مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

فعاليات اليوم الثاني والأخير للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي

2

كتبت – شهرزاد جويلي

فعاليات اليوم الثاني والأخير من الدورة السابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، اليوم الخميس، في مركز إكسبو الشارقة، بجلسة افتتاحية، تحدث خلالها ضيف شرف المنتدى، ليخ فاوينسا، رئيس جمهورية بولندا السابق “1990-1995″، وسعادة طارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وقدمها مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز “هداية”.
 خلال كلمته توقف ليخ فاوينسا عند الرسائل والتوجيهات التي وردت في كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الأربعاء، في حفل انطلاق المنتدى، حيث أشار إلى أن كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة ركزت على القيم التي ينبغي التمسك بها ونحن نواكب ونعيش في العصر الرقمي ونستجيب لمتغيراته، مشدداً على ضرورة أن تطلع البلدان الأوروبية على تجربة الشارقة في مجال الاتصال الحكومي، والتطورات التكنولوجية.
 واستعرض فاوينسا التحولات التاريخية التي جرت للعالم خلال القرن الماضي، التي انقلبت مع بداية عصر التكنولوجيا وعصر الآلة، حيث مر العالم بمرحلة أطلق عليها فاوينسا “عصر الكلمة” ليدخل من بعدها في عصر تتسارع فيه الأفكار، وتطغى فيه التكنولوجيا على القيم الأصيلة للإنسان، مؤكداً أن هذا التحدي الذي يواجهه المجتمع العالمي اليوم، وخاصة في القارة الأوربية يحتم عليه الوقوف عند تجارب ناجحة في إدارة العصر الرقمي مثل تجربة الشارقة.
 وأوضح فاوينسا أن الدور الأكبر اليوم تتحمله النخب الثقافية، التي كانت في السابق قادرة على تقديم رسائل وقيم تجعل المجتمعات في إطار متوازن، أما اليوم، فيغيب دور النخب، ويتراجع دورها للحد الذي بات العصر الرقمي يشكل تهديداً لبنية المجتمع المعاصر.
من جهته قال سعادة طارق سعيد علاي خلال كلمته: “في الأمس أخذنا الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى خبايا وتوقعات المرحلة المقبلة في ضوء تسارع العصر الرقمي، وأثار الكثير من التساؤلات حول استعداد الحكومات لمواجهة تحديات التقنية التي تشهد تطورات لحظية تتطلب محاكاتها للحفاظ على خيوط التواصل بين الحكومة وشعبها “.
قد يهمك ايضاً:

