شروق رزق تكتب : رحلت وتركت بصمتها محفورة بداخلنا.. “الذكريات” !
تكمن خطورة الحنين إلى ما مضى من كونه إغراقًا للحاضر في فوهة الماضي، وسطوًا على المستقبل، فليس لدى مَن يشعر بالحنين إلى الماضي وذكرياته قدرة على العيش بأريحية وسلام داخلي في الحاضر، ولا حتى الرغبة في صناعة المستقبل، إنه عالق هناك.
لاشك أن لكل إنسان ذكرياته يحبها.. يعشقها.. حتى و إن لم تكن الفريدة من نوعها، ربما لأنها مرتبطة بمرحلة عمرية ما أو بأشخاص مميزين أطرقوا أحد أبوابنا يومًا ما، فلا أعتقد أن أحدًا لا يحب ذكرياته..
لكن لماذا يغمرنا الحنين ورغبة النسيان في آنٍ واحد حتى وإن كانت بصمتها قاتمة ؟!
ما الذي يجعلنا نشعر بجماليات الأشياء بعد انقضائها أكثر من استشعارها ؟،
في الحقيقة أن الذكريات تشكل بعدًا عاطفيًا لدى المرء، قد يدركه عندما تصبح الذكريات على رفوف النسيان.
نعلم جميعًا أننا مختلفين في كل شيء، حتى في تعاملنا مع ما تتركه الذكريات لحياتنا،
وذلك حسب تكوين الشخصية الفريد لكل منا، وطبيعة المواقف التي نتعرض لها، وكيفية تفاعلنا معها في وقتها، وأيضًا تأثيرها على حياتنا، لا ننسى أيضًا دور شركاؤنا في إعداد بصمتها بداخلنا.
حياة الإنسان مليئة بالتجارب والمواقف الكثيرة، فبعضها تؤلمنا، والأخرى تترك في نفوسنا بسمة عابرة عند تذكرها لاإراديا، البعض منها مؤلم لا يمكن تجنبه أو الهروب منه، وبعضها تتحول لذكريات مؤلمة بإرادتنا، نتيجة سوء التصرف أحيانًا،
وربما تسرعنا باتخاذ قرار ما، ويمكن أن تكون نتيجة لرد الفعل، فالسيء هو التفاعل مع الذكريات وليست الذكريات نفسها.
قد يدفعنا الحنين إلى الماضي وذكرياته للشعور بالألم النفسي والحسرة، وربما يثير تذكر تفاصيله إلى الشعور باللهفة والحنين لابتسامته الخاصة،
ويبقى شيء من عبق الماضي عالق بداخلنا رغم الزمن، شيء تعجز يد النسيان عن محيه، أدركت مؤخرًا أنني ليس لدي مشكلة مع النسيان، مشكلتي الحقيقية هي كثرة الذكريات، فربما تتلاشى التعاسة، وترحل الذكريات، ويبقى الحنين يصاحبني رغم معاناته.
التعليقات مغلقة.