قصة قصيرة … لقاء غريب

بقلم – خليل حاج يحيى” فلسطين”

ذات حزن أحست بالإختناق، تريد أن تصرخ، وأن تتحرر من قيودها، تريد الانعتاق، قررت الرحيل بعد ان ضاق بها الحب والوجد، ادركت ان البعد سيريحها البعد، تركته يعانق احلامه المثقلة .. لملمت ذكرياتها .. واحزانها .. وخرجت دون كلمة وداع؛ ودمعتها تحرق وجنتيها، تمخر عباب بحر المجهول، اعتلت ظهر المركب، وفي قلبها زوابع وبراكين متاججة، اخذت موقعها وهي تتمتم، هو لن يدري عن كل هذا شيئا، ولكن طيفه سيعيش معي كل ثوراتي، جلست ولم تری من حولها سوی خيالاته .. في المركب الصغير، كان الشفق يلون الوجوه بألوان الحزن، غابت عن وعيها لحظة، بينما هي في غفوتها، وإذا بيد غريبة تطبطب علی كتفيها، فتحت عينيها واذا به يجلس امامها، كان اصطداما عنيفا، تلاحم فيه الطرفان وامتزج نبضهما .. هنا أكتشفت لغة جديدة للحب، انتشت امامه وقالت، لا تسألني عن اسمي، فاسمي يشبه ملايين الأسماء، ولا تسألني عن عمري، فمولدي كان الآن حين اصطدمت بك .. نعم لم يكن لقاؤنا لقاءا عاديا، فلا تسألني عن شكلي، فحبك أحالني من امراة إلى شجرة، تورق أغصاني إن حضرت، وتتساقط إن غبت، وتزهر فروعي إن ضحكت .. ضحك وهمس في أذنها كلمة واحدة، ارعشت كيانها، فهمست له، لن تجد واحدة مثلي، كنوز الدنيا عندي لا تعدل رؤياك، وانا بحبك .