مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

صور وفيديو .. تلوث مياه النيل يقضى على أرزاق الصيادين بكفر الشيخ

15

تحقيق وتصوير – شريف العقدة :

علي شاطئ النيل بمدينه دسوق  يجلس أكثر من 100صياد ،لايجدون قوت يومهم بعد أن ضاق بهم الحال ،وقل رزقهم ،وذلك بسبب تلوث مياه النيل الذي اختلطت به مياه الصرف الصحي.

كاميرا “مصر البلد الاخباريه” رصدت بالصوت والصورة معاناة هؤلاء الصيادين وكيف وصل بهم الحال إلي التسول من أجل إطعام أولادهم الذي افترسهم المرض كحال أغلب المواطنين بمدينه دسوق، وذلك  بسبب تلوث مياه الشرب .

نصر حجازي أحد الصيادين، يقول أصبح تلوث مياه النيل بدسوق حقيقة يراها الكبير والصغير ،وللأسف مفيش حد بيتحرك وأصبحت الأمراض وخاصة الكبدية تتمكن منا والمشكلة أننا لانملك حتي ثمن العلاج.

وأضاف حجازي،اغلبيه الصيادين بدسوق يتسولون الآن لإطعام أطفالهم من قله الرزق،فالصياد الأن الصياد فبدلا من تفريغ شبكة الصيد الخاصة به من الأسماك يقوم بتنظيفها مما بها من حجارة وزجاجات مياه فارغة و القمامة ،ولا يوجد بها سمك ويعود لبيته فارغ اليدين، لان النيل أصبح خالي تماما من الأسماك بسبب التلوث  الذى حول المياه إلي اللون الأسود ورائحتها أصبحت كريهة.

أما احمد حلمي من سكان المنطقة فيقول، أصبح نيل دسوق مقلب قمامة  في ظل غياب تام من جميع الجهات المعنية، وأصبحت لون المياه به سوداء وذلك بسبب صرف الأبراج المطلة علي النيل مياه الصرف الصحي الخاصة بها داخل المياه، ، بالإضافة إلى إلقاء  القمامة به، وأيضا بسبب إلقاء مخلفات مصنع كفر الزيات في النيل، الأمر الذي قضي علي الثروة السمكية بالنيل، وأصبح النيل مصدر للموت والأمراض وأصبح الأمر خطير لأننا بتشرب مياه مختلطة بمياه المجاري ،وللأسف لايوج لدينا أموال للعلاج بسبب ضيق اليد وقله الرزق ، وكل الذي نعاني منه الآن  بسبب تلوث مياه النيل  ،ولقد تعبنا من كثرة الشكاوي للمسؤولين الذين استباحوا دم الشعب المصري وبدون ثمن.

ويقول مدحت سويلم خفير لأحد الأبراج المطلة علي النيل ،لقد افترسنا المرض وأصبحت مدينه دسوق من أسوأ المدن في كل شيء ،وأصبحت مياه النيل ملوثه مما تسبب في إصابتنا بالفشل الكلوي وأصبحنا جثث متحركة ولا شغل لنا سوي الذهاب للمستشفيات نحن وأطفالنا للعلاج، والكارثة أننا غير قادرين علي شراء أي دواء للعلاج، فنيل مدينه دسوق مليء بالقمامة وللأسف مفيش مسؤل بيسأل فينا.

ويضيف سويلم ،الصيادين في مدينه دسوق أصبحوا بلا عمل، فالصياد منذ الصباح الباكر ينطلق بالقارب بعيداً في وسط النيل، يتوقف ويلقى بالشبكة مرات ومرات  في مياه النيل، على أمل أن يتبدّل الحال ويرزق ببضع سمكات يقتات بها هو وأولاده، لكن يظل الحال على ما هو عليه، فتخرج الشبكة محمّلة بالزجاجات الفارغة، والحجارة وبعض السمكات الصغيرة التي نجت من الموت بسبب التلوث الذي يملأ المياه واختلاطها بمياه الصرف الصحي.

