مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

شاعرُ الكونِ

56

بقلم – جهاد بكفلوني .. سورية

قد يهمك ايضاً:

أوتار المساء

أهيم بطيفك

خلقَ اللهُ كونَنا فالمعاني ريشةٌ حدّثتْ عن الإتقانِ
من جبالٍ على السّماءِ استراحتْ منكباها عباءتا تحنانِ
ورياضٍ تذوبُ أطيابَ أمٍّ  مقلتاها لطفلِها تسهرانِ
 في الفَراشاتِ فتنةُ الألوانِ   يا لأعطافِها اللّطافِ اللِّدانِ
صورةُ للجمال عاجَ مَشوقاً   ثمَّ حيّا ففاضتِ العَينان
من بروقٍ تختالُ باللّمعانِ ليتَ أبصارَنا إليها روانِ
خطفتْها في مشهدٍ تتجلّى     فيهِ للعقلِ قدرةُ الرّحمنِ  
في الينابيعِ ثرثرتْ ولُغاها   فوقَ جودِ الخيالِ فوقَ البيانِ
من رعودٍ تئزُّ نيرانَ جودٍ    يا لجودٍ من صَنعةِ النّيران!
ربِّ! إبداعُكَ العظيمُ كتابٌ   واضحُ المحتوى من العُنوانِ رائعٌ غيرَ أنّهُ يتهادى        قمّةً في معرّةِ النُّعمانِ
بدمي أفتدي ثراها وفيه  وهما أغلى من دمي قبرانِ
فيهما قد ثوى أبي ثمّ أمّي      فادْعُواني إليكما وخُذاني
حين تدنو منيّتي يا نعيمي      بهما كم سيُؤنسُ الجارانِ!
يستعيدُ التّلميذُ ما ضاعَ منهُ     من كنوزٍ أفضتْ إلى الكِتمانِ
سوف يلقى الأستاذَ، شاعرَ كلِّ النّاسِ، نورَ الأجيالِ والأزمانِ
يتجلّى أبو العلاءِ ضياءً     ليموتَ الدُّجى على الأجفانِ
ليعودَ السّلامُ ينسجُ للأرضِ رداءً خِلْواً من الأدرانِ
ليعيشَ الورى بأمنٍ بعيداً   عن وحولِ الذّحولِ والأضغانِ يتناسونَ أنّ هذهِ الأرضَ فاضتْ  بالخطايا فلْتنْجُ من طُوفانِ
ليتنا يا أبا العلاءِ أخذْنا      بوصاياكَ جُملةً كلَّ آنِ
لو… لعاشَ الأنامُ كالإخوانِ     ونَجَوا من براثنِ العدوانِ
واستحالَ الثّرى الكئيبُ جناناً    ماءُ أنهارِها جرى كالجُمانِ
ليتنا ما صِرْنا إلى ما تراهُ      من صراعٍ على متاعٍ فانِ
بينَ فكّيهِ قد طُحِنّا ولكنْ     ليتنا نرعوي، تغُرُّ الأماني
ما تغيّرْتِ يا معرّتيَ الحسناءَ! مازلتِ دُرّةَ البُلدانِ
أهلكِ الطّيّبونَ قَومي، عشيري  زرتُهم كم تسابقوا لاحتضاني
أرجَعوا للحياة جسْمي وروحي فهما في حالٍ من الغليانِ
كتبا تاريخَ المعرّةِ سِفْراً      من خلودٍ بالرَّوحِ والرّيحانِ
ليس يبلى تجدّداً وازدهاراً  وهْو يعطي المكانَ معنى المكانِ
كتبا تاريخَ المعرّةِ سِفْراً      من خلودٍ بالرَّوحِ والرّيحانِ
ليس يبلى تجدّداً وازدهاراً  وهْو يعطي المكانَ معنى المكانِ
معرّة النّعمان،المركزّ الثّقافيّ العربيّ،  الخميس 17 آب 2023

التعليقات مغلقة.