مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

قصة قصيرة: بقلمي “معجزة”

3

بقلم – سعد الجوهر:

تسير الجموع أفواجا، لتأدية شعائر مقدسة.
يحس بالخواء والتعب، وليس هناك من مثابة يأوىٰ اليها.
الكرسي الخاص بالمعوقين، ركنه صاحبه خارج المرافق الصحية العامة،

قد يهمك ايضاً:

“لا” في ختام الموسم المسرحي لقصور الثقافة…

تلك الشابة، تقص لجمع السائرين حلم جارتها وكيف أودعتها المبروكة قطعة من القماش منقوش عليها أسم الأله، لتتفاجأ تلك الجارة بوجود المخطوطة فعلاً تحت وسادتها عند الصباح، تفغر المرأة العجوز فاهها تعجباً، بينما يهتف الشاب الوسيم داعياً الجمع لقراءة الصلوات والتبرك.

يجلس عليه لبرهة ليلتقط أنفاسه. يحس بالخجل ويتساءل مع نفسه
ماذا لو ظهر صاحب الكرسي فجأة وأنزعج من تصرفي؟
يهب منتصباً ثم يمضي ليواصل مسيره وسط الجموع
يهتف نفر منهم : “الله أكبر… الله أكبر، أنظروا لقد تشافى المعوق وها هو يمشي“.
يتجمعون حوله، يتمسحون به.
يحاول أن يشرح
يقاطعوه
يرفع يده معترضاً
يمسك بها أحدهم ، يقبلها.
وما يلبث الا أن يجد نفسه عارياً
بعد أن مزق الجمع أوصال أرديته ليتباركوا بها .
يستر نفسه بأغطية وقطع ملابس يعيروها له.
يتقمص الدور ويواصل سيره معهم .
يصدق أنه معجزة.

اترك رد