محمد حسن حمادة يكتب: “أخلاق كورونا ” قصة قصيرة
منذ أن شكَ الجميع أن هذه الأعراض أعراض كورونا، فقرروا جميعا قطع الشك باليقين، فاتصلوا بالطبيب الذي حضر علي الفور إلي منزل العائلة، الأعناق مشرأبة لحجرة السيدة الوالدة التي نيفت علي الستين عاما، توفي عنها زوجها وهي في بدايات عقدها الثالث، رفضت كل عروض الزواج وقررت أن تعيش لتربية أولادها، فكانت كالرجال (تَسْرَح) بعربة الخُضَار في الأسواق، حتي تَخَرَجَ منهم المهندس والمدرس والضابط والمحامية.
خرج الطبيب من حجرة الأم فهرولوا نحوه (طمنا يادكتور).
للأسف عندها كورونا.
وبدون تفكير ودون حتي أن يطلوا علي والدتهم المريضة أو يكلف أحدهم خاطره ويذهب للصيدلية لشراء الأدوية التي كتبها الدكتور في (الروشتة) حزموا حقائبهم وأغلقوا باب الشقة علي الأم، بلامبالاة وبأعصاب باردة تغلفها الخسة والندالة والعقوق، أعطوا المفتاح للجيران وتركوا الأم وحدها تواجه المصير المحتوم!