قشر موز

بقلم – سليمان جمعه:

“العمر الطويل “، اجابه احد المارة على سعاله الحاد . ..ظل مسترسلا في الاطراق،حاضنا عكازه الاسود .
يرد السلام على الجميع دون ان يلتفت اليهم ؛يعرفهم من لكنات اصواتهم …
وهو لا يغادر افريزه تحت شجرة التوت الكبيرة الراسية كعمره على طرف دارته ..المفتوحة على الشارع العام ..
تموء هرته يبش لها ويلاعبها بعكازه فتراقصها …وتتمرغ بين قدميه ..ثم تستكين بقربه تسرح نظراتها ذات الشمال وذات اليمين ..
لحظات الغروب ،يقف متوجها الى الداخل ..حاملا صرة من اصوات اهل القرية بين سمعيه …فيذاكر ها..
اسعد ما به ،لم يذهب الى عمله اليوم …؟
وسكينة مرت مسرعة بعيدا مني لم تلق السلام !
كم فرحت لشلة الصبية تحلقوا حولي يصغون لحكاية الناطور الذي تصدى وحده للحرامية ..يوم انتهكوا حرمة الحي الشرقي من القرية … ..ابو فارس شهم قد وفق اهل القرية باختياره ناطورا …
اعاد الحكايات لصرته …واندس في فراشه ..بعد ان شاركته ام لطيف عشاءه وتمنت له احلاما سعيدة ..
اسن الافريز ، وطيف ابي لطيف غاب ورفيف اغصان شجرة التو ت حزينة ..والهرة تقف على عنق الشجرة تموء قليلا ..وتجثم تغط في نوم كئيب..
المارة قلة ….عجائز يمرون فرادى …تاركين انحناءات ظهورهم مشرعة للسنين …
هادئة تلك الطرقات والبيوت الحجرية ..تعاقر الاصداء المسنة …تصك اسنانها وهي تتزحلق على قشور من موز الذاكرة …
كنت احكي لوحدتي …انزلقت الحكاية ..تموء..وغراب سنح ببالها…اسود ..اكتسى الليل …يلوح بعكاز ابي لطيف …يتدلى على شجرنا …