2013، وأورد فيه أن القوات المسلحة تؤكد أن الأمن المصري مُعرض للخطر إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يلقي علينا كل التعامل من أجل درء هذه المخاطر.

قد يهمك ايضاً:

 ايفلين متى تتقدم بطلب إحاطة بشأن دور وزارة الصناعة فى جذب…

20 الف جنية دعم لجمعية الصم والبُكم بالاسماعيلية من حماة…

والقوات المسلحة تمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخ الذي يمر به الوطن الذي لن يغفر لأي قوى تقصر في مسئوليتها، ثم كان بينا 3 يوليو التاريخي بوضع خارطة الطريق في هذا الشأن، وكانت تلك هذه الصورة التي كانت تمثل مشهدًا كان مخططًا له بأن تسقط مصر في ذلك المستنقع الذي تسقط فيه دول مجاورة وطوابير الخبز والغاز واحتياطي مصر النقدي يوم 11 فبراير 2011 يوم تخلي رئيس مبارك عن السلطة 36 مليار دولار وصل إلى 30 مارس إلى 4.5 مليار دولار، هذا فضلًا عن الفوضى وعدم الاستقرار الأمني والإرهاب الذي كان يتمادى يومًا بعد يوم.

من يسترجع هذه المشاهد، يدرك أن مصر كانت على شفا فوضى كان مدبرًا لها بأنه بسقوط مصر كانت ستسقط بسهولة الدول المجاورة، لكن إرادة الشعب المصري العظيم في 30 يونيو 2013 أمام مشهد لا يتكرر في تاريخ الأمم بقيادة قائد عظيم وشعب عظيم مشهد يشهد له الجميع، ويجب أن نفخر به ونحتفل به في كل عام لنذكره للأجيال بأن إرادة المصريين لا تقهر، وأن المصريين في تاريخهم بإرادتهم الوطنية يصنعون المعجزات كما حدث في عهد محمد علي 1805، الذي توسموا فيه المعجزة، هذا الشعب القوي ذات الإرادة وتقدير للتراب الوطني يعمل دائمًا للدفاع عنه إذ وجد الزعامة الحقيقية وهو ما حدث في الـ 7 سنوات الماضية عندما كنا أمام إنجازات كبيرة وضخمة، والعرض لهذه الإنجازات يحتاج إلى مجلدات.

كان من بين تلك المجلدات وأعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الرئاسة ببناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة يتحقق فيها الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي المحور الأول بناء الإنسان المصري، فالمسألة ليست عبارة عن مشروعات، فكنا أمام مشروع حياة كريمة للمواطن المصرية بتكلفة 103 مليار جنيه، ومشروع 100 مليون صحة وإنهاء قوائم الانتظار وإنشاء 1000 وحدة غسيل كلوي، ومليار جنيه لمكافحة فقدان البصر، كما كان حريصًا على صحة المرأة المصرية باستهداف الكشف عن سرطان الثدي وكل الأمراض المتعلقة بالأورام والعظام والصحة الإنجابية، والقضاء تمامًا على فيروس C، وإنشاء 960 مشروعًا باستثمارات 82 مليار جنيه، حيث شهد قطاع المستشفيات الجامعية من 2019 وحتى 2021 بداية ببناء 88 مستشفى وحتى 115 مستشفى بتكلفة 16 مليار جنيه.

ثم كان توطين صناعة الدواء ومدينة الدواء بمنطقة الخانكة التي كان هدفها أن الدولة المصرية تحقق حقوق الدواء وسد الاحتياجات الدوائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي بتصنيع الدواء وفق أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة على نحو أذهل العالم وكنا أمام رعاية صحية وتقديم رعاية صحية بالمجان للمواطن المصري وتصدي الدولة لجائحة كورونا وتوفير كافة الخدمات الصحية بالمجان، ورفع مخصصات الصحة في الموازنة بنحو 47% لتصل إلى نحو 258.50 مليار جنيه خلال العام الحالي مقارنة بـ 175 مليار جنيه خلال العام المالي 2019 -2020.

كان هناك اهتمام كبير غير مسبوق بالشباب سياسيًا واقتصاديًا ورياضيًا، فكان 10 مؤتمرات شبابية وتنسيقية شباب الأحزاب التي لها ممثلين في البرلمان لنكون أمام قادة في المستقبل مؤهلة في كافة المجالات وتعيين عدد من الشباب كنواب محافظين، هذا فضلًا عن توفير 5 ملايين فرصة عمل للشباب.

وليؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح كان اهتمام غير المسبوق بالمرأة المصرية لها الحق أن تعمل في القضاء والنيابة العامة ووزيرة وسفيرة وغير ذلك من الامتيازات للمرأة ومنها التعديل الدستوري 2019 بأن تمثل في المجلس النواب بأكثر من 25%.

وكان تنظيم كأس العالم 6500 مشروع تعليمي بإجمالي استثمارات 50 مليار جنيه، والتطوير الزراعي بمشروع 1.5 مليون فدان، و224 مشروع زراعي عملاق بتكلفة 17 مليار جنيه، وإنشاء  100 ألف صوبة زراعية وهو مشروع تاريخي لإعادة مكانة القطن المصري.

مشروع الاستزراع السمكي العملاق ومشروعات بترولية عملاقية مثل حقل ظُهر و115 مشروع في مجال البترول بتكلفة 15 مليار جنيه، وطرح 3500 مصنع لكافة المحافظات ضمن مجمع الصناعة الصغيرة والمتوسطة، ومشروع الإسكان الاجتماعي وتطوير العشوائيات وتكافل وكرامة وبناء 250 ألف وحدة سكنية بإجمالي 38 مليار جنيه للقضاء على العشوائيات وبناء 627 ألف وحدة ويجري بناء 338 ألف بإجمالي استثمارات 107 مليار جنيه، وتطوير قناة السويس لنكون أمام قناة سويس جديدة وأنفق قناة السويس، وكنا أمام أكبر شبكة طرق في التاريخ بإنشاء 377 مشروع عملاق بتكلفة 100 مليار جنيه، ثم كنا أمام 14 مدينة ذكية وعملاقة العلمين الجلالة ودمياط للأساس وعواصم جديدة مثل أسيوط الجديدة – المنصورة الجديدة وغيرها..

كنا أمام أكبر مصنع للأسمنت كنا 101 مشروع سياحي بإجمالي مليار ونصف مليون جنيه وكنا أمام المتحف الحضاري وأضخم احتياطي نقدي في التاريخ ثم مشروع مليون رأس ماشية، و39 مشروعًا جديدًا، ولا ننسى ما عادت إليه مصر إلى مكانتها وأصبح لمصر مكانة سياسية على المسرح السياسي العالمي والإقليمي والإفريقي بفضل لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي المتعددة.

من كل ما سبق ومع هذه الإنجازات الضخمة والقضاء على الإرهاب والاستقرار الأمني في الداخل وعلى الحدود ويكفي أن رغم جائحة كورونا أصر الرئيس أن تجرى الانتخابات البرلمانية لنكون أمام تمثيل حقيقي، ويكفي أيضًا هذا الموقف الشجاع من الرئيس السيسي في مايو 2020 في شأن الموقف على الحدود الليبية بما كان له أثره في تأمين الحدود المصرية والطريق إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي للمواطن.

بهذه المناسبة أيضًا، لا يمكن أن ننسى دور الإعلام المصري الوطني الذي يحمل دورًا كبيرًا في هذه المرحلة بأن ينقل للمواطن المصري والداخل والخارج بأن مصر الجمهورية الجديدة أسست وبحق لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة.

وختامًا لحديثي فإن ثورة 30 يونيو التي نحتفل بها اليوم هي ثورة حقيقية شعبية أذهلت العالم وكانت رسالة واضحة بأن شعب مصر بخبرته السياسية وحكمته التي تمتد إلى 7 ألاف عام قادر على صناعة المعجزات وكان وكنا أمام هذه الثورة ثورة 1919 التي أسست لدولة وكذلك 30 يونيو التي أسست لدولة حديثة.

لا يمكن أن ننسى ونثمن دور الشرطة الوطنية المصرية في تحقيق الأمن وفي التصدي بالروح وكنا أمام شهداء افتدوا هذا الشعب بأرواحهم وتصدوا بكل جرأة ووطنية للإرهاب هذا ما حقق الأمن الذي نعيش فيه اليوم.. أعاد الله هذا اليوم على مصر والمصريين ونحن في تقدم وازدهار في ظل القائد الوطني الشجاع المخلص لهذا الوطن الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

التعليقات مغلقة.