مصر البلد “رصدت معاناة احد الصيادين ويدعي إبراهيم أبو حجازي  صاحب الخمسين عاماً، الذي أفنى أكثر من أربعين عاماً من عمره في العمل صياد سمك في نهر النيل، قائلاً: «مابقتش عارف أصطاد سمك من النيل زى زمان، الناس هنا بترمى الزبالة في النيل، وتعمل صرف صحي فى النيل، السمك بيطلع ميت أساساً من كتر التلوث، ولو طلعت سمكة عايشة شكلها بيكون مختلف، وتحس أنها مريضه.ويصمت الرجل وينظر فى ذهول إلى اتساع النيل ومياهه التي تغيّر لونها من اللون الأزرق إلى اللون الأسود، ثم يتابع حديثه: «زمان، ومش من زمان قوى يعنى، من حوالى 15 سنة ويمكن أكتر شوية، كنت كل يوم بانزل أصطاد ساعتين بس الساعتين دول كان ربنا بيكرمنى بأكثر من 50 كيلو سمك، السمك ده أنواع كتير، وأروح أبيعهم وآخد لعيالى أكلهم وأكون سلطان زماني، النهارده الحال اتغير والدنيا بقت صعبة جداً، طول اليوم أصطاد سمك مابكملش 10 كيلو، ابني اللي قدامك ده ساب المدرسة علشان يساعدني ويشتغل معايا فى الصيد، لأن الحياة بقت غالية وطبعاً مش عارفين نعيش، لكن للأسف النيل بقى كله ملوث بمياه المجاري  ومابقاش فيه سمك زى زمان، أنا ساعات كتير باحس أن الشبكة بتاعتى مخرومة من كتر ما أنا بارميها وبتطلع فاضية».

الألم والحزن يملأ وجه الرجل الخمسينى، فالأيام تبدّلت والأحوال تغيّرت، فى الماضي كان الرجل يتجول بحرية داخل النيل، يذهب حيث يشاء ويرمى شبكته فى المكان الموجود به رزقه، لكن هذا الحال أصبح مستحيلاً بعد أن سيطر على النيل مجموعة من البلطجية، وقاموا بتقسيم النهر فى ما بينهم، كل واحد يحصل على مسافة معينة من النيل يجبر الصيادين على عدم الخروج منها، ليس هذا فحسب، وإنما ألزمهم باقتسام ما يصطادونه، فى غياب تمام من الحكومة التى تركت البلطجية يرتعون فى النيل حيث يشاءون، يمنعون هذا ويعطون ذاك، ومن يخالفهم الأمر إما أن يلقنوه درساً قاسياً من خلال منعه من الصيد مدة معينة، وإما أن يقطعوا رجله تماماً من النيل.

رجب حجازي يقول، البلطجية أصبحوا هما اللي بيتحكموا في النيل دلوقتى، قسّموا النيل بينهم وبين بعض، والصياد اللي بيتعدى المكان اللي هما متفقين عليه بيضروه، وممكن كمان يمنعوه من الصيد خالص.

ويتابع الرجل: «دائماً بيقولوا إن الصيد بيعلم الصبر، وأنا زمان كنت عارف معناها، لأنى فعلاً ماكنتش حاسس بحاجة وكان الرزق كتير، لكن النهارده الواحد مابقاش عنده أى صبر، العيشة بقت غالية، وكل حاجة سعرها فى الطالع، ومفيش حاجة بترخص غير البنى آدم هو اللي رخيص، ربنا سبحانه وتعالى اللي مصبرنا على اللي إحنا فيه ده.

ويضيف حجازي. والله أنا منا عارف اقولك ايه عن ضيق الرزق ولا عن المرض الذي نهش أجسامنا ولا عن عدم وجود أدويه نتعالج بيها ولا عن تلوث المياه بسبب الصرف الصحي والقمامة ولا ايه ولا ايه الحياه اصبحت صعبه جدا السبب هو  تلوث المياه اللى بقت كلها زبالة وصرف صحى، واضاف النيل مابقاش زى زمان، أنا كنت باشرب منه، دلوقتى خلاص البلد كلها بقت بتستخدمه كصرف صحى، بيقولوا إن فيه مصرف صرف صحى جاى من مصر ويتم صرفه فى النيل».

لم يكن حال «عم حجازي هو الوحيد فحال غالبيه الصيادين اكثر مرارة وحصرى منه والذى أكدو أكثر من مرة أنه تلوث مياه النيل جعلهم تعساء يتسولون حتي العلاج وأصبحت القوارب يملئها الصيادون دون أي عمل وكل واحد منهم ينظر إلي  زميله الجالس أيضاً فى قاربه، لكن هذه المرة بجوار شط النيل، تملكه اليأس والإحباط وأصبحت أيامه شبيهة ببعضها، فكل يوم يستيقظ من نومه عقب أذان الفجرويذهب الي شط النهر، يُحضر شبكته وقاربه ويبدأ فى الصيد، فينتهى اليوم ومعه كمية أسماك لا تزيد على الـ5 كيلو، وإذا كان الحظ رفيقاً به سيتضاعف الرزق إلى 10 كيلو أسماك، وبألم شديد وحزن عميق تتحدث زوجه احد الصيادين صاحبه الثلاثين عاماً، معنا قائله «أيامى كلها شبه بعضها زوجي يجلس  فى وسط النيل  على قاربه ممسكاً بيده شبكة لصيد الأسماك يُنظّفها مما بها من حجارة وزجاجات مياه فارغة، ينتهى من تنظيفها ويأمر ابنه الذى يمسك فى يديه «القدافات» (قطعتان من الخشب يتم تثبيتهما فى جانبى المركب للتحكم فيه ودفعه للسير فى المياه)، بأن يبتعد عن هذا المكان الملىء بالقمامة. ينصاع ابني الذى لم يتجاوز الـ13 عاماً لأمر والده، وينطلق بالقارب بعيداً فى وسط النيل، يتوقف الصبى، ويلقى والده بالشبكة مرة أخرى فى مياه النيل، على أمل أن يتبدّل الحال ويرزق ببضع سمكات يقتات بها هو وأولاده، لكن يظل الحال على ما هو عليه، فتخرج الشبكة محمّلة بالزجاجات الفارغة، والحجارة وبعض السمكات الصغيرة التى نجت من الموت بسبب التلوث الذى يملأ المياه.مصر البلد رصدت معاناة نصر  صاحب الخمسين عاماً، الذى أفنى أكثر من أربعين عاماً من عمره فى العمل صياد سمك فى نهر النيل، قائلاً: «مابقتش عارف أصطاد سمك من النيل زى زمان، الناس هنا بترمى الزبالة فى النيل، وتعمل صرف صحى فى النيل، السمك بيطلع ميت أساساً من كتر التلوث، ولو طلعت سمكة عايشة شكلها بيكون مختلف، وتحس أنها مريضة»