آيسر توسع عائلة الحواسيب المحمولة كرومبوك بلس بطراز جديد…

لدواعي أمنية ..تطبيق “واتساب” ممنوع رسميا في…

وأضاف علاي: “يعيدنا هذا إلى ما طرحه المفكر الكندي مارشال ماكلوهان في ستينيات القرن الماضي، الذي سبق نحو نصف قرن عندما تحدث عن القرية الكونية الصغيرة أو القرية الإلكترونية التي باتت بيتاً صغيراً في ضوء ما تشهده التقنية من تطورات متسارعة بكل الإيجابيات والسلبيات لتنبئ بمراحل أخرى من التطورات التقنية التي لا نعلم إلى أين مداها، وهو ما دفعنا إلى اختيار شعار المنتدى للعام الجاري (الألفية الرقمية.. إلى أين)”.
 وتوقف مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، عند حجم التغيير الجاري على مستوى العصر الرقمي، وتسارع الأفكار، بالقول: “إننا ندرك جميعاً الدور الكبير لأدوات العصر الرقمي التي باتت الأكثر تأثيراً بالأفكار وبحياة الأفراد وتغيير أنماط المجتمعات وتوجهاتها وهو ما يفرض علينا توظيفاً أمثل لمثل هذه الأدوات في الاتصال الحكومي الذي نريده أن يكون صادقاً وشفافاً وواضحاً”.
 وأشار علاي، إلى أهمية الاستثمار في تنامي استخدام الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: “تشير الإحصاءات المتخصصة إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت يزيد عن أربعة مليارات شخص في العالم، أي أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية من السكان، في حين تجاوز عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ثلاثة مليارات نسمة، فإن هذه “القوة الرقمية” يجب أن يتم استثمارها جيّداً في الاتصال الحكومي لتكون مساهماً إيجابياً في تطوره وانتشاره”.
 وأكد مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يتطلع هذا العام، من خلال الجلسات النقاشية، والخطابات التفاعلية، والورش التدريبية، التي ينظمها إلى بحث كيفية تعزيز الاستفادة من هذا الحضور الكبير لأدوات العصر الرقمي لصالح المجتمعات والدول والإنسانية جمعاء، وتحقيق تواصل شفاف واتصال أمثل بين كافة مكونات النسيج المجتمعي، من الأفراد والمؤسسات.
تحت عنوان “القيادات النسائية ودورها في المجتمع الرقمي”، استضافت جلسة حوارية ضمن فعاليات اليوم الثاني والأخير من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، قدمتها الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد، كلا من فانيسا دي أمبروزيو الحاكمة العامة السابقة لجمهورية سان مارينو، ومجد شويكه وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن، وميشيل مون رائدة أعمال ومناصرة لحقوق المرأة من المملكة المتحدة، والدكتورة لطيفة العبد الكريم أستاذة كلية علوم الحاسوب والمعلوماتية في جامعة الملك سعود تخصص الذكاء الاصطناعي. 
 واستهلت فانيسا دي أمبروزيو الحاكمة العامة السابقة لجمهورية سان مارينو، حديثها بالإشارة إلى أن البشر مترابطون في هذا العالم ولا فرق بين الرجال والنساء، لافتة إلى أن إحداث الفرق في شتى المجالات مرهون بالجهود والطاقات التي يبذلها الفرد في مجال تخصصه.
 وأوضحت أن العالم يعيش مرحلة غاية في الأهمية تتجسد في التقدم التكنولوجي الذي تزداد وتيرة تطوره ارتفاعاً، داعية النساء إلى الاستفادة من كل هذه المظاهر التقنية المتقدمة بما يخدم المجتمع ويطور من خبراتهن ومهاراتهن.
 وأوضحت أمبروزيو أن علاقة التطور التكنولوجي وأساليب التعامل الحكومية مع الجمهور تتناسب بشكل طردي مع المستوى الذي وصلت له المواقع الإلكترونية خاصة منصات التواصل الاجتماعي، التي تشهد حالة متقدمة للغاية تمكنها من أداء أدوار مهمة تتمثل في إرسال رسائل حكومية واضحة للأشخاص ليتفهموا طبيعة الأعمال التي نقوم بها.
 وقالت أمبروزيو “على الصعيد الشخصي استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي بما يخدم اطلاع المواطنين على طبيعة الأعمال التي أقوم بها، وكيفية إشراك أكبر عدد منهم في إبداء الآراء والوقوف على الدور الذي تؤديه حكومة سان مارينو مع كل مواطن”.
 وأشارت إلى أن الواقع التقني يسهم مساهمة كبيرة في تمكين المرأة ووضعها ضمن أطر صناعة التغيير، لافتة إلى أن الإنترنت له إيجابيات وسلبيات وما يهم هو الاستفادة من إيجابياته لنسهم في تطوير المجتمعات والارتقاء بالخطاب الحكومي الموجه وتصدير نموذج يحتذى للشباب والشابات بما يخدم حاضرهم ومستقبلهم.
 واختمت أمبروزيو حديثها بالإشارة إلى أهمية إشراك المرأة في صناعة القرار بشكل أكثر فاعلية في الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن الوقت قد حان وتطور التكنولوجية يساهم بشكل كبير في تدعيم حضورها.
 من جانبها، أشارت مجد شويكه وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن، إلى أن قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات يلعب دوراً مهماً في تغيير الواقع السياسي والاجتماعي، لكنه يحتاج إلى إعادة نظر في هيكلية القوانين الناظمة لأطر العمل به إسهاماً في تمكين المرأة وتعزيز حضورها بشكل فاعل على مختلف الأصعدة.
 وأكدت وجود ترابط كبير بين التنمية والتمكين والكفاءة والرقمنة ما من شأنه أن يفسح المجال بشكل أكبر للمرأة في أن تكون قيادية، وأن تؤدي دوراً فاعلاً إلى جانب أدوارها الطبيعية لافتة إلى أن الاستفادة من مقومات التكنولوجيا الحديثة وتدعيم حضور المرأة فيها يسهم بتحقيق التوازن في الحياة العملية.
 وفيما يتعلق بالتطور الذي لحق بمواقع التواصل الاجتماعي، أكدت الوزيرة الأردنية أن هذه المواقع لا حدود لها بل يرسم حدودها الشخص الذي يرتادها من خلال تحسين مجالات الوصول إلى المعلومات والاستفادة من مقدرات هذه المواقع بشكل إيجابي والابتعاد عن المخاطر التي يمكن أن تسببها بشكل سلبي.
ودعت شويكة إلى ضرورة اعتماد قانون يحفظ خصوصية رواد المواقع التواصلية من خلال ضوابط تمنع ملاك تلك المواقع من استغلالها فالبيانات الشخصية أمر غاية في الأهمية يجب عدم الاستهانة بها، مؤكدة أهمية وجود منظومة تحدد الأساليب التي تستخدم فيها تلك المواقع وإلا سيتم استخدامها بشكل خطر.
 من جهتها، أكدت ميشيل مون، رائدة أعمال ومناصرة لحقوق المرأة من المملكة المتحدة، أن المرأة بحاجة لمسببات التمكين سواء على الصعيد الحكومي أو الاقتصادي أو التكنولوجي، مشيرة إلى أن التقنية الحديثة قادرة على تغيير العالم وتشكيل السياسات الحكومية ومحورة الخطاب بين القيادات والجماهير إضافة إلى دورها في تمكين المرأة.
 وأشارت إلى أننا نعيش في عصر مثير للاهتمام تسيطر فيه التكنولوجيا على مفاصلها بشكل كبير، موضحة أنه إذا أرادت المرأة أن تؤسس شركة تستطيع ذلك بسهولة ويسر ويمكنها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة أن تروج لها على أوسع نطاق وبشكل يسمح لها بالارتقاء في قطاعات الأعمال التي تقودها مهما كانت طبيعة العمل التي تقوم به.
 من جانبها، أوضحت الدكتورة لطيفة العبد الكريم، أستاذة كلية علوم الحاسوب والمعلوماتية في جامعة الملك سعود، أن الذكاء الاصطناعي هو أمر أساسي في مجال التواصل بمختلف أشكالها الفردي والحكومي لافتة إلى أن مجالات الذكاء الاصطناعي قادتها نحو فهم أعمق لكيفية تعاون نظامين مختلفين كالدماغ والتقنية فيما بينهما للحصول على توليفة غاية في الابتكار والتعقيد سهلت من مجالات التكنولوجيا الحديثة.
 وتابعت “أردت أن أعرف مصدر القوانين والتشريعات وكيف لنا أن نغيرها كوننا نعيش في حقبة يجب فيها أن تتوافق التشريعات بشكل متواصل مع تقدم التقنيات وتطورها”، لافتة إلى أهمية الحرص على بناء منظومات ذكية يمكن لها أن تحيط بالاختلافات على مستوى المجتمع والسلوكيات، وأن تمتاز بالتنوع فالحاضر اليوم هو مستقبل الغد بفضل التكنولوجيا وعلينا أن نمرر رسائلنا للمستقبل بشكل واثق واضح.
 ودعت العبد الكريم إلى ضرورة إشراك المرأة بالوسائل والمضامين التقنية المتاحة، مشددة على أهمية الابتعاد عن السياسات التكنولوجية التي من شأنها أن تقمع حريات الأفراد، قائلة “نحن نعمل على معايير وقوانين تتكيف مع الوضع الحالي ونشجع الحكومات على اعتمادها ومواكبة التطورات الخاصة بها على مختلف الأصعدة بما يسهم بتكامل مجالات التطور والإبداع”.

هذا وقد أطلق المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة مساء أمس؛ “الشبكة العربية للاتصال الحكومي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وذلك بهدف الارتقاء بقدرات العاملين في قطاع الاتصال الحكومي، وتم إطلاق الشبكة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وسعادة طارق علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجواهر النقبي مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي، وعدد من جهات الاتصال من مصر، والكويت، والبحرين، والسعودية، الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من كبار الشخصيات وضيوف المنتدى.

 وجاء الإعلان عن الشبكة في إطار حرص المركز على بناء منظومة إقليمية متميزة في فكر الاتصال الحكومي، تسعى إلى ترسيخ وتعزيز التعاون المشترك بما يتعلق بأساليب الاتصال الحكومي، وتطوير أطر العمل الإقليمي من خلال الاعتماد على مجموعة من الأهداف الرئيسة، والمهام الأساسية التي تُعنى بدعم قادة المستقبل، وتطوير المستويات المهنية، والاستفادة من موارد المعرفة عبر شبكة الإنترنت، وتنظيم وعقد لقاءات وفعاليات متخصصة على نطاق واسع.
 وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: “يترجم إطلاق الشبكة العربية للاتصال الحكومي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإحداث تطور نوعي وملموس في منظومة الاتصال الحكومي، عبر المساهمة في دعم قدرات العاملين بهذا القطاع، وتمكينهم من مواكبة أحدث التطورات المهنية لتعزيز التواصل بين الحكومات والجمهور، والمساهمة في عملية التنمية المستدامة”.
 وأضاف رئيس مجلس الشارقة للإعلام: “في كلّ عام ينبثق عن المنتدى عدد من التوصيات الهادفة إلى تعزيز الوعي بالاتصال الحكومي، وتطوير برامجه وآلياته، ودعم مسؤولي الاتصال الحكومي وتمكين أدوارهم، بما يسهم في مدّ جسور التواصل بين مختلف حكومات المنطقة من جهة، وقطاعات الأعمال والمؤسسات من جهة أخرى، وبناء علاقات وثيقة مع الجمهور حتى نتمكن من إيصال الرسائل الحكومية بفاعلية تماشياً مع الخطط الاستراتيجية التي تمضي إمارة الشارقة في تدعيم أساساتها”.
 وستتيح الشبكة لأعضائها الدخول إلى مكتبتها الخاصة المزوّدة بكم كبير من البحوث، والدراسات، والتقارير الخاصة، التي تتناول مواضيع متعددة ضمن الاتصال الحكومي وأحدث الممارسات المهنية المرتبطة به، كما ستفتح الشبكة المجال للأعضاء للتواصل فيما بينهم من أجل تبادل الخبرات والمعارف حول كل ما يتعلق بأساليب الاتصال الحكومي الحديثة والمتطورة.
 ويهدف المنتدى الدولي للاتصال الحكومي إلى عرض أفضل الممارسات المحلية والعربية والدولية في الاتصال الحكومي، عبر سلسلة من الجلسات النقاشية، ودراسات الحالة، وورش العمل، والعديد من الفعاليات الأخرى المصاحبة التي تتضمن الكثير من الأفكار التي تسهم في تعزيز التواصل بين الحكومة والجمهور من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار.
اترك رد