مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب:القرعة بتتباهى بشعر بنت أختها

105

كنت ومازلت أتعجب من جماهير نادي الزمالك عندما يٌهزم الأهلي من فريق صن داونز مثلا فرحة عارمة تجتاح الأبيض فأقول في قرارة نفسي ماذا لو فاز الأبيض على النادي الأهلي كيف ستكون فرحتهم؟ لذلك لم أندهش من الفرحة الهيستيرية لجماهير نادي الزمالك بعد فوزهم الأخير على النادي الأهلي بعد أكثر من عشرين عاما رغم أن الدوري لسه في الملعب وكالعادة في نهاية المطاف درع الدوري في الجزيرة! فرق شاسع بين أن تنتصر بأقدامك وبين أن تشمت في الفريق المنافس عندما يهزم بأقدام لاعبين آخرين، هذا المثل الرياضي ينطبق على إيران فبعضنا اعتبر الهجوم الإيراني الأخير على الكيان الصهيوني نصرا كاسحا وصفق لطهران والبعض الآخر وصفه بالمسرحية الهزلية المتفق عليها والحقيقة أن كلاهما مخطئ وهذا إن دل فيدل على خلل كبير يصاحب العقلية العربية التي مازالت تعتمد على أقدام الآخرين فمن هلل للضربة الإيرانية بحث عن منفذ من خارج النطاق العربي العاجز المشلول ليشفي غليله من أفعال الكيان الصهيوني في غزة فهذا واهم! ومن اعتبر الضربات الإيرانية الأخيرة على الكيان الصهيوني مسرحية هزلية لأن الضربات لم تسفر عن أي خسائر فهو في غفلة! جوهر الأمر ياسادة أن الدولة الفارسية لها مشروعها الخاص ومن حقها أن تدافع عن مصالحها بالشكل الذي يروق لها، فالتهويل أو التهوين من ضربات إيران العسكرية على إسرائيل لن يفيد العالم العربي ولن يفيد غزة! بل على العكس تماما فعلى أرض الواقع هذه الضربات أفادت نتنياهو فقد منحته قبلة الحياة بعدما كان مترنحا وآيلا للسقوط! ليس ذلك فقط بل أعادت هذه الضربات تعاطفا عالميا كبيرا مع الكيان الصهيوني الذي فقدته عقب عملية طوفان الأقصى، أما نحن العرب فمجرد ظاهرة صوتية لم نحرز أي أهداف! والأسوأ من ذلك أن نصفق ونهلل (للأوفسيت) لسنا لاعبين فاعلين بل مجرد دمى تحركها واشنطن وتل أبيب، ما أشبه الليلة بالبارحة، عندما قام الأسبان بحصار طليطلة لمدة سبع سنوات وعندما أستسلمت طليطلة للأسبان، سأل الأسبان أهلها: ‏مادمتم ستستسلمون فلماذا صبرتم كل هذه السنين على الحصار الطويل؟ ‏قالوا :كنا ننتظر المدد من ملوك الطوائف! فقال الأسبان: ملوك الطوائف! لقد كانوا معنا في حصاركم!؟”. لكِ الله ياغزة!

التعليقات مغلقة.