مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

كيف تصبح كبش فداء ؟

38
بقلم – د. أحمد عيسي:
أعزائى القراء مرحبا بكم من جديد فى موضوع أرى من وجهة نظرى أنه بات ملحا تفهم أبعاده ،خاصة وقد أصبح شائعا أن نجد بين الحين والحين هذا المصطلح طافيا على سطح الأحداث .
ولكن فى البداية ما هو كبش الفداء ؟
من المتعارف عليه أن كبش الفداء يطلق على شخص تم التضحية به من اجل تصحيح اوضاع ربما كانت خاطئة لفترة من الزمن وما أن تم كشف ملابساتها حتى تجد نفسك مع كثير من جموع الجماهير تشير الى شخص أنه هو المتسبب فى هذا الخطأ الجسيم ، وفى نفس ذات الوقت تجد نفسك مندهش كيف يكون هو المسئول بالرغم من ضعف امكاناته وبلادة أدواته .
وايضا مما يزيد من دهشتك تجد أن هذا الشخص والذى نطلق عليه كبش فداء مستسلم تماما ومعترف بأنه المتسبب فى هذا الخطأ الجسيم .
أمور كثيرة متداخلة ومتشابكة ولكن الفيصل فيها هو ايمان كبش الفداء بأنه السبب أو المتسبب ، وفى النهاية يتم تقديمه لينال عقابه ولكن ثمة هتاف داخلى بداخل كل منا يهتف بأن هناك حقيقة غير ما نراه ونسمعه .
ولهذا كانت كلماتى فى هذا المقال لكى اضع الحقائق جلية امام كل قارئ حتى لا يقع يوما فى فخ كبش الفداء الذى لا نجاة منه .
بالتأمل فى قصص أولئك الذين تم تقديمهم كباش فداء على مر التاريخ تجد هناك ثلاث صفات مهدت الطريق امامهم ليكونوا كباش فداء .
هذه الصفات الثلاثة تجدها مجتمعة فى كلمة “كبش” ولكل حرف منها كلمة يشير اليها طبقا لما سنتناوله فى هذا المقال .

الطريق الى كبش الفداء يبدأ بحرف “ك” وهو يشير الى كسل ، واقصد منها اذا كان الكسل مسيطرا عليك فى كل شئون حياتك فتأكد أنك تسير نحو كبش الفداء بخطى ثابتة فى كل علاقاتك سواء العاطفية أو المهنية لأن العلاقات تنمو بسرعة ردود الافعال وذلك الكسل الذى كسى قلبك من شأنه أن يضعف نبض ردود افعالك وبالتالى تصبح هذه العلاقات التى بينك وبين من سيضحى بك فى اقرب عيد للخلاص عبئا وحملا ثقيلا يحلم بالفكاك والخلاص منه فى اقرب محطة .
والان جاء دور الحرف الثانى فى كلمة “كبش ” وهو حرف “ب” وهى تشير إلى كلمة بخس الحقوق ، وأقصد منها أنك إذا أردت أن تصبح كبش فداء عليك أن تكون متصفا بعدم العرفان والشكر لمن حولك ولمن تجمعك بهم علاقات عاطفية أو مهنية أو حتى مجتمعية ، عليك ان تشتهر ببخس الناس حقوقهم واشياءهم ، حينما تصل الى قمة الهرم فى هذه الصفة اؤكد لك بأنك تأهلت بجدارة لأن تصبح كبش فداء مع أول ايام التضحية ، لأنك أصبحت رمزا للإهمال الأنانية والعمى العاطفى لمن تجمعك بهم أى علاقة .
وأخيرا لكى تصبح كبش فداء نصل إلى أخر حرف فى كلمة كبش وهو حرف “ش” وأعنى به شيوع الاسرار وشرود الذهن ، وأقصد من وراء ذلك أنك إذا أردت أن تصبح كبش فداء عليك أن لا تكتم سرا لأى شخص أئتمنك على أسراره وكذلك أيضا على أن تشيع كل أسرارك وذهبك وذهابك ومذهبك ، وأيضا عليك أن تكون متصفا بشرود الذهن فلا تركيز عندك لأى شخص يتحدث معك أو يود قطف نصيحة من نصائحك ، عندها تصبح جلستك مملة وكلمتك مقلة ورؤيتك علة والابتعاد عنك افضل منة .

أعزائى القراء لعلى اكون وفيت فى كلماتى هذه بعضا مما ادين به لكم فى قلبى ، راجيا أن كلمات هذا المقال حاجزا لكم أن يصبح أحدكم فريسة سهلة عنوانها كبش فداء ، وإلى اللقاء فى مقال جديد نثرى به حياتنا العاطفية والمهنية .

التعليقات مغلقة.