يصمت الرجل وينظر فى ذهول إلى اتساع النيل ومياهه التى تغيّر لونها من اللون الأزرق إلى اللون القريب من الأسود، ثم يتابع حديثه: «زمان، ومش من زمان قوى يعنى، من حوالى 15 سنة ويمكن أكتر شوية، كنت كل يوم بانزل أصطاد ساعتين بس الساعتين دول كان ربنا بيكرمنى بأكتر من 50 كيلو سمك، السمك ده أنواع كتير زى البورى والبلطى، وأروح أبيعهم وآخد لعيالى أكلهم وأكون سلطان زمانى، النهارده الحال اتغير والدنيا بقت صعبة جداً، طول اليوم أصطاد سمك ماباكملش 10 كيلو، ابنى اللى قدامك ده ساب المدرسة علشان يساعدنى ويشتغل معايا فى الصيد، لأن الحياة بقت غالية وطبعاً مش عارفين نعيش، لكن للأسف النيل بقى كله ملوث ومابقاش فيه سمك زى زمان، أنا ساعات كتير باحس أن الشبكة بتاعتى مخرومة من كتر ما أنا بارميها وبتطلع فاضية».

الألم والحزن يملأ وجه الرجل الخمسينى، فالأيام تبدّلت والأحوال تغيّرت، فى الماضى كان الرجل يتجول بحرية داخل النيل، يذهب حيث يشاء ويرمى شبكته فى المكان الموجود به رزقه، لكن هذا الحال أصبح مستحيلاً بعد أن سيطر على النيل مجموعة من البلطجية، وقاموا بتقسيم النهر فى ما بينهم، كل واحد يحصل على مسافة معينة من النيل يجبر الصيادين على عدم الخروج منها، ليس هذا فحسب، وإنما ألزمهم باقتسام ما يصطادونه، فى غياب تمام من الحكومة التى تركت البلطجية يرتعون فى النيل حيث يشاءون، يمنعون هذا ويعطون ذاك، ومن يخالفهم الأمر إما أن يلقنوه درساً قاسياً من خلال منعه من الصيد مدة معينة، وإما أن يقطعوا رجله تماماً من النيل.

قد يهمك ايضاً:

تعرف على مواقيت صلاة الجمعة في محافظات مصر مع بدء التوقيت…

جولات ميدانية لوفد سلطنة عمان بمختلف شركات وهيئات وزارة…

فيقول الرجل: «البلطجية أصبحوا هما اللى بيتحكموا فى النيل دلوقتى، قسّموا النيل بينهم وبين بعض، والصياد اللى بيتعدى المكان اللى هما متفقين عليه بيضروه، وممكن كمان يمنعوه من الصيد خالص».

ويتابع الرجل: «دائماً بيقولوا إن الصيد بيعلم الصبر، وأنا زمان كنت عارف معناها، لأنى فعلاً ماكنتش حاسس بحاجة وكان الرزق كتير، لكن النهارده الواحد مابقاش عنده أى صبر، العيشة بقت غالية، وكل حاجة سعرها فى الطالع، ومفيش حاجة بترخص غير البنى آدم هو اللى رخيص، ربنا سبحانه وتعالى اللى مصبرنا على اللى إحنا فيه ده».

 

الصيادون في مدينه دسوق أكدوا  أن هناك عدداً كبيراً من وسائل الإعلام جاءت إلى هنا ورصدت التعديات على النيل، لكن دون أن يتحرك أى مسئول فى البلد.

 

اترك